Saturday 1st June,200210838العددالسبت 20 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نحن والمونديال نحن والمونديال
أمام ألمانيا
سعد المهدي

إن الرهان ليس على ما أسفرت عنه نتيجة مباراتنا أمام المانيا بل على ما ستحدثه من ردة فعل.
ليس بالضرورة أن نخرج متخمين بالأهداف حتى نعلم مدى الفارق بين كرتينا ولا بالضرورة أن نعطي لخسارة عادية صفة المشرفة اما اذا أحدثنا غير ذلك فهي يجب ألا تتجاوز حدود المفاجأة، فأكثر من ذلك خطأ جسيم ارتكابه يعني أننا لم نستفد بعد من كل الدروس الماضية.
إن ما قدمته منتخبات آسيوية وأفريقية من نتائج ومستويات طيبة خلال عقود المونديال لم يكن هو وحده كافياً لأن تكون لديهم كرة قدم تسمى بالعالمية ولم يستطع معظمهم الخروج من لعنة المونديال فسجلوا إخفاقات متوالية وعاد القليل منهم للأضواء من خلال تأهلات عسيرة لكن عدداً أقل من هذه الفرق جعل من الوصول إلى المونديال مفتاحاً لتغيير فهمه لكرة القدم ولأسلوب تقويم اللعبة وبالتالي التخطيط لها أفقياً ورأسياً وتجاوز فعلاً محليته بتقديم المصالح العليا على الخاصة وغيرها مما يمكن أن يحرف منهج البناء.
إن ما نكسبه من مشاركات كهذه ليس فقط فيما يتعلمه ويستفيده اللاعب أو الفني أو الإداري وإلا يعني أنه سينتهي معه إذا ما ترك الملاعب بل ما نكتسبه جميعنا، كما لا يمكن أن يظل اللاعب والفني والإداري هم المطالبين بالعالمية والمقارعة والصمود والتحدي في الوقت الذي نتعامل معهم نحن كجماهير واعلام ومجتمع بمحلية بحتة فيها كل ما يتناقض مع ما ندعو له أو نطلب تحققه وإذا كان اللاعب بشراً يتبارى مع بشر مثله لا يزيدون عنه بأصبع فإننا أيضا بشر في كل حالاتنا نتعامل مع بشر مثلنا في صراع الحياة ورغم ذلك نحن نعلم أننا الأضعف والأكثر تخلفاً والأقل قدرة على انتزاع حقوقنا ولم نستطع بعد أن نتحمل مسئولية ما يكفينا ويغنينا عن الغير.. فلماذا إذاً فقط هم لاعبو المنتخبات الآسيوية أو الأفريقية الذين عليهم أن يكونوا أنداداً لأضدادهم لا لشيء إلا لأنهم جاءوا معه في مشاركة واحدة، قلنا ان الجغرافيا وحدها وطبيعة المشاركة هما من وضعهم في سلة واحدة.
إن التعامل مع لعبة كرة القدم على أنها لعبة لها اشتراطاتها ومقوماتها ومتماس عاطفي في نفوس الناس لا يقبل اللعب به لأغراض أخرى يمكن أن يؤسس فهماً منطقياً وعقلانياً للعلاقة التي تحكم الأطراف كلها ويعطي للتطور قدرة على السير المتأني للأمام.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved