Thursday 2nd May,200210808العددالخميس 19 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

لا تطلبي الطلاق حتى لو.. لا تطلبي الطلاق حتى لو..
أميمة عبدالعزيز زاهد

عزيزتي الزوجة الصابرة.. الصامدة..تحملي واصبري حتى لو اصبت بالضغط والسكر والكلسترول..نصيحة لا تقدر بمال لا تتركي اطفالك.. ولا تطلبي الطلاق حتى لو داسك زوجك باقدامه.. حتى لو تركك بدون ان يتحمل مسئوليتك ومسئوليتهم.. تمسكي باهدابه حتى لو اهمل التزاماته وواجباته ومارس قوامته التشريفية بكل جبروت وتسلط.
موتي كل يوم وانت بجانب اولادك افضل من ان تموتي كل ثانية ودقيقة وانت بعيدة عنهم.. لا تستمعي له عندما يخبرك بأنه لو طلقك سيتولى الانفاق عليهم ويتحمل مسئوليتهم ورعايتهم فكيف يفعل ذلك وتصدقيه وهو لم يتحملها وهم معه.
لا يراودك مجرد طيف بأن تطلبي منه ان يتركك ويتولى هو تحمل مسئوليتهم لانه سيتعمد ان يوسع من دائرة انتقامه وسيفوز بكل الاصوات ويمارس كل سبل الارهاب ليبث الرعب والهلع في قلبك.. ولحظتها سيكون انتقامه افظع مما تتخيلين ولن يسمح لمشاعرك وامومتك ان تتمادى ولن تكوني يوماً اماً طبيعية تمارس امومتها كباقي الامهات.
عزيزتي: انت في الحالتين الخاسرة فلن ترتاحي ولن تذوقي طعم الهناء والسعادة فالالم مصيرك ومصيرهم.. والتشتت مثواك ومثواهم.. والاهانة والذل والمعاناة حصيلة قرارك والجبروت والقسوة والانانية كل ما سيضاف الى رصيدك.
لذا اقولها بأمانة مهما فعلت وضحيت واعطيت وافنيت عمرك وصحتك وشبابك وجهدك فلن يرضى عنك فلو ضحيت فهو واجبك ولا حمداً او شكراً ولو تعبت وطلبت المساعدة والمساندة والمشاركة فلن تسمعي سوى صدى صوتك ولو قررت التنازل عن تحمل مسئوليتهم فالويل لك من اصحاب القرار لحظتها الطامة الكبرى فانت قد رفست نعمتك بقدميك ورميت اطفالك بيديك وستواجه امومتك ظلم مجحف ويطلب منك ما لا تملكين التحكم فيه وبفعل ما لا قدرة لك عليه.. وكل ما عليك فعله هو ان تتعلمي كيف تبثي اناتك من خلال الاشارات وترسلي صرخاتك المكبوتة بدون اصوات حتى لا تصابي بالجنون ولا تكوني غبية.. وتحاولي ان تسترجعي كرامتك المبعثرة. عليك بالصبر والصمت فقد يقتله يوماً صمتك ونظراتك الشاكية الى الله فالشر لا يخمده الا الضمير الحي بجانب القلب اليقظ الذي يخاف العقاب ويرجو الثواب ولا تتوقعي من ضميره ذلك فهو قد يستيقظ لساعات ثم ما يلبث ان يستأذنه ويغادر.
ولو حدث هذا المحذور الأبغض «الطلاق» فلابد من ملاحظة ان الطفل اذكى مما نتصور فهو يحاول ان يكتم احزانه وآلامه وكأنه لا يعلم شيئا عما يدور حوله مع ان اعماقه تئن وعيونه تدمع ولكن في الخفاء والذي اعرفه ان من واجب الآباء محاولة تخفيف العذاب عن ابنائهم بعد ما يقع الطلاق فمن الطبيعي ان يترتب عليه تفكك وضياع الاسرة ولابد من التفكير الواعي والخالي من الانانية والجبروت والعناد في كيفية التعامل معهم ومحاولة توفير الاستقرار قدر الامكان وان تبقى علاقة الاحترام بين الوالدين لصالح الابناء

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved