Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

السُّنَّة الحَسَنَة السُّنَّة الحَسَنَة
د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

الحمد لله الذي وفق من شاء من عباده فاختصهم لخدمة كتابه العزيز وجعلهم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين.. أما بعد:
فإن من فضل الله عز وجل على هذه البلاد أن وفق قادتها إلى العناية بكتابه الكريم، تعليماً وتحفيظاً وتحكيماً ودستوراً يسيرون عليه، مما جعل لهذه البلاد التي هي مهد الرسالة ومهبط الوحي وقبلة المسلمين أعظم المنزلة وأعزها في نفوس المسلمين، والذي جعل لها المكانة بين الدول، والذي سيكفل لها بإذن الله عز وجل البقاء والتمكين والرفعة والسؤدد قال تعالى: {پَّذٌينّ إن مَّكَّنَّاهٍمً فٌي الأّرًضٌ أّقّامٍوا پصَّلاةّ وّآتّوٍا پزَّكّاةّ وّأّمّرٍوا بٌالًمّعًرٍوفٌ وّنّهّوًا عّنٌ پًمٍنكّرٌ وّلٌلَّهٌ عّاقٌبّةٍ الأٍمٍورٌ} [الحج: 41] .
وإن مما يثلج الصدر ما يقوم به ولاة الأمر في هذه البلاد من أعمال جليلة في خدمة كتاب الله تعالى وما يقدمونه من الدعم المعنوي والإنفاق السخي في التشجيع على تعلم كتاب الله تعالى وتعليمه وحفظه وتلاوته تتمثل هذه الأعمال الجليلة في جوانب عدة من أهمها:ما يقوم به مجمع الملك فهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله من عمل عظيم لم يسبق له مثيل في طباعة ملايين المصاحف وترجمة معاني القرآن الكريم لكثير من اللغات وتوزيع ذلك في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
ومنها ما تلقاه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وحفاظ كتاب الله تعالى من دعم معنوي ومادي من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وغيرهم من أصحاب السمو حفظهم الله ووفقهم وأجزل لهم الأجر والمثوبة.
وتعد جائزة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله نموذجاً حياً لهذا التشجيع حيث التنافس فيها والتسابق على حفظ كتاب الله تعالى وتفسيره والتأدب بآدابه.
وإذا كانت مجالات التنافس عند الكثيرين على أمور مادية فإن من أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون كتاب الله عز وجل حفظا لآياته وفهما لمعانيه وتطبيقاً لأحكامه فهو حبل الله المتين وصراطه المستقيم والنور الذي تستهدي به الأمة في ظلمات الجهل والشك والشرك وفيه العصمة بإذن الله تعالى من حياة القلق والضياع والذهول والحيرة التي تنتاب العالم كله اليوم، مما تشتد معه الحاجة إلى تنشئة شباب الأمة من بنين وبنات على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتشجيعهم على التمسك والاعتصام بهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «تركت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا كتاب الله وسنتي».
ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نقترح زيادة فرعين على فروع المسابقة الخمسة فرع لحفظ خمسة عشر جزءا وفرع لحفظ خمسة وعشرين جزءا ليتسع نطاق المسابقة.
كما نقترح أيضا أن توسع المسابقة لتشمل السنة النبوية فهي من وحي الله تعالى وفيها بيان القرآن وتفسيره.
وإننا إذ نشيد بهذه المسابقة المباركة التي سنها سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه تعالى لنسأل الله العلي القدير أن يجزل لسموه الأجر والمثوبة ويجزيه خير الجزاء على هذا العمل الخير المبارك قال صلى الله عليه وسلم «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة» كما أننا نهيب بشباب الأمة أن يقبلوا على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففيهما الوقاية من الشرور والضياع وبهما النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
{وّفٌي ذّلٌكّ فّلًيّتّنّافّسٌ پًمٍتّنّافٌسٍونّ} [المطففين: 26]
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

* رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية بمحافظة الشماسية
الأستاذ المشارك ورئيس قسم القرآن وعلومه بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved