Saturday 20th April,200210796العددالسبت 7 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سلام الذئب والحمل..!! سلام الذئب والحمل..!!
م/ أسامة عبدالله عليان

بين سياسة الإبادة وحرب التطهير العرقي التي ينفذها جنود العدو الإسرائيلي ومستوطنوه ضد كل ما هو فلسطيني، وبين سياسة مجرم الحرب «شارون» التي تهدف إلى تدمير كل ما بناه الفلسطينيون خلال السبع سنوات الماضية، نكتشف حقيقة السلام المزيف الذي روجه لنا منظرو أوسلو منذ سنوات.!!
لقد جاءت عملية اجتياح الأراضي الفلسطينية وإعادة احتلالها لتسلط الضوء على جملة من الحقائق:
الأولى: هشاشة الاتفاقات الفلسطينية -الإسرائيلية بدءاً من اتفاق أوسلو مروراً باتفاقيات القاهرة وطابا وواشنطن وباريس وواي ريفير وتقرير ميتشيل ووثيقة تينيت، حيث أثبتت هذه الاتفاقيات ان هدف العدو الإسرائيلي منذ البداية هو تجميع الفلسطينيين في بقعة واحدة بهدف تسهيل مهمة القضاء عليهم.!!
الثانية: فشل نظرية الأمن الإسرائيلي، فبعد المجازر التي حدثت في جنين ونابلس وبيت لحم ورام الله، وازدياد اغتيال قادة ورموز ونشطاء الانتفاضة تحولت مقاومة المحتل لتتخذ منحى آخر، فلقد بات واضحا أن الرد الفلسطيني المقاوم اتخذ شكل عمليات استشهادية لا يمكن تلافيها أو التنبيه لها - وتعتبر عملية القدس الأخيرة التي نفذتها الاستشهادية البطلة عندليب خليل قطاطقة شاهدة على ذلك، وحتى سياسة الحصار والتجويع وإقفال الأراضي المحتلة لا تفيد، حيث تبقى الشهادة معلما بارزاً على طريق استرداد الحقوق وتحرير الأرض، ولتؤكد من جديد أن الدم الفلسطيني ليس رخيصا، ولتؤكد للحكومة الإسرائيلية أن المجازر الإسرائيلية بحق الأبرياء والمدنيين العزل سيؤجج شعلة المقاومة ولن يوقف مسيرتها، وأن ملاحقة المجاهدين ومواصلة اعتقال الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني ومصادرة الأراضي وإحالة المدن والقرى الفلسطينية إلى جزر معزولة وتهويد القدس، سيقابل برد عشاق الشهادة الذي أقسموا ان يزرعوا في موقع كل شوكة وضعها المحتل الإسرائيلي لتدمي الذاكرة الوطنية الفلسطينية، زهرة وأنشودة أمل يتغنى بها أطفال فلسطين حتى دحر المحتل
ويطرح السؤال التالي نفسه:
هل وقوع المزيد من العمليات الاستشهادية يمكن أن يعجل في انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية، أم أنها تتحول إلى ذريعة لإسرائيل لمزيد من عدوانها الهمجي على الفلسطينيين؟
ما يجب ملاحظته أن انفجار القدس يقع في الأراضي التي تحت السلطة الإسرائيلية، وهذا يعني من الناحية الأمنية أنه مسؤولية إسرائيلية، وهو اختراق واضح ومربك لجهاز الأمن الإسرائيلي، وأن أسرائيل سواء بانفجار القدس أو ما سيقع في المستقبل فهي السبب الرئيسي في هدر الدماء الإسرائيلية، فليس هناك من ينكر حق من احتلت أراضيه واغتصبت حقوقه ويتعرض يومياً للمذابح والمجازر في التصدي للاحتلال إلى ان يستعيد كامل حقوقه عن طريق النضال المشروع، مادام المحتل يحاول فرض أمر واقع عليه لا يقتصر على استلاب حقوقه فحسب، بل يمتد إلى اغتيال أبنائه وانتهاك مقدساته.
ويبقى السؤال مطروحاً أمام الذين باعوا وهْم السلام للفلسطينيين:
أين السلام مع عدو لم يستطع التخلص من تفكير وسلوكيات الاحتلال وما زال ينتهك الحرمات يومياً ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب في حملات قتل منظمة، أين السلام وإسرائيل تقضم الأرض شبراً شبراً وتزرع مستوطناتها في قلوبنا وعلى صدورنا بل وفي عقولنا، أين السلام والقدس قاب قوسين أو أدنى من التهويد؟
أين السلام وحصار المناطق الفلسطينية وصل إلى حد التجويع؟
ما تم إلى الآن هو صورة مشوهة عن السلام المفترض ان يتحقق..
إنه سلام الذئب والحمل..!!

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved