Friday 10th May,200210816العددالجمعة 27 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

المسابقة في القرآن الكريم خيرٌ لا يوازيه خيرٌ المسابقة في القرآن الكريم خيرٌ لا يوازيه خيرٌ
أ.د. محمود بن يوسف الفجال

يفوز المتسابق بمشيئة الله تعالى إذا كان ممن يتعاهد القرآن الكريم، ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار على الدوام.
قال نبينا صلى الله عليه وسلم: (تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمدٍ بيده، لهو أشد تفلتا من الإبل في عُقلها) «أخرجه البخاري ومسلم».
ومادة (س ب ق) أبلغ من مادة (س ر ع) لما في المسابقة من الحث على إحراز قصب السبق(1) مع بلاغة مادة (س رع) لما فيها من فرط الرغبة، لأن من رغب في الأمر سارع في توليه والقيام به، وآثر الفور على التراخي(2).
وقد وردت المادتان في القرآن الكريم قال الله جل وعلا: {وّالسَّابٌقٍونّ پسَّابٌقٍونّ (10) أٍوًلّئٌكّ پًمٍقّرَّبٍونّ} الواقعة: 10 11]
وقال جل شأنه: {أٍوًلّئٌكّ يٍسّارٌعٍونّ فٌي پًخّيًرّاتٌ وّهٍمً لّهّا سّابٌقٍونّ (61)} [المؤمنون: 61]
هذا وقد أمرنا الله سبحانه بالمسابقة إلى جوامع الخير، وفضائل الأمور، فقال جل وعلا: {فّاسًتّبٌقٍوا پًخّيًرّاتٌ} [البقرة: 148].
وقال سبحانه: {سّابٌقٍوا إلّى" مّغًفٌرّةُ مٌَن رَّبٌَكٍمً} [الحديد: 21].
وقد مدح الله تعالى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار حينما قال: {وّمٌنًهٍمً سّابٌقِ بٌالًخّّيًرّاتٌ بٌإذًنٌ پلَّهٌ ذّلٌكّ هٍوّ پًفّضًلٍ پًكّبٌيرٍ} [فاطر: 32].
وقيل: هم المداومون على إقامة مواجب القرآن الكريم علماً وعملاً وتعليماً.
وقوله: «بإذن الله» أي: بتيسيره وتوفيقه، تنبيه على عزة هذه الرتبة، وصعوبة مأخذها(3).
وقد قال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: (لن يشبع مؤمنٌ من خير حتى يكون منتهاه الجنة) «أخرجه الترمذي، وقال حديث حسن».
المسابقة في مضمار الخير إشباع لنهم الشباب الواعي من نهل العلم، ومن ورود حياض المعرفة، ومن اقتناص شوارد الفوائد.
وذروة العلم وسنامه تكمن في كتاب الله العزيز، لأنه كتاب هداية، وعبادة، وفقه، وقصص، وحُكم، وحِكمةٍ، وخلق، وإصلاح..
ولا يوجد كتاب غير كتاب الله ولا نهج غير نهج الله فيه صلاح العباد والبلاد إلا كتاب الله العزيز.
قال الله جل وعلا في توضيح ذلك: {پًحّقٍَ مٌن رَّبٌَكّ فّلا تّكٍونّنَّ مٌنّ پًمٍمًتّرٌينّ} [البقرة: 147].
فالحق الواضح هو في القرآن الكريم وحده وحده وحده، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الشارحُ والموضح والمبين لما جاء فيه.
لقد حوى القرآن الكريم في جنباته كل خير، وكل مصلحة فيها سعادة الإنسان فالقرآن العزيز هو الواقي لبنينا وبناتنا إذا تمسكوا به، وطبقوا تعاليمه، والحافظ لهم من الانزلاق في مهاوي الردى، والسقوط في الرذيلة.
وإننا سنقطف بإذن الله تعالى ثمار هذه المسابقات القرآنية في الحاضر والمستقبل، فيتربى الشباب على مائدة القرآن، مائدة النور، مائدة الحكمة، مائدة الخير.
نسأل الله تعالى أن يمن علينا بتلاوة كتابه، وبتدبره، والعمل بما فيه، وأن يجزي خيراً كل منْ كان سببا في هذه المسابقة، وكلَّ من عمل على إنجاحها، وشارك في دعم مسيرتها. إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير. وصلى الله وسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه.
(1) انظر «إرشاد العقل السليم» لأبي السعود (1:177) و«محاسن التأويل» للقاسمي (2:306).
(2) انظر «إرشاد العقل السليم» (2:74).
(3) انظر «إرشاد العقل السليم» (7:153).

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved