Friday 7th June,200210844العددالجمعة 26 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
(ز) زيني:
د. محمد شوقي مكي

تساءل كاتبنا عبدالرحمن السماري في زاويته عما يريده القراء وطلب من القراء أن يفصحوا عما يريدونه من كتاب الزوايا.. وأنني أجدها فرصة لتلبية طلب استاذنا السماري وأوجز في النقاط التالية بعضاً مما نريده نحن القراء:
نحن نريد كاتباً ينقل هموم الناس ويطرحها لتصل إلى المسؤولين بشكل واضح ونريده أي الكاتب أن يتخلص من رفعة الخشم وأن يكون إنساناً عادياً بدون «نفخ» وأن يحاول أن يلتقط أنفاس الشارع والناس بكل تواضع وموضوعية، ونريده أيضاً أن يعلم تماماً أن الجريدة عندما منحته مساحة للكتابة تهدف من ذلك أن يساهم في كسب الصحيفة للقراء من خلال تقديم ما يفيدهم وما يشعرهم بأن هناك من يطرح ما يدور في خلجاتهم من أمور وهواجس تتعلق بما يمس حياتهم من خدمات صحية وتعليمية وأخرى مادية ومعنوية.
على الكاتب الذي يريد أن يكسب حب القراء ألا يجير قلمه لمصالحه الشخصية في وسيلة إعلامية سيارة عامة ليس له فيها ما يملكه فهذا مما لا يريده القراء وعذراً إذا تجاوزت ما طلبه استاذنا الكبير السماري فهو طلب ما يريده القراء وأنا هنا سأذكر أيضاً ما لا يريده القراء.
والتي يأتي في مقدمتها غرور الكاتب فالقارئ يستطيع أن يكتشف غرور الكاتب من خلال كتاباته فالحديث عن الذات كثيراً قد تكون أول بوادر ذلك الغرور «الكتابي».
كما أن القارئ لا يطيق الإسراف في المدح فبعض الكتاب انتهج المدح سبيلاً للوصول لأهداف شخصية وأصبحت بعض الزوايا لا يقرأها سوى كاتبها لأنها خاوية من مقومات الكتابة العامة وهي أشبه بالمعاريض بل إنها معاريض من الدرجة الراقية، فعندما يشعر القارئ أن هذا الكاتب أو ذاك اتخذ من كتابة المدح منهجاً مستغلاً مساحه عامه من الجريدة أحقية القراء أكبر من أحقية الكاتب بها حتماً أن ذلك سيفقد الصحيفة قراءها وهنا سيتحول كاتب المدح وهنا أعني المدح المبالغ فيه لدرجة السماجة إلى عامل لتنفير القراء من الصحيفة.
وأجزم أن هناك بعض الكتاب استفاد شخصياً من هذا المنهج استفادة على مختلف الأصعدة زادت من غروره وانتفخ حتى أصبح كالبالونه حيث يرمق الناس بطرف عين ولم يستطع إجادة سوى نوع واحد من الكتابة هو المدح والمدح المغالى فيه كل ذلك في سبيل شيء من حطام الدنيا.
وفي الختام أنبه إلى أن المقال لا يُقصد به أحد بعينه إلا أنه مجرد خواطر أثارها طلب استاذنا المحبوب عبدالرحمن السماري.
حميد العنزي
تناقلت الصحف مؤخراً ما نقلته صحيفة «واشنطن بوست» من تصريحات وزير الخارجية الأمريكي حول مبعوث الإدارة الأمريكية الجنرال أنتوني زيني ووصفه بأنه معروف في المنطقة للعرب والإسرائيليين، وأنه صلب وصريح ومتوازن، وأنه مقبول لجانبي النزاع. وفي الواقع إن مبعوثا لمشكلة مثل مشكلة الشرق الأوسط بحساسياتها وتعقيداتها لابد أن يكون حيادياً لأبعد الحدود، ولكن كل ما رأيناه من زيني هو ترديد أقوال الصهاينة بضرورة وقف العنف أو ما يسمى بالعمليات الإرهابية حتى يمكن بدء الحوار والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وهناك بعض السلوكيات التي توضح عدم حيادية مبعوث الإدارة الأمريكية. فمثلاً نجد زيني عند قدومه للمنطقة وقيامه بزيارة بعض المواقع في فلسطين المحتلة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية يقوم بممارسة بعض الطقوس ولبس الكوفية اليهودية، ولم يقم بنفس السلوك عند زيارة المواقع العربية الخاضعة للسلطة الفلسطينية، فلم نره يلبس الغترة والعقال العربي. ولا شك أن الفرق بين السلوكين له بعض الإيحاءات التي تعكس عدم الحيادية.
ورغم هذه الزيارات والاطلاع على الدمار الناتج من الإرهاب المنظم الذي أصاب البنية الأساسية للأراضي الفلسطينية والذي لا يقارن بما يجري من حوادث فردية للممتلكات الإسرائيلية إلا أننا نجد المبعوثين الأمريكيين زيني ورفيقه ومن ورائهما الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يصرحان أن هذا الإرهاب هو من حق إسرائيل للدفاع عن نفسها، فهل هذا الحق مشروع لإسرائيل المعتدية ومحظور على الفلسطينيين المعتدى عليهم. وفي الوقت نفسه يطالب هؤلاء من الرئيس الفلسطيني اتخاذ إجراءات صارمة ضد منظمات الدفاع عن الأرض المحتلة مثل حماس والجهاد الإسلامي، وأخيراً المطالبة بإعلان هذه المنظمات إرهابية. وهكذا بإملاءات الأعداء تتحول منظمات الدفاع عن الوطن إلى منظمات إرهابية، مما يعني عمل المبعوثين الأمريكيين مع غيرهم على تزوير الحقائق وخلط الأوراق وتحويل الباطل إلى حق، وعدم إعطاء أية اعتبارات لمعاناة ضحايا الاحتلال والقتل المنظم للمدافعين عن الأرض والعرض.
وتطور الأمر في نهاية شهر رمضان إلى منع الرئيس الفلسطيني من مغادرة فلسطين بحجة ضرورة عمل الرئيس على ملاحقة من يسمون بالإرهابيين، ألا يدل هذا التصرف الأرعن ويؤكد الاحتلال الإسرائيلي قمع وإذلال رمز الإدارة الفلسطينية. فهل يقبل أي مجتمع حر أن يمنع شعبه أو رئيسه وجهازه الإداري من الحركة الحرة. وقد صرح أمين عام الجامعة العربية في اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي بالدوحة بضرورة العمل الجاد والمضني لشرح الحقائق ووضع الأمور في نصابها، وعدم السماح بقلب الحقائق ضد الشعب الفلسطيني.ورغم أهمية هذا الدور الذي تضطلع به منظمة المؤتمر الإسلامي إلا أنني لا أتصور جهل الغرب للوضع الحقيقي في المنطقة، وإنما هو موقف أيديولوجي يتمثل في تعاون ملة الكفر ضد الإسلام بكافة الأساليب والطرق، رغم التصريحات المنمقة التي تُظهر مالا تُبطن.
وفي رأيي أن عمليات السلام لا يمكن أن تتم بمفاوضين عسكريين،وإنما بسياسيين لهم الكثير من الخبرة والحيادية. ولا بد أن تزال آثار الاحتلال إذا ما أريد لهذا السلام أن يسود ويتطور إلى محبة وتعاون بين جارين عانيا من ويلات الحروب والاضطرابات. أما تكرار المطالبة بضرورة وقف إطلاق النار تماماً قبل بدء أي حوار فهو من باب المماطلة والمراوغة لمصلحة طرف واحد دون الآخر، ولن يخدم عمليات السلام إطلاقاً. كما أن بعض التصريحات غير المسؤولة تؤجج الوضع وتزيده تأزماً أكثر مما تقوده للأمام مثل تصريح وزير الخارجية الأمريكي للواشنطن بوست بأن الولايات المتحدة الأمريكية تؤيد إسرائيل وأنها موجودة في المنطقة دائما من أجل إسرائيل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved