Monday 15th April,200210791العددالأثنين 2 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسميات وسميات
الهندي الذي انبهر
راشد الحمدان

قلت.. أجرب.. هذا الهندي الذي يصر على ضغط ماكينة البنزين لملء خزان سيارتي.. ويظل يضغط ويضغط حتى أوقف العداد على كذا.. ونصف ريال. ثم قال.. بعد ذلك ستين ريالاً والعداد يشير إلى تسعة وخمسين ونصف.. قلت لابد وأن أخرج من ثيابي السعودية التي تصورني وتصور كل سعودي بأنه لا يهمه ما بقي من القروش لذلك فهم يضغطون ويحاولون احداث مثل هذه الحركات.
لذلك.. قلت.. هذه ستون ريالاً وباق لي نصف ريال.. وكأن أذنه لم تسمع.. وفغر فاه.. وفتح عينيه أكثر من حجرهما. وظل صامتاً.. فقلت باق نصف ريال.. وكأنه لم يسمع. وأمام اصراري على أخذ النصف ريال كلم صاحبه في المحطة ورطن له.. واحتار الثاني أمام هذا السعودي الذي خرج عن المألوف.. وتسمر في مكانه.. وهو يحاول تمليلي أو إملالي.. ومازلت أشير بيدي وأقول باق نصف ريال. وأمام هذا الإصرار.. ذهب صاحبه للبقالة في المحطة. وجاء بنصف ريال ورمى به بكل وقاحة على المرتبة.. فأخذته.. ورميت به في صدره مع بضع كلمات.. اشعره بها عن معنى الأمانة.. وعدم الاستخفاف بالناس. والتحايل عليهم وعلى صاحب المحطة.. وانبهر لما رأى مني ما رأى.. ثم قلت: أين مدير المحطة؟.. وأمام هذا السؤال.. وضع النصف بكل أدب في يدي مع رطانة.. لابد وأنها تعبير عما يجيش في صدره أمام هذا التصرف غير المألوف مني.
في البلدان الأوربية وفي أمريكا يأخذون السنت بل إن البائع بكل أدب يقدم السنت على باقي الفكة للمشتري، أما نحن السعوديين فقد تساهلنا كثيرا وعلمنا هذا الجراد الآسيوي أن الهللة والقرش والنصف وربما الريال لا يهم.. هذا في اعتقادي منتهى البطر لأن البطر ليس معناه فقط الاسراف من غير عذر مقبول.. ولكن البطر إهمال الحق ولو كان بسيطاً.. لقد ألف هؤلاء النوعية من البشر كيف ان السعوديين لا يهتمون ببقايا «الفكة» ولذلك بالغوا في الاحتيال.. والاستغفال ونحن ندير رؤوسنا بكل غباء.. ولا مبالاة.. يجب ان نعرف أن القرش نقطة في وادي الاقتصاد.. لابد وأن يسيله.. نحن نهمله بكل غباء لينعم بتلذذ الاستحمام فيه.. كل وارد وصادر.. ومستغفل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved