Wednesday 17th April,200210793العددالاربعاء 4 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

وسميات وسميات
ماذا فعل بأبنائنا الترف
راشد الحمدان

وهو وإن كان ترفاً محدوداً، إلا أنه يكفي أن يتصور الابن الكسول أن ما يقدمه له والده من عيش هنيء، وملبس، وسعادة بالغة أن ذلك يغنيه عن النصب والتعب وركوب الصعاب. وهذا مع الأسف ما يشتكي منه كثير من الآباء، والأمهات. وقد يكون للأمهات دخل في هذا الضياع الطارئ.. للعطف الزائد. ومخاتلة الوالد في إعطاء الولد ما يريده رغم .. سوء توجهه، وكسله وفشله الدراسي، وركونه للنوم الطويل.
وهذه مشكلة أزلية كما أتصور .. فإن الأقدمين كانوا يعانون من الولد الكسول، والمائل للخمول والضياع، وقصر النظر، وقلة الغيرة من الآخرين .. الذين عرفوا طريق النجاح وكافحوا مع آبائهم من أجل حياة سعيدة خالية من المنغصات، وهذا نأخذه من قول الشاعر:


فقسا ليزدجروا ومن يكُ حازماً
فليقسُ أحياناً على من يرحمُ

وهذا أسلوب ناجح لدى أهل الحزم من الآباء عندما يريدون تربية أبنائهم وحملهم على معرفة طرق النجاح.
ومن المؤسف أن كثيراً من الأبناء الذين انقطعوا من الدراسة بعد الثانوية العامة لا يشعرون بما يعانيه أهلهم. ويميلون إلى أمثالهم من الفاشلين الذين قد يكونون أكثر منهم غنىً وسعة حال، لكنه الجهل الفاضح لدى هؤلاء والتصور القاصر.
يقول أحدهم .. لقد فرحت جدا بالنسبة العالية التي تحصل عليها ولدي في التوجيهية .. ورأيت حماسه لدخول الجامعة وقبل على الفور وبعد فصل واحد رأيته يتملص من العمل الجديد الذي سيؤهله لحياة سعيدة واحترام من الآخرين.
لقد جمعت ما لدي من مال .. واشتريت له سيارة يذهب بها إلى الجامعة .. لكن يبدو لي أن أفكار «الشلة» الخايبة، والتي يمارس معها حياته اليومية .. ركزت على ملكية السيارة أكثر من التركيز على الفخر والاعتزاز بشهادة الجامعة .. لذلك مال مثل غيره إلى الكسل والدعة، فسحبت السيارة.. بعد توجيهات ونصائح عدة وتركته يعيش أحلامه الوهمية..
لقد رأيت في بيت الشعر السابق ما يؤكد أن رد عقول الشباب إليهم لا يكون إلا بمثل هذا الأسلوب.
إنه شيء محزن أن يرزقك الله عقلاً وفكراً نيراً .. ثم ترمي بذلك في التراب وتستمر في تصرفات وأفكار الصائعين والضائعين.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير إدارة المعلومات
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved