Sunday 19th May,200210825العددالأحد 7 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
إدمان الإنترنت 2-2
خالد اباالحسن

في جامعة Brigham Young University تسببت الإنترنت في ظهور قضايا حساسة في أوساط الطلاب وإلى حد مخيف، إذ يذكر د. ريد أحد أساتذة علم النفس في تلك الجامعة أنه تبين أن بعض قضايا الاغتصاب التي تم كشف النقاب عنها بين أوساط طلاب الجامعة تمت إثر لقاء على مواقع الإنترنت الحوارية وأدت الثقة في المجهول إلى وقوع ما لاتحمد عقباه.
وأشار إلى أن مثل هذه الحوادث أدت إلى حجب مواقع حوارية وليس فقط مواقع على النسيج العالمي.
وأكد بأن البرامج التي تستخدمها الجامعة في الحجب لا تزال تقدم خدمات جليلة في سبيل حماية الطلبة، إن إيقاف إدمان الإنترنت لا ينحصر في تجنب استخدامها، وإنما يشمل التعرف على آلام ومقتضيات الإدمان وما يمكن أن يؤدي إليه.
ويقصد بذلك أن نعي تماما ما هو الإدمان، وما طبيعته ومتى يمكن أن نطلق على شخص أنه مدمن إنترنت، فقد نكون احد هؤلاء المدمنين ولا ندرك ذلك.
وحين نحصل على المعرفة ونتعلم المزيد عن حقيقة الإدمان، فإنه سيمكننا بعد ذلك التعرف على الطرق الناجعة لعلاج أنفسنا من إدمان الإنترنت وتخفيف آثارها السلبية على حياتنا، ويشار إلى أن أكثر مدمني الإنترنت في الغرب هم من طلبة الجامعات، وقد يبدأ الإدمان بشيء من الفضول والرغبة في التعرف على الإنترنت، ثم يتطور إلى استكشاف خدماتها وعالمها الرحب، مما قد يوقع المرء في الاستمرار في العودة إلى بعض خدمات الإنترنت بشكل متواصل ومنتظم وبلا قدرة عن الانقطاع مما يشكل حالة من حالات الإدمان.
وتتصف هذه الحالة بعدم القدرة على تجنب العودة لذلك الموقع أيا كان محتواه، والرغبة الشديدة في زيارته بشكل منتظم، مع فقدان الإحساس بخطورة الأمر وحجم المشكلة وتزايد الاعتماد على هذا الموقع في قضاء الوقت.
ويبين د. ريد أن مشكلة إدمان الإنترنت، وبالذات مشكلة إدمان المواقع الإباحية، مشكلة كبيرة، بل إنها قد تتطور إلى مشكلة فسيولوجية عندما يتعلق الأمر بإفراز هرمون Endorphin، ولا تنحصر في الاعتماد النفسي على تلك المواقع.
ويبين أن الوصول إلى التأثر الفسيولوجي مدعاة إلى التدخل في حياة ذلك المستخدم لمنعه من الإضرار بنفسه، ولكي يتحقق الهدف المرجو من الإنترنت ودورها في حياتنا، فإنه في حالة عدم وعي المستخدم بوقوعه في إدمان الإنترنت، فإن على عائلة المستخدم ومن حوله من أصدقاء ومن يقيمون معه دوراً في منعه أو منعها من الوقوع في حبائل الإنترنت والإدمان البغيض.
من ذلك، ألا يقوموا بدور الناقد البصير ويكتفوا بذلك، بل ينبغي أن يتحول قولهم إلى فعل، أو يلجؤوا للتدخل في حياة ذلك الشخص.
فمثلاً، لو كنت أخي القارئ أباً لشاب يستخدم الإنترنت، فإن عليك تقنين أوقات اتصاله بالشبكة لتجنب الاستخدام المفرط لها، وسيكون لذلك أثر إيجابي على حياة ابنك وعلى جيبك أيضاً، والوقوع في حبائل الإنترنت أمر يسير أكثر مما قد يظن المرء، سواء كان مستخدما أو غير ذلك، واللجوء للإنترنت لقتل الفراغ في نظر الكثيرين مسألة جيدة، وأسمعهم يرددون أن الإنترنت متنفس جيد لمن لا يجد ما يشغل به وقته، لكن المسألة ليست كذلك، بل هي إدارة الوقت وحسن التدبير، وليس من المقبول أن نأتي بالحاسب الآلي والإنترنت للبيت لأغراض إيجابية وبحجة تقديم وسيلة مفيدة للأبناء لقضاء وقت فراغهم، ثم نترك تلك الوسيلة لهم لتنقلب وبالاً عليهم، فالأمر قد يتطورإلى الإدمان، ثم لايصبح بإمكان المرء السيطرة على سلوكه الشخصي في قضاء الوقت أو سلوك من حوله.
ومن المؤسف أن نرى الوسائل الإعلامية والتعليمية تنقلب إلى مشكلات في حياتنا، والقاسم المشترك بين هذه الوسائل، أو لعلي أقول التقنيات هو سوء الاستخدام لسوء التلقي، فقد ذكرت في مقالة سابقة أن السيارة جاءتنا فمارس البعض التفحيط ولا يزالون، وجاءنا الهاتف فمارسوا المعاكسات الهاتفية ولا يزالون، ووصلنا الهاتف الجوال فواصلوا معه المعاكسات وبشكل أكثر تقدماً، وجاءتنا الإنترنت فاستخدموها للوصول إلى المحرمات، وكلما وصلتنا تقنية ما، تجد فئة غير يسيرة سبيلا لإساءة استخدامها بدلا من استثمارها بالشكل السليم، وما الإنترنت، لشديد الأسف، إلا حلقة في هذا المسلسل، وبدلا من أن يبدأ الاستثمار الإيجابي لأي تنقية مباشرة، فإننا نبذل جهدا كبيرا في السيطرة على استخداماتها وتوجيهها وحتى يتحقق ذلك نكون قد خسرنا الكثير والكثير من الوقت والجهد والمال.
ماالسبيل لتفادي مثل هذه المشكلة؟
أرجو أن تقدم مقالتي القادمة عن (موقفنا من التقنية) محاولة مفيدة للإجابة على هذا السؤال.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved