Wednesday 20th March,200210765العددالاربعاء 6 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجلمستعجل
«أعيان.. أهل البلد؟!!»
عبدالرحمن السماري

** يقولون.. إن رؤساء دوائر الخدمات في القرى والمدن الصغيرة.. كالبلدية والزراعة والصحة والتعليم.. يعانون أشد المعاناة من الناس حولهم..
** لا أحد يقيِّمهم ويقيم عملهم وأداءهم إلا بعض وجهاء البلد.. ولهذا.. فهم يسعون لاستقطاب ود هؤلاء بأي شكل وبأي ثمن.. ولأنه لو اجتمع بعض هؤلاء وقالوا.. لا نريد فلاناً.. لأطيح به وانتهى في خبر كان.. لذلك.. فهو يدرك أنه ليس أمامه سوى مجاملة واستقطاب وتدليع هؤلاء على حساب أي شيء..
** ولو كان أعيان البلد على فئتين لفتش عن الفئة القوية الواصلة وشبك معها وترك الأخرى.. والمسألة.. مسألة مصلحة.. ومنفعة والبقاء للأذكى.
** قد يكون أصحاب الكلمة في القرية والمدينة.. ليسوا الوجهاء «بحق وحقيق» بل ربما كانوا مجموعة من الملاقيف أو المشاغبين.. ولذلك.. فهم يتحكمون في كل شيء.. وفي يدهم أي شيء.. ولو أرادوا طرد رئيس البلدية أو مدير الزراعة.. أو مدير المستوصف.. لاجتمعوا وكتبوا وقالوا.. أهل البلد لا يريدونه.. ثم نفذ ذلك.. لأنهم تحدثوا باسم أهل البلد.. والجهات المعنية.. يهمها رضا أهل البلد وراحتهم.
** إذاً.. الذي يقيمك ويراقبك منذ أن تطأ قدماك البلد.. وحتى «تُطرد» أو«تْشالْ» هم هؤلاء المشاغبين الملاقيف.. ولاشك أن المسؤول سيجاملهم على حساب أشياء كثيرة.. لأنه يخاف من أصحاب المعاريض..!!
** ولهذا.. سينتهي الاخلاص والعمل الجاد والتطوير والحماس.. ما دام أن مصير هذا المسؤول.. معلَّق برأي هذه «النخبة؟!!» من المشاغبين والملاقيف.
** وهذا بالطبع.. يذكرني مصير العضو المنتدب أو مدير عام الشركة أو رئيس مجلس إدارتها.. لأن وجوده وطرده ومخصصاته واستحقاقاته يتحكم فيها «النخبة» من الملاقيف والملوسنين من أعضاء الشركة.. ولو لم يرضهم ويهادنهم «ويقضي» حوائجهم «لطيَّروه» أو «طْرحُوه» أو «مْحَطُو به» كما يقولون.. والمسألة ليست مسألة اخلاص.. بل مجاملات.. و«شلني وشيلك» و«شدلي واقطع لك».
** نعود إلى ملاقيف القرى والمدن الصغيرة والمشاغبين والملوسنين والمشهورين.. فيها..
** فعلى رئيس البلدية أو الدائرة.. أن يجاملهم ويحضر عزائمهم.. ويُسيِّر عليهم في مزارعهم وفي استراحاتهم «مْسَيّانْ» أو بين «الْعْشاوِينْ».. ويفزع معهم في بعض الأمور.. وإلا بدأت المناشير في الحش.. والمعاريض في المطالبة بطرده.
** ولو كان هذا المسؤول ذا شخصية قوية.. وترك هؤلاء وأعرض عنهم.. واستقل بشخصيته ووقف ضد هؤلاء ورغباتهم..لاشتغلت المعاريض هنا وهناك.. وتطايرت الشكاوى من كل إتجاه.. حتى تظن الجهات المسؤولة.. أنه مع كثرة هذه الشكاوى.. أن هذا الشخص سيء للغاية ولا يصلح.. نظراً لكثرة الشكاوى ضده.. ولهذا.. فهو سرعان ما يطير وينتهي بسرعة.. حتى لو كان كتلة من الهمة والنشاط والاخلاص.. والعمل الدؤوب.. فلا أحد يُقيم ذلك.. لكن «تسكيت» هذه العينة من الناس.. كفيل بجعل هذا المدير «ممتاز» «ولا جا به إلا حظ الديرة».
** عالم القرى والمدن الصغيرة.. مليء بالعجائب والغرائب.. وأمور أشبه بالخيال.. وإذا دخلت في عالمهم.. خُيِّل لك.. أنك تشاهد فيلماً هندياً رديئاً للغاية.. وعليك أن تقبل وقائع هذا الفيلم رغم أنفك..
** بعض أهل القرى والمدن الصغيرة يتحول إلى عين من أعيان المدينة «بالقشر والشكاوى.. واللَّقافة» فهذه.. هي أبرز المواصفات..
** أما الانسان الهادىء العاقل.. الوقور العميق.. فلا صوت ولا حس له.. ولو ذهب لرئيس البلدية.. قال للسكرتير «قل له يراجعنا بعد شهر!» أو «قل له.. واصلٍ الرياض».
** أما صاحب اللسان الطويل.. فيقابله عند المدخل الخارجي.. بالقهوة.. والشاي.. والنعناع.. والزنجبيل والطيب و«العلوم الغانمة».. و.. «لا يدخل أحد.. وقل.. المدير عنده اجتماع» وصدق من قال.. «ما يخاف.. الا اللِّي في بطنه لحمةٍ نِيِّهْ».

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved