Tuesday 4th June,200210841العددالثلاثاء 23 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نحن والمونديال نحن والمونديال
خلاف الـ90 ق
سعد المهدي

وحتى نتأزم أكثر كان نقل المونديال حصرياً بحيث لا نعيش أجواءه، نتنفس من خلال تفاصيله وننعم بمتعة كرة القدم التي نعشقها بشكل متشنج إذ أظن أنه كان لولا هذه الحصرية لأمكن أن تهدأ عواطفنا وتطيب أرواحنا وتخف حدة الشعور بالضيق والتأزم، ففي مباريات المونديال ما يمكن ان يمثل رئة ثالثة.
من الضروري جداً ان يكون المرء على اطلاع على كل شيء له أهمية عنده وهي مسألة معرفية توعوية لها دور في توسيع الأفق وخلق مدارات وفضاءات أوسع للتفكير والتأمل وعقد المقارنات وتلمس الاشكاليات على نحو لا يمكن فيه إلا الأسود والأبيض فقط.
ففي المونديال مدى أرحب من الـ90 دقيقة المخصصة لكل مباراة فلنأخذ مثلاً مئات الكوريين الجنوبيين الذين ارتدوا قمصاناً لتشجيع فرق أخرى غير منتخب بلادهم الذي يستضيف المونديال او يقومون بشراء تذاكر المباريات ويحصلون على قمصان المنتخبات الراغبين في مؤازرتها بعد ان يكونوا قد قاموا بتسجيل اسمائهم من خلال نوادٍ رياضية او جماعات أخرى عبر الانترنت فيما قامت بلدية كونججو الكورية بتوزيع 2000 قميص «مثلاً» للقاء اسبانيا وسلوفينيا توزعت بين المشجعين الكوريين حسب الرغبة فهل يمكن ان نقرأ في ذلك شيئاً؟ أعتقد الكثير والكثير.
وفي حادثة أخرى تم منع دخول طفل رضيع كندي الى ستاد «سابورو» حيث كان والداه ينويان حضور مباراة منتخبنا والمانيا ولم تفلح محاولاتهما حتى عندما ذكرا انهما اشتريا التذاكر قبل ولادة طفلهما الذي بلغ عمره الآن ثمانية اشهر وكان رد مسؤول في لجنة التنظيم انه لا يمكن لمن لا يحمل تذكرة المباراة الدخول بصرف النظر عن سنه او اي شيء آخر ولا بد ايضاً أن يُقرأ في ذلك الشيء الكثير.
وعود على بدء في شأن حصرية المونديال الذي بدأ بقضية شائكة بين الجهة التي اشترت الحقوق في الشرق الأوسط وأطراف أخرى بينها اتحادات ومحطات ومسؤولون ورأي عام وبالرغم مما تم طرحه وشرحه وما تم فعله تجاه تخفيف الضرر المتوقع حدوثه من جراء ذلك فقد بدأ المونديال دون ان تكون صورة ما تم واضحة وقاطعة فقد ضعنا بين الأرضي والفضائي ومن دفع ومن أهديت له ومن قرصن ومن اشترك ولم يشاهد.. إنها العالمية التي نتقمصها كل مرة شهرين وتغيب عنا بقية الدهر.

saadalmahadi@hotmail

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved