Monday 27th May,200210833العددالأثنين 15 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

سلاح العاجز سلاح العاجز
أميمة عبدالعزيز زاهد

كم من المواقف التي نسمعها أو نشاهدها عن المشاكل الزوجية منها مايمر مرور الكرام لأنها عادية بل وقد تكون أحيانا عاملاً مساعداً لزيادة الرابطة وتعميق الحب ومنها ما يشيِّب ويندى له الجبين ولا يمكن لمن يحتكم فيها إلا ان يتصور نفسه وكأن من أمامه من كوكب آخر من هول مايرى ويسمع ومع الأسف هناك تصرفات لاتصدر إلا من شخص نزعت الرحمة والمحبة والرأفة والشفقة من قلبه وقبل كل ذلك مخافة الله ونسي انه لايظلم المرأة إلا لئيم ولايكرمها إلا كريم.. فمنطق هذا الزوج الغريب لا أعرف كيف أفسِّره ففي البادية استمعت إليه وإليها وأنصفته في قراره بالارتباط بأخرى فهو قد عاش سنوات لم تنجب فيه زوجته لأسباب تعود إليها وهي لم تنكر السعادة التي عاشتها تحت ظله وكان نعم الزوج الوفي المخلص وتزوج على مضض لرغبته في الإنجاب ولكن ما الذي حدث بعد ذلك بدأ باختلاق الحجج والبراهين حتى لايعدل بين الزوجتين وماذا كان يبرر أفعاله بان الزوجة الثانية ليس لها أهل يقيمون معها في نفس البلد كما أنها تعيش حياتها لأول مرة ومن حقه ان يعيش معها المستقبل فالأولى قد استمتعت معه مافية الكفاية في الماضي وأخذت حقها كاملا وعليها ان ترضى بهذا الوضع الجديد وتعطي الفرصة لغيرها بان تعيش السعادة كما تذوقتها ولا تكون أنانية وبالتالي أصبحت الزوجة الأولى تعيش تجمع فتات الثانية.
وأخرى تسير لسنوات طويلة في حياتها على قاعدة أساسية من قبل زوجها وهي أن الباب يفوِّت جملاً وبيت أهلك مفتوح، حتى في اتفه الأمور، كان يصر ان تخرج من المنزل دون اعتبار للوقت لدرجة انه قذفها ودفعها دفعا في الشارع وبقيت ثلاث ساعات متواصلة تدق الباب وتنادي عليه لعل وعسى ان تأخذ ما يستر جسدها، أو لتهاتف أهلها، أو لتتفاهم معه أو لتسكت على الأقل طفلها الذي لم يكف عن البكاء بجانب الباب ومع الأسف لم يرد عليها وكأن الأمر لا يعنيه ولم تشفق عليها إلا الخادمة التي انتظرت حتى نام الزوج الهمام وفتحت لها وعندما كانت تحكي ما يفعله بها من ظلم وجبروت لحماتها لعلها تنصفها أو لتناقشه وتدعو له بالهداية والعدول عن هذا الأسلوب في التعامل فهي أم ولديها قدرة على التفاهم معه أكثر من أهلها كانت تقول لها غطِّي وادفني على مشاكلك ولو احترمتي نفسك لما أحوجتي زوجك ليتصرف هكذا.
أما أغرب ما سمعته من ألفاظ في حياتي كلها في محاولة للصلح باءت بالفشل هو قول الزوج لعشيرته «إذا كنت مغرورة وشايفة نفسك لان لونك أبيض فالحمامات لونها أبيض أنتِ تخرجي وألف واحدة تدخل ففي هذا المنزل جزمة تُخلع وأخرى تُلبس فأنت لا تسوي في سوق الحريم لا ربع ولا حتى ثمن..» ومع الأسف مهما أقول من ألفاظ سمعتها كالقذائف المدمِّرة لكل معنى للإنسانية فلن أستطيع أكتبها احتراما للقراء. هذا الكلام صحيح انه مكتوب على السطور إلا انه يدمي القلوب.أما عن الزوجة التي أشاهدها في كل مرة مصابة في مكان مختلف وأعتقد انها أصيبت بالتبلد الحسي من جراء الضرب حتى باتت وكأنها قد عشقت العنف وطبعا وضعها لا يسمح بان تخبر من يهمه الأمر من أهلها بما يحدث لها لأنه اختيارها السيِّئ فكانت كل مرة تبرر إصابتها لهم بأنها سقطت من الدرج ومرة تزحلقت أو وقع على وجهها شيء ما من فوق الدولاب أو غيرها من الاعذار المقنعة وغير المقنعة ولسان حالي يدعو لها بالرحمة والصبر على هذا الابتلاء وأقول لمثل هذا الزوج: يا ليتك تستوعب قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يظلمهن إلا لئيم ولايكرمهن إلا رحيم» فأحب ان أكون رحيما مظلوما ولا أحب أن أكون لئيما ظالماً فكيف وأنت تجلد روحها وأحاسيسها وتسلب آدميتها وتضربها ولا تعلم بان هذا هو سلوك العاجز وسلاح الضعيف والذي ينم عن مرض نفسي ونقص تعوضه بهذا السلوك وليست كما تدعي بأنها القوامة لان القوامة منحها الله للزوج هي قوامة ورعاية وتوجيه ومسؤولية وعطف وحماية وإنفاق ومايزيد الأمر قبحا ان يحدث ذلك أمام أطفالها أعود أقول لك تمعَّن في كلام سيد المرسلين والذي لايفهمه تفكيرك المحدود فقد قال عليه السلام: أيضرب أحدكم امرأته كما يُضرَب العبدُ ثم يضاجعها في آخر اليوم.
أخرى تبكي دما بعدما عاشت مع زوج شكاك دمرها ودمر كل من حولها وبعدها طلقها وحرمها من أطفالها ومنعها من رؤيتهم وياليت الأمر توقف عند هذا الحد ولكنه تمادى في جبروته وجعلهم كبش الفداء وشحن كل غضبه وحقده وسمومه من خلالهم فكل يوم يتصل بها أحد أطفالها ويكيل لها من الشتائم والاتهامات والشماتة والكره لها مايعجز تصديقه وكلما حاولت التحدث معه للوصول إلى حل كان يطردها ويطرد كل من يأتي من أهلها ترى كيف سينشأ الأبناء وهم أعز ما يملك الإنسان بهذه النفسية المعقدة وهناك الكثير والكثير والمجهول منه أكثر من ا لمعلوم.. ما أود ان أعرفه لماذا يُفقد الاحترام بين الزوجين بهذا الأسلوب البعيد كل البعد عن ما نادت به الشريعة وعن المتعارف عليه في قاموس اللغة من ألفاظ؟؟ لماذا اختفت معاني الرحمة المودة؟ ولماذا ينتهي الحوار قبل ان يبدأ مع ان كلاً منا بالتأكيد يعرف سبب مشاكله ومايعكر صفو سعادته إلا انه يشتكي ويتضجر ويتذمر من حياته فقط دون ان يبذل أي محاولة لإصلاح نفسه ومن معه.
لحظة سكون:
نظل ندرس لسنوات طويلة ونتخصص فيما نميل إليه ونقوم بعمل الدراسات والأبحاث ونلتحق بالدورات فلا نكل ولا نمل لنصل إلى تحقيق هدفنا ونفشل ونكرر ونحاول ونعيد، ولكننا لا نضيع وقتنا ولن ننزف جهدنا ولا ننفق أموالنا لانماء ثقافتنا لمعرفة أسباب فشلنا في الحب أو المعوقات والصعوبات التي تواجهنا في مشوار حياتنا لتذليلها أو على الأقل لنساعد أنفسنا وغيرنا في تجنب الكثير من المعاناة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved