Monday 3rd June,200210840العددالأثنين 22 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
د . الدليل السياحي:
د. محمد شوقي مكي

لقد أصبح للسياحة في عصرنا الحاضر شأن كبير في توفير مداخيل كبيرة للاقتصاد العالمي تحاول كل دولة أن تضخ منه نصيباً وافراً لاقتصادها القومي. ويعتمد نجاح الدول في ذلك على مقدار ما تقدمه من مغريات تجذب السائح في الداخل والخارج، وعلى كفاءة البنية الأساسية التي تدعم هذه المغريات. ولقد اتجهت بلادنا في الآونة الأخيرة إلى الاهتمام بهذا القطاع. ويبرز على رأس هذا الاهتمام انشاء هيئة وطنية للسياحة أخذت تعمل منذ البداية بنشاط وهمة في وضع الأسس لنظام سياحي يراعي خصوصية المملكة كدولة تطبق الشريعة الإسلامية.
والمملكة ولله الحمد لا تخلو من المغريات والمناظر والخصوصيات والبنية الأساسية التي يمكن أن تقوم عليها صناعة السياحة. ولعل ما ينقصنا هو البنية البشرية في ايجاد الكوادر المحلية التي تفهم معنى خصوصية السياحة في المملكة، ولديها المعرفة الكاملة بهذه المغريات والخصوصيات وتستطيع أن تقدمها للسائح بشكل يرضي جميع الأذواق والرغبات، وفوق كل ذلك أن تكون أمينة على الأماكن التي يرتادها السياح ومحتوياتها لا أن تشارك في سلب محتوياتها عن قصد أو نتيجة لضعف الوعي.
لقد قامت في الآونة الأخيرة بعض المؤسسات بتنظيم رحلات سياحية إلى بعض المواقع السياحية ذات السحر والجمال والحضارة، مثل مناطق أبها ونجران والمدينة المنورة والعلا ومدائن صالح والربذة والحناكية، ولكن بالنظر إلى المرافقين للوفود السياحية نجدهم إما متعاقدين وافدين وإما سعوديين ليس لديهم المعرفة الكاملة بالمناطق التي يرافقون السياح إليها. فكثير من الأسئلة التي يطرحها السائح على المرشد تبقى حائرة دون اجابة.
ولا شك أن مما يدعم قدرة المرشد هو وجود الدليل السياحي والخريطة السياحية لكل مكان معد لاستقبال السياح. وهناك شروط ومواصفات معينة لابد من توافرها في هذه الأدلة والخرائط، لعل من أهمها سهولة الاستخدام ووفرة المعلومات التي تخدم أغراض مختلف أنواع السياح. فمثلاً لو أخذنا السكن فلا بد أن تتوفر المعلومة عن جميع أنواع السكن ومواقعها وأسعارها وليس فقط السكن من المستوى الممتاز كفنادق الدرجة الممتازة المناسبة لأصحاب الدخل المرتفع، وإنما من المهم جداً توفر المعلومة عن كل الفئات من فنادق وشقق مفروشة وغير مفروشة ومعسكرات معدة لاستقبال السياح، وذلك إذا أردنا تشجيع السياحة لكل فئات المجتمع دون تمييز.
ويمكن أن تكون الأدلة على شكل كتيبات توضع في الجيب أو خرائط مطوية يمكن حملها بسهولة واستعمالها بطريقة سريعة، وطبعاً يساعد على ذلك وجود اللوحات الارشادية في الأماكن المؤدية للمواقع السياحية بشكل واضح يمكن السائح من الوصول إلى بغيته دون الحاجة للتوقف وتكرار السؤال على من يعرف ومن لا يعرف هذا أو ذاك العنوان، مما يصيب السائح في كثير من الأحيان، بالضجر والسخط، كما يحدث في أماكن سياحية عديدة في شرق المملكة وغربيها وجنوبها، فكثيراً ما تبحث عن الخريطة فلا تجدها، أو تسأل العاملين في الفندق أو الشقة المفروشة عن مكان ما فتأتيك الاجابة السريعة بعدم المعرفة أو حتى السماع بالمكان.
وفي اعتقادي أنه قد آن الأوان لاهتمام المؤسسات السياحية بتثقيف العاملين لديها كمرشدين وعدم إرسالهم لمرافقة الوفود السياحية إلا بعد التأكد من اجتيازهم اختبارات أو دورات تؤكد معرفتهم بتاريخ المكان ومظاهر الخصوصية فيه. كما أنه آن الأوان لاهتمام القطاعات المشرفة على السياحة والخدمات وكذلك المستثمرون من القطاع الخاص للتعاون مع الجهات الأكاديمية لتصميم وتنفيذ الأدلة والخرائط السياحية للأماكن السياحية، إن الاهتمام بتطوير هذه الجوانب لا شك سيرفع من مستوى هذه الخدمات ويعكس المستوى الحضاري الذي وصلت إليه المملكة.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved