Friday 31th May,200210837العددالجمعة 19 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الشدي معقباً على السماري: الشدي معقباً على السماري:
أمنت فنمت.. وكتبت عن«النعمة المجحودة»!!

سعدت جداً بقراءة المقال الذي كتبه الزميل المخضرم عبدالرحمن السماري عن الأمن في الرياض وذلك لأسباب عديدة أهمها وأولها، أن هذا المقال قد عبر عما في نفوس الكتّاب والإعلاميين جميعاً على الرغم من غفلتهم عن الكتابة في هذا الموضوع من قبل. وثانيها، أن من يكتب عن الأمن والشرطة ليس كمن يكتب عن تعليم البنات أو الهاتف أوالكهرباء فهو لا يمكن أن يتهم بالمجاملة أو أن ذلك لغرض معين فرجال الأمن لا يحابون أحداً انطلاقاً من طبيعتهم ولأنهم أقسموا على ذلك عند تحملهم لهذه المسؤولية الكبيرة التي تتمثل في المحافظة على الأمن بجميع أشكاله وصوره مهما كانت التضحيات.
والمواطن والمقيم قد لا يشعر بحجم الجرائم وتنوعها أو خطورة المجرمين وأساليبهم الخبيثة ولا يحس بالكم الهائل من الجرائم البشعة التي تنفذ أو التي تحبط قبل تنفيذها. ولذا يذهب إلى عمله ويعود إلى منزله وينام نوماً هادئاً معتقداً أن لا جرائم في هذه المدينة الواسعة التي هي في حقيقة الأمر مجموعة مدن متجاورة تسمى«الرياض» يعيش فيها أكثر من أربعة ملايين نسمة من مختلف الأجناس والأعراق والطباع بينما رجل الأمن يسهر ويعمل أيام العطل الأسبوعية والأعياد وأيام أفراحه وأتراحه ومرضه. فكم من رجل أمن تزوج قريب له دون أن يتمكن من الحضور، أو توفي عزيز لديه دون أن يقوم بواجب العزاء، وكابد المرض هو أو أحد أفراد أسرته وهو ينطلق لأداء الواجب بعد منتصف الليل.. وهكذا ينطبق القول المعروف لدينا جميعاً«نعمتان مجحودتان.. الصحة في الأبدان.. والأمن في الأوطان» وحتى لا أكرر ما قاله الزميل عبدالرحمن السماري فإنني سأركز حديثي على ما يحتاج إليه رجل الأمن لا أقول لأداء واجبه، فهو يؤدي الواجب تحت كل الظروف ورغم تواضع الإمكانيات أحياناً، ولكن لجعل هذا الواجب يؤدى في ظروف أفضل وتتلخص العناصر المقترحة فيما يلي:
1- التشجيع المعنوي لرجال الأمن من قبل المسؤولين والمواطنين عامة ورجال الإعلام والكتّاب بوجه خاص. وفي هذا المجال يُقترح أن تكون هناك جوائز تشجيعية كل عام لمجموعة مختارة من رجال الأمن في مختلف القطاعات ويصاحب حفل تسليم هذه الجوائز حديث موسع في وسائل الإعلام عن رجل الأمن وجهوده وتضحياته الكبيرة.
2- تهيئة مقرات أفضل لأقسام الشرطة وأجهزة الأمن الأخرى وذلك عن طريق اعتماد مشروع لتمويل شراء أراض في أماكن مناسبة، وإنشاء مبان نموذجية حديثة وذلك بأسلوب الإيجار المنتهي بالتمليك الذي يمكن للبنوك والشركات أن تقوم به إذا وفرت لها الضمانات اللازمة، كما هي الحال بالنسبة لمباني المدارس.
3- توفير الأجهزة الفنية اللازمة وخاصة الحاسب الآلي وتدريب المختصين عليها لإنجاز الأعمال بسهولة ويسر.
4- تكثيف التدريب والحوافز لجميع منسوبي الأمن وخاصة من يعملون في الميدان ويتعرضون للأخطار.
وأخيراً: رجال الأمن يجدون من المسؤولين كل تقدير واحترام وخصوصاً سمو أمير المنطقة وسمو نائبه وبقي أن يحس المواطن ورجال الإعلام والصحافة بحجم جهودهم التي يقدمونها بمنتهى الشعور بالولاء والمواطنة والإخلاص، وهي صفات يستحقون عليها الإنصاف الذي بخلنا نحن الكتّاب به عليهم مع كرمنا في التركيز على قطاعات أخرى ربما تكون أقل أهمية من هذا القطاع الذي تعتبر خدماته جهاداً في سبيل الله وشعبة من شعب الإيمان.. كما قال الفريق«الطيب التونسي» مدير الأمن العام سابقاً«رحمه الله» حينما ارتجل كلمة بليغة بدأها بقوله«الحمدلله الذي جعل إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان».. والأذى يشمل الجرائم وحوادث المرور والحرائق وغيرها.
وخلاصة القول: على كل من يصادف أحد رجال الأمن أن يشد على يده ويشكره نيابة عن الآخرين لأنه المصباح الذي يحترق ليضيء لنا جميعاً طريق الأمن والسلامة.

علي الشدي

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved