عندما نلاقي رجلاً أو امرأة في حالة من العبوس، فإننا إن لم ننفر منهما فإننا نتحفظ.. والتحفظ عندما يصاحبه ضغط نفسي فهو أشد من الألم الخاضع لعلاج مستمر.. ولذلك فالناس يحبون الانسان المبتسم لأن الابتسام يعني التفاؤل.. والمتفائل دائما عرف كيف يطل على الحياة عندما يستيقظ من نومه.
النوافذ المطلة على الحياة كثيرة، وتختلف في عرضها وطولها وسعتها.. والذي يختار نافذة عريضة واسعة.. يطل منها على حياته اليومية يعرف كيف يبني علاقاته.. وبناء العلاقات الجيدة الناجحة مهم جداً في عصر متلاطم متلون بالساعة والدقيقة، مشحون بالمآسي والآلام، يركض فيه الناس خلف لقمة العيش وهم يلهثون.
ولذلك قال الشاعر الانجليزي شكسبير..«شق طريقك بابتسامتك خير من أن تشقها بسيفك» ومعظم الصداقات بين الناس لم تبدأ بعبوس.. وكدر. ولكنها تبدأ بابتسامة تملأ الوجه بصدق.. وقد يفضلون ابتسامة البخيل على عبوس الكريم لأن الابتسامة سريعة التفاعل والتجاوب مع القلب. ولذلك قال الشاعر:
إذا كان الكريم عبوس وجه
فما أحلى البشاشة في البخيل
وقد نلتقي أحد الناس فنراه دائم الابتسامة فعندما نتحدث عنه، نبدأ بصفاته الظاهرة أولاً. فلا يلفت ولا يجر كلماتنا إلا ابتسامته. فنقول.. يا له من رجل رائع.. انه يبتسم دائما. والبسم أو الابتسام حث عليه الإسلام. فقال صلى الله عليه وسلم «وتبسمك في وجه أخيك صدقة..» فانظر كيف أكسبت الابتسامة صاحبها هذا الجزاء الحسن.
والابتسامة ضرورية للرجل المتسبب.. فلكي تسوق بضاعتك، وتكسب ربحاً فعليك ان تبتسم في وجه الزبون.. يقول مثل صيني:«إذا كنت لا تستطيع الابتسام.. فلا تفتح دكانا..».
وقال غوتة..«كما السكوت مظهر قوة أحيانا.. كذلك هي البسمة انها أقل تكلفة من الكهرباء لكنها تعطي نوراً أكثر..». والوجه العبوس تعلوه الكآبة.. وينذر بشر.. بينما الوجه الضاحك يجذب الآخرين. وينشر الاطمئنان في النفوس.. حتى وأنت تجد نفسك مهزوما لا بد وان تبتسم.. هكذا يفعل المدركون لمعنى الحياة والذين يريدون إعادة التجربة مرة ثانية فيما انهزموا فيه.
ولكي تتمتع بحياة هانئة وسعيدة.. فاقرأ هذا الوصف الطبي من أحد الأطباء..« كل نصف ما اعتدت أن تأكل.. ونم ضعف ما اعتدت ان تنام.. واشرب ثلاثة أضعاف ما اعتدت شربه.. واضحك أربعة أضعاف ما اعتدت أن تضحك».
| 