Sunday 9th June,200210846العددالأحد 28 ,ربيع الاول 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نحن والمونديال نحن والمونديال
المفارقات
سعد المهدي

أخيراً فازت كوريا الجنوبية في المونديال بعد «15» خسارة ولقي هذا الفوز الذي تحقق وهي تلعب على أرضها وبين جماهيرها أصداء فرح عارم ومشاعر فخر.
هذه أحد أعرق دول آسيا كروياً بتاريخ طوله «48» عاماً في المونديال والأكثر فرصاً للتطور والأيسر حالاً اقتصادياً وصناعياً وتكنولوجيا لا ينافسها في ذلك إلا اليابان.
المفارقات في نتائج مباريات المونديال يمكن أن يلتقط منها المرء ما يستند إليه في تدعيم رأيه إلا أن هذه المفارقات لا تكفي وحدها للخروج بوصفة كروية تحقق الشفاء.
خروج حامل اللقب فرنسا من الأدوار التمهيدية بات واقعاً بعد أن خسر أمام السنغال الذي خاض مباراته الأولى في تاريخ المونديال وتعادل مع الأروجواي وكلا الفريقين السنغال والأروجواي تلقيا هزيمة ثلاثية الأهداف أمام منتخبنا في احدى جولات التحضير لخوض المونديال.
هناك من كان مقتنعاً وبصدق أن تأهلنا للدور الثاني هو فقط ما يمكن أن يرضى عنه إذا ما كان المنتخب لن يقدم نتائج وعروضا أكبر لتحقيق ما هو أبعد من ذلك ولذا فقد هيأ نفسه ومن حوله إلى انتظار نتائج مفتعلة كالتعادل مع ألمانيا والفوز على الكاميرون والتعادل مع إيرلندا أو العكس وكان يرى أن الخسارة في إحدى المباريات الثلاث سيتم تعويضها من خلال حسبة يسفر عنها تضارب النتائج وتعارض مصالح المنتخبات الأخرى وكل شيء جعله في خدمة أن تتحقق رغبته ولم يترك لأي احتمال آخر أي فرصة.
هل يمكن أن نتصور أن يكون لخروج حامل اللقب أبعاد أخطر على مستقبل اللاعبين الفرنسيين أو الكرة الفرنسية أو صناع قرارها.. المؤكد أن خيبة الأمل والشعور بالغضب اجتاح الشارع الفرنسي الرياضي وغيره لكن الأكيد أن علاج ذلك لن يبدأ إلا بتشخيص دقيق وشامل ومن الطبيعي لن يكون باتهام زيدان بالتخاذل أو هنري بالتهور.
وما الذي كان يدور في خلد الكوريين طوال تاريخ مشاركاتهم الخمس وهم يخرجون منها الواحدة تلو الأخرى دون تحقيق فوز واحد على أي فريق لاقوه.. ما الذي كان يجب أن يحدثه داخل الشارع وفي الملاعب والأندية ومكاتب التخطيط واتخاذ القرار.
وكيف بات السنغاليون الآن يحلمون وبماذا وما الذي يمكن أن يطالب به المشجع بعد مشاركة وليدة هزم فيها حامل اللقب وصعد للدور الثاني وهل يمكن أن يفكر النيجيريون بمسألة أو معاقبة منتخبهم الذي خرج من الدور الأول على يد الأرجنتين والسويد.
إن الذين منوا أنفسهم بشرب الماء من لمع السراب وحدهم يتحملون خطأ ظنهم ولا يمكن أن يحاسب غيرهم نتيجة ظنونهم أن المفارقات التي تحدثها مواجهات مختلفة الظروف لا يمكن أن تتحول إلى معايير قياس وضبط يبني عليها المخططون أو النقاد آراء مستنيرة تساهم في إيجاد الحلول لا في تعقيد الأمور أكثر.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved