Wednesday 29th May,200210835العددالاربعاء 17 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
(ج) الجمعيات العلمية:
د. محمد شوقي مكي

تعتبر جامعة الملك سعود رائدة في تشجيع اقامة الجمعيات العلمية التي تحقق أهدافاً تتكامل مع الأقسام الأكاديمية في النهوض بالعلم والمعرفة، ولعل أقدم الجمعيات العلمية التي ظهرت في الجامعة هي الجمعية التاريخية السعودية التي أسست في سنة 1389هـ وتوالى إنشاء هذه الجمعيات حتى بلغ 30 جمعية في سنة 1422هـ ولعل أحدث هذه الجمعيات هي جمعية المكتبات السعودية التي أسست في سنة 1421هـ، وقد مرت هذه الجمعيات بفترات ازدهار في نشاطاتها وفترات أخرى كان الهدوء والركود هو المخيم عليها نتيجة ظروف خاصة بها وتخضع جميع هذه الجمعيات في الوقت الحاضر لقواعد موحدة في جميع الجامعات السعودية ومعتمدة منذ العام 1421هـ.
وتهدف هذه الجمعيات إلى تحقيق العديد من الأهداف، لعل من أهمها تنمية الفكر العلمي، وتحقيق التواصل بين أعضائها، وتقديم المشورة، وتطوير الأداء العلمي لأعضاء الجمعيات، وتيسير تبادل الانتاج العلمي، وتحقق هذه الجمعيات أهدافها بالعديد من الوسائل، لعل من أهمها: اجراء البحوث، تأليف وترجمة الكتب العلمية، عقد المؤتمرات والندوات، إصدار المجلات العلمية والنشرات غير الدورية، ودعوة العلماء والمفكرين كل في اختصاصه.
وقد حققت بعض هذه الجمعيات إنجازات جيدة لا شك أنها كانت مكملة للنشاط الأكاديمي في الأقسام العلمية، وفتحت قنوات اضافية للنشر العلمي في أوقات كان يطول فيها الانتظار للنشر في مجلات الجامعات، فنجد مثلاً الجمعية الجغرافية السعودية أصدرت 50 اصداراً علمياً محكماً خلال 13 سنة من عمرها، بالاضافة إلى 12 اصداراً غير دوري، وأنجزت هذه الجمعية 4 أفلام فيديو وثائقية، كما أصدرت جمعية اللهجات السعودية فيلمين سينمائيين بالعربية والإنجليزية عن التراث الشعبي بالمملكة، وعقدت الجمعية الجغرافية السعودية 12 محاضرة عامة في موضوعات تهم المتخصصين في المجتمع، وكذلك فعلت الجمعية التاريخية السعودية في عقد خمسة لقاءات علمية، وشاركت بعض الجمعيات في معارض الكتب المحلية والدولية لعرض انتاجها العلمي، وقدمت بعض الجمعيات استشارات خارجية لمؤسسات المجتمع كما فعلت الجمعية السعودية للدراسات الأثرية، وجمعية العمران السعودية.
ورغم هذه الانجازات إلا أننا نجد أن معظم هذه الجمعيات تعاني من إشكاليات تعيق تحقيق أهدافها وطموحاتها، ولعل من أهم هذه الإشكاليات، عدم توفر المكان المناسب لممارسة بعض هذه الجمعيات لنشاطاتها، وقلة الموارد التي تقف أمام تنفيذ العديد من المشاريع الموافق عليها في خطط هذه الجمعيات والتي أقرتها جمعياتها العمومية.
ومثل هذا العائق يؤخر أحياناً تنفيذ بعض المشاريع لسنوات عدة.
وفي رأيي أن رعاية هذه الجمعيات وربطها بكليات وجامعات معينة لا يمكن أن يكون بالاسم فقط، وإنما لا بد من التفاعل بين هذه الجمعيات والجهات المشرفة عليها التي لا بد أن تبذل المزيد من الاهتمام لتحسس المشكلات التي تواجه هذه الجمعيات، فهل يعقل في جامعة الملك سعود، وهي الجامعة التي تمتد على مساحة واسعة منها المعمور ومنها الشاغر، أن تعاني بعض الجمعيات فيها من عدم توفر المكان المناسب لممارسة نشاطاتها.
والسؤال الذي يبرز هنا هو: لماذا لا يبنى أو يخصص مبنى معين في الجامعة التي تستضيف الجمعيات العلمية مثلها مثل المباني المخصصة للأقسام الأكاديمية للتغلب على مشكلة المكان الذي تحرج إدارات هذه الجمعيات من استقبال الزوار الذين يزورون الجامعة أو الكلية أو القسم فيه؟.. أما مشكلة الموارد فالرأي عندي أن يخصص دعم مالي من الجامعة مقر الجمعية للجمعيات النشطة، ويدفع هذا الدعم سنوياً أو كل عدة سنوات اعتماداً على تقارير ترفع للجهة المشرفة على هذه الجمعيات، ولا يتكرر دفع هذا الدعم إلا بعد الاطلاع على سير العمل وكيفية استثمار أو استغلال أول دعم للجمعية، وحتماً فإن الجمعيات الطموحة تحرص على الاستغلال الأمثل لموارد الجمعية، من اشتراكات أو دعم، حتى تحقق العمل والنشاط المستدام في كل مناحي اهتماماتها.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved