Saturday 13th April,200210789العددالسبت 30 ,محرم 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسميات وسميات
فشل الشباب
راشد الحمدان

كثير من شبابنا لا يستعملون كامل طاقاتهم العقلية في كسب العلم والمعرفة.. وهم غير جادين في بناء حياة ناجحة ترفعهم إلى مصاف المبرزين والخالدين.. والمغرمون بكسب العلوم والمعارف لا يحتاجون إلى من يدفعهم إلى المذاكرة.. وإلى بذل الجهد من أجل الفهم والاستيعاب.. فهو أمر طبيعي مركب فيهم، لكن هناك قدرات لدى الشباب من الثامنة عشرة وما فوق تحتاج إلى من يحركها، ويحرك ماءها لتتفاعل مع الرغبة.. لكن الكسل يغلب على كثير من هؤلاء.. والميل إلى العبث والنوم وتزجية الوقت فيما يسهل فعله ويريح النفس الكسولة.. ذلك كله سبب في الفشل في التواصل من أجل بلوغ الغاية المرجوة من العلوم والمعارف.. وقد يكون الترف له دخل أيضاً في وجود هذا الفشل المبكر في الدراسة ومن الغريب انه رغم وجود المحفزات من الآباء لأبنائهم بتوفير الراحة لهم، والمعيشة واللباس الجيد والسيارة إلا ان كثيراً من هؤلاء الأبناء يخذلون آباءهم، فلا يهتمون بالتواصل العلمي بعد المرحلة الثانوية، وقد يفشلون من قبل الانتهاء من الثانوية.. ويرون ان صالات الجامعة، ومسألة بذل مزيد من الجهد في البحث والدراسة المستفيضة تكبل رغباتهم في اللهو والعبث وتضييع الوقت، وعندما يقنع الشباب المتكامل عقلياً في عدم تواصله العلمي، فانما ذاك بسبب النظرة القاصرة والميل إلى الكسل والنوم والخمول، فهو إذاً جزء مقتطع من المجتمع لم يتروى بماء الطموح وحب التفوق.. والركض في جواد المبرزين والخالدين..
إن كثيراً من شبابنا يركضون خلف الوظيفة المحدودة وهم في سن مبكرة مؤثرين العمل الذي لا يجهد الفكر على العمل الذي تكون آثاره فيما بعد مسعدة ومحققة للآمال.
والوظيفة غالبا ما تكون محدودة الدخل، وهناك شباب رضوا بالألف والالفين، ومحظوظ من يبلغ الالفين، ثم يضيعها فيما لا ينفع.. وتخيلاته الخاطئة تصور له ان حياته في ظل والده ستحقق له ما يريد مستقبلاً.. وهذا ظن خاطئ وتصور قاصر..
وأمام هذا الواقع المر يعاني الآباء والأمهات من ذلك الفشل المبكر.. فلا يملكون إلا الاستسلام، وصفق الكف بالكف، وترك الحبل على الغارب.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved