Sunday 12th May,200210818العددالأحد 29 ,صفر 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
إدمان الإنترنت 1-2
خالد أبا الحسن

ينتشر إدمان الإنترنت في أوساط المجتمعات المرتبطة بها تبعا لطبيعة الاستخدام ويسر الحصول عليه لدى أفراد ذلك المجتمع. وفي أوربا بلغ إدمان الإنترنت مبلغا ملفتا للنظر وبخاصة إدمان زيارة المواقع الإباحية وغرف المحادثة والتي تمثل مهربا رخيصا من مصاعب الحياة ولملءوقت الفراغ. جاءت هذه النتائج على لسان الباحث المختص في علم النفس روري ريد في مؤتمر الإدمان الذي عقد في جامعة Brigham Young University يوم الأربعاء السادس من فبراير 2002م.
في هذا المؤتمر الذي استمر يوما واحدا تحت عنوان (التحرر للتخلص من أغلال الإدمان) تحت رعاية مؤسسة رعاية المصالح والموارد النسائية تم استكشاف الإدمان على درجات مختلفة من إدمان تناول الطعام إلى إدمان الأدوية وانتهاء بإدمان مواقع المتعة الرخيصة واللهو الآثم. ويدير ريد وهو اختصاصي في علم النفس برنامجا إصلاحيا موجها لخدمة الواقعين في جرائم الاغتصاب الجنسي في سجن ولاية يوتاه ويدير موقعا متخصصا في الأمن والسلامة على الإنترنت. والإنترنت ليست خيرا محضا ولا شرا محضا لكنها قد تؤدي بمستخدميها إلى الإدمان عليها عندما (تبدأ في التأثير على الجوانب الأخرى في حياة المرء) كما يقول ريد في تعليق له بشأن هذه القضية فالوقت الذي يقضيه المرء في تصفح الإنترنت يمثل أحد هذه الجوانب طبقا لكلامه. وقد تشمل الجوانب الأخرى التضحية بالوظيفة والدراسة والعلاقات الأسرية بل وحتى المصالح المالية والتجارية. ويضيف ريد بأن سمعة هذا المرء قد تتأثر سلبا أو تنحط بسبب المواقع الجنسية الإباحية.
وهو أمر ينسبه ريد إلى سمعة مرتادي المواقع الإباحية في البلاد الغربية التي لا يعد هذا الأمر فيها جريمة نكراء بقدر ما هو عليه الحال في بلادنا المسلمة والتي يعتبر هذا الأمر فيها منكرا عظيما ومرفوضا بكافة اشكاله ويمثل الوقوع فيه جريمة أخلاقية نكراء يرفضها الدين والعرف والخلق السوي ونظام الدولة وقوانينها التي تحكم استخدام الإنترنت وتضبطه.
ويؤكد ريد بأن الارتباط الشديد بالإنترنت والتعلق بها لدرجة يمكن اعتبارها إدمانا يمكن أن يتم في غضون ستة أشهر من بدء استخدام الإنترنت. ومن أكثرمواقع الإنترنت انتشارا في أوساط المدمنين مواقع المحادثة والتي تستهلك 35% من الوقت الذي يقضيه الناس على الإنترنت. والحديث هنا عن المستخدم الغربي.وينقضي 15% من وقت أولئك المستخدمين في مواقع مجموعات الأخبار بينما يمضي الناس قرابة 7% من وقتهم على مواقع الإنترنت في النسيج العالمي. وتستأثر أغراض البحث العلمي والمعلوماتية باثنين في المائة فقط من وقت أولئك المستخدمين حسب ما توصل إليه الباحث روري ريد. ويضيف بأن الإغراء المستمر في ارتياد مواقع المحادثة يكمن في الفرصة المتاحة لأولئك المستخدمين للدخول باسماء مستعارة بشكل أساسي، ثم فيما يحصلون عليه من تفاعل مع الآخرين وأخيرا في الكلفة المتدنية التي تجعل من هذه الخدمة مصدر إغراء مستمر. وقد أوجد النسيج العالمي فرصا غير مسبوقة لاستفحال المشكلة الأخلاقية العالمية مع المتاجرين بالجنس ليوسعوا نشاطهم ويصلوا به إلى أماكن لم تكن في حسبانهم.وهي مشكلة كما يقول روري ريد تحتاج ليقظة من عالم الفضيلة ليستمر في السيطرةعلى وسائل الاتصال بين البشر كي يقننوا هذا التواصل البشري بحيث لايقضي على الفضيلة باسم التقنية والاتصال. ولأجل هذا فإن جامعة Brigham Young Universityتتولى مراقبة أنشطة الإنترنت وتصفية المواقع وحجب ما هو غير مناسب منها تماما كما تقوم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بهذا الدور في المملكة العربية السعودية. وقد وصلت هذه الجامعة إلى هذا الخيار بعد الأخطار التي أنذر بها أساتذة الجامعة والمتخصصون في الإنترنت ومناداتهم بضرورة ممارسة الحجب والإعراض عن صيحات المنادين باحترام الحريات. فقد أصرت الجامعة على أنها تمارس حريتها في عرض خدماتها وأن الطلبة والمنتسبين للجامعة أحرار في الانتساب إليها. وقد أغرى ذلك كثيرا من الآباء بإلحاق أبنائهم بهذه الجامعة وأمثالها. ويقول روري ريد الأستاذ الجامعي في علم النفس (لقد تمكنا من القضاء على فرصتهم في تسويق خدماتهم في أوساط أبناء جامعتنا) مشيرا إلى قرار جامعته التي ينتسب إليها. BYU باستخدام البروكسي لتنقية المواقع التي يمكن لمنسوبي الجامعةالوصول إليها عبر الجامعة. وأكد ريد على أن منتديات الحوار كانت مرتعا خصباً لمجرمي الجنس للوصول إلى ضحاياهم من طلبة الجامعات وغيرهم ممن يبلغون سن العشرين ولايدركون خطورة ما يفعلونه على الإنترنت وسوء نوايا من يتواصلون معهم على مواقع الحوار.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved