لقد صرفت الحكومة السعودية أعزها الله ملايين الريالات لتوسعة الحرمين الشريفين، وتوسعة وتنظيم الرحبات «الساحات» حولهما، ومن ذلك تزويدها بدورات المياه وأماكن الوضوء، ومداخل ومخارج مزودة بسلالم كهربائية للقبو في مكة المكرمة ولمواقف السيارات ودورات المياه في المدينة المنورة، ومصابيح قوية تقلب الليل نهاراً حول الحرمين الشريفين، وأسوار نصفها الأسفل مبني ونصفها الأعلى من الحديد المشغول. وكل هذه الأعمال تتناغم في شكل ابداعي جميل مع التصميم المعماري الإسلامي للحرمين الشريفين.
لقد استبشر الكثيرون مع صدور نظام العمرة والزيارة للأماكن المقدسة في المملكة بالقضاء على مشكلة افتراش هذه الرحبات، وأن تستخدم للغرض الذي أنشئت من أجله في تسهيل دخول وخروج المصلين والمعتمرين والزوار للحرمين الشريفين، ولكن للأسف لا نزال نجد هذه الظاهرة موجودة، والأدهى من ذلك استخدام أعمدة المصابيح والمشغولات الحديدية في أسوار الرحبات كزوايا لحفظ الأمتعة والحقائب واللفائف في وضع يشوه جماليات المظهر العام لهذه الرحبات، ويحولها إلى مكان يشبه مراكز الشعوذة والخرافات التي كانت سائدة في الجاهلية. كما أن هذا الوضع قد يضعف مستوى السلامة في المنطقة نتيجة احتمال تطاير شرر أعقاب السجائر أو مواقد البوفيهات المنتشرة في المنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين.
وتجد المفترشين لهذه الرحبات من جنسيات متعددة، ولكنهم في الأغلب من القادمين عن طريق البر سواء من داخل المملكة أو خارجها حيث تقف سياراتهم قريباً من الحرم أو في مواقف مخصصة لوقوف السيارات خارج المنطقة المركزية. وهذا النوع الأخير هو الذي يزيد من حدة المشكلة حيث تترك السيارات خارج منطقة الحرمين الشريفين وينتقل المعتمرون والزائرون بما خف حمله من أمتعة للإقامة القصيرة في هذه الرحبات الواسعة دون الحاجة إلى استئجار مكان للاقامة. مع أن الملاحظ أن أسعار الفنادق ودور السكن حول الحرمين الشريفين أصبحت في متناول الجميع مع زيادة الأسعار مع القرب من الحرمين. وهذا أمر منطقي في كل مدن العالم.
إن الشيء المطلوب هو القيام بحملات توعية بين المعتمرين والزائرين لمنع افتراش رحبات وأرصفة المناطق المحيطة بالحرمين الشريفين، وتوفير المعلومات التفصيلية عند مداخل المدن المقدسة لأماكن الاقامة ومواقعها وأسعارها، وتوظيف فرق مراقبة ميدانية لهذه الرحبات تمنع استخدامها لتخزين أو تعليق أمتعة وحاجيات هؤلاء المعتمرين والزائرين.
ولعل ما قامت به الإدارات صاحبة الاختصاص من تغطية المشغولات الحديدية على مداخل المواقف ودورات المياه بغطاء شفاف وسميك من البلاستيك يبقي جماليات المشغولات الحديدية ظاهرة للعيان، ويمنع من استخدامها لغير أغراضها، يمكن تعميمه على أسوار الرحبات لتحقيق الغرض نفسه. وكل ذلك للمحافظة على مظهر ونظافة وسلامة هذه المناطق ومستخدميها.
كما أنه نتيجة الازدحام الكبير في الحرمين الشريفين في مواسم الحج والعمرة والزيارة فالمقترح هنا وضع مظلات متحركة يمكن فتحها وغلقها حسب الحاجة في الرحبات المحيطة بشمال وشرق وغرب المسجد النبوي الشريف وفي الرحبات المحيطة بالمسجد الحرام، مثل المعمول بها في الرحبات الداخلية للمسجد النبوي الشريف، لزيادة الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين في أوقات المواسم.
|