Saturday 1st June,200210838العددالسبت 20 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
ح الحب:
د. محمد شوقي مكي

وكما يقال الناس على دين ملوكهم، ولحب قادة بلادنا للوطن وتفانيهم بالجهد والوقت والمال في تنمية وحماية هذا الوطن ينعكس ذلك الحب على المواطنين لوطنهم ولقادتهم الحريصين على غرس هذا الحب للوطن لدى كل مواطن صغيراً كان أم كبيراً، والمواقف كثيرة جدا لهذا الحب، ولعل من احدثها ذلك الذي ظهر من موقف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني من تعرض الولايات المتحدة الامريكية وكندا لبعض ثوابت ومواقف وسياسات المملكة، فما كان من ولي العهد إلا إلغاء زيارتين كانتا مقررتين لهاتين الدولتين، ويعلم الله كم من الحب والولاء ظهرا في حينه في الاحاديث العامة والخاصة والتي أيدت ووقفت مؤازرة لهذا الموقف الشجاع من دول لها نفوذها في العالم المعاصر.
لقد اثبت هذا الموقف عمق اساس الحكم في مملكتنا السعيدة واستقلاليته عن المؤثرات الخارجية التي لاتحترم خصوصية النهج الاسلامي لحكم البلاد، كم تمنيت ان قامت اي مؤسة اعلامية في بلادنا بالخروج الى الميدان لاستطلاع الرأي العام لمقدار هذا الحب والاكبار والتأييد لهذا الموقف الذي لايزال صداه يتردد حتى الوقت الحاضر والذي يعكس متانة العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
ولعل هذه العلاقة وهذا الحب يبرزان في الاجتماعات الاخيرة التي عقدها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله برجال الدين، والعسكريين، ورجال المال والاقتصاد لتوضيح فحوى الرسائل التي دارت بين قيادتنا وبين رئيس الولايات المتحدة الامريكية، ان تكرر هذه الاجتماعات ربما يعكس ان الامر جلل ومهم جداً، ولكن ما يؤمله المواطن المحب لوطنه وهذا ما أثبتته الكلمات الثلاث لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بأن نكون متمسكين بثوابتنا وعقيدتنا وبحماية حقوقنا التي لايمكن ان نفرط فيها مهما تعرضنا لحملات مغرضة وخاصة من الصحافة الامريكية وسكوت الادارة الرسمية عن هذه الحملات وعدم العمل على اسكات الاصوات النشاز التي تسيء الى العلاقات والاحترام المتبادل بين الدول، مما يؤكد ان وراء الاكمة ما وراءها، اعني ان هذا السكوت ينبئ عن تشجيع هذه الحملات المسعورة بطريق مباشر او غير مباشر، مع وجود المثال الواضح المحسوس في الوقت الحاضر عن قدرة الادارة على تكميم الافواه اذا ما رغبت في ذلك اذا كانت فعلاً هذه الادارة حريصة على مصالحها ومصالح الآخرين، وليس النظر فقط من قطب واحد.
كل ما آمله واعتقد يأمله كل مواطن محب لوطنه ان نلتف حول قيادتنا وان تلتف القيادة حول ابنائها وحمايتهم من اية قرارات تعسفية تخضع لنزوات آنية، كما ان الامل يحدو كل مخلص ألا تتخذ صحافتنا من الاعلام الغربي المشبوه مصدراً لنقل و تكرار ما يبثه من اخبار دون تعليق مثل عن النيويورك تايمز والواشنطن بوست وهما من الصحف التي ساهمت في الحملة المغرضة ضد المملكة، ان نقل اخبار هذه المصادر بقول حد المسؤولين الامريكيين ان المملكة والولايات المتحدة الامريكية تقفان في خندق واحد ضد الارهاب، وان المملكة تتعاون في متابعة الهيئات المهمة بالارهاب امر فيه نظر، هل يعقل ان نكون نحن والولايات المتحدة الامريكية في خندق واحد؟ ومواقف هذه الولايات المتخاذل من قضايانا العربية ليس بالأمر الخفي، كما ان الاشارة في صحافتنا والصحافة العربية بما يدعيه الاعلام الغربي وخاصة الامريكي من ان الاسلام ومؤسساته الدينية هما المولدان للتطرف والارهاب امر مرفوض تماما، ويؤكد ما يراه البعض من ان الحملة الحقيقية ليست ضد الارهاب وانما ضد الاسلام، وأين؟، في مركز القلب منه، ان بث هذه الاباطيل تدل على افلاس الاعلام الغربي ومحاولاته المستميته في ابعاد مسؤولية الغرب ومواقفه المتخاذلة والظالمة من القضايا العالمية العادلة، ولا ادل على ذلك من مقابلة مراسل الواشنطن بوست لمدير جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية في هذا الوقت بالذات، مما يوحي بالرغبة الخفية للاصطياد في الماء العكر، والسؤال الذي يبرز هنا لماذا لم تتم مثل هذه المقابلات في وقت سابق للاحداث الاخيرة؟ او لماذا لم تتم مع مسؤولي الجامعات الاخرى مثل جامعة الملك سعود او جامعة الملك فهد للبترول والمعادن؟
إن نقل مثل هذه الاخبار دون تعليق ورد قوي قد يخلق شرخاً في قوة الحب والولاء بين القيادة والشعب ويثير الشكوك والشائعات التي نحن في غنى عنها لتقوية جبهتنا الداخلية وزيادة عرى المودة والولاء بين الحاكم والمحكوم.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved