Monday 8th April,200210784العددالأثنين 25 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسميات وسميات
من الواقع
راشد الحمدان

الذين يعيشون حياتهم بدون تفكير في الواقع العربي والإسلامي بمنظور سياسي.. هم المرتاحون.. ومع هذا فإن نسبة معينة من الألم والحزن تحيط بهم.. وإذا كان ذلك الواقع يخضع لمقاييس ومعايير تنبؤية سابقة، فإن التسليم بالأمر الواقع أيضاً هو السبب في عدم التفكير واشغال الفكر بما يقع..
الذي نعرفه.. أنه كلما اتحدت المجموعات وأصبحت يداً واحدة كلما كان لها ثقلها المؤثر.. إلا في عالمنا العربي.. فإنه غالباً ما يكون هناك اتحاد مجزأ أي ثنائياً أو ثلاثياً أو رباعيا، وقس على ذلك.. ولذلك فإن غالب النتائج لا تأتي بخير، ويبقى الإحساس الفطري لدى المسلم يشغل تفكيره بين حين وآخر.
وفي عهدنا الحاضر نجد من يحارب الإسلام علناً ويصفه بصفات هو لا يعترف بها ويحذر منها.. وماذا يرجو المسلمون من عدوهم الذي يلصق بالإسلام ما ليس فيه ويعتمد في اتهاماته تلك على ما يملكه من سلاح فتاك وما يدركه ويعرفه من الخمول لدى الإحساس الإسلامي نحو معتقده.. ولذلك فإنه كما قلت إن خضوع الإسلام وأهله لتنبؤات سابقة جعل البعض يستكين ويستسلم ويضعف في اتخاذ القرار الرادع.. فنحن كمسلمين في زماننا هذا غثاء كغثاء السيل رغم كثرتنا. ورغم ما نملكه من قوى بشرية وسلاح وما ذاك إلا بسبب الابتعاد عن المعتقد السليم. وهجر العبادات. والتراخي في تنفيذ كثير من الأمور الشرعية كأداء الزكاة. والبعد عن الوقوع في المحرمات كشرب الخمر والتساهل في باب الربا. والاستئناس بمظاهر الحياة الزائفة التي يتعارض معها الدين. مع أن هناك توازنا في كيفية حياة الإنسان لحياته.. فقد منعه من أشياء وسكت عن أشياء وترك أشياء لنظرة الإنسان نفسه واحساسه بذلك وما منعه إلا من الأشياء التي تضره، وما أمره إلا بالأشياء التي تنفعه.. وجعل أشياء في يده يعرضها على عقله ليستسيغها أو يرفضها.
ويظل الإنسان المسلم في سكوته وسلبياته أمام ما يجري له ولأمته. وكما قلت.. نرى أنه رغم قوة المجموعة وكثرة الأفراد ووجود الشعور إلا أن عامل التردد يسيطر على الكثيرين وما ذاك إلا بسبب انعدام الثقة.. وتفكك الرأي والتجربة قد تكون سبباً جوهرياً في حدوث ذلك كله، وهكذا فإن القمم العربية والإسلامية لا تؤتي أكلها كما يتوقع المستمعون والمؤملون.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved