Sunday 16th June,200210853العددالأحد 5 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
إنترنت (سفري)!
خالد أبا الحسن

كنت أبحث عن جهاز حاسب محمول يدعم إنترنت الكيبل ولا يكتفي بخط الهاتف وحسب.
فوجدتهم يتحدثون عما يسمى بتقنية (السن الأزرق) أو Blue Tooth وهو اسم طريف اختارت شركات التقنية إطلاقه على تقنيات الربط اللاسلكي بين أجهزة الحاسب النقال والهواتف النقالة والحاسبات الكفية وما شابهها من الأجهزة التي نقتنيها.
وأصبح دعم هذه التقنية سببا رئيسا في رفع سعر جهاز ما وتفوقه على نظرائه من الأجهزة الأخرى، وتتيح تقنية Blue Toothلمن يمتلكها أن يربط بين تلك الوسائل ويتبادل ما يشاء من المعلومات والبيانات وبسرعة جيدة دون حاجة لأسلاك التوصيل والمحولات غالية الثمن والتي قد لاتتوفر أو ربما احتكرها مصنعوها فمثلا كان من يقتني جوالا مثلا يحتاج لشراء ملحقات إضافية كي يتمكن من تحويل ما يشاء من البيانات من الهاتف إلى الحاسب الآلي أو العكس وكانت تلك الملحقات الإضافية غالية الثمن وغير مجدية نظير ما يمكن الاستفادة منها في إنجازه بدلا من ذلك كله.
بإمكان المرء أن يقتني أجهزته مع التأكد من دعمها لتقنية السن الأزرق وسيجد أنها تقدم له خدمات مميزة خاصة إذا كان عمله يتطلب منه نقل المعلومات والبيانات وتوفرها لديه في مختلف وسائل الاتصال.
كما يتيح هذا التطور الكبير لمستخدمي تقنيات الاتصال اللاسلكي مواءمة وارتياحا كبيرين لايمكن وصفهما فلدى بحثي عن جهاز حاسب آلي نقال قمت باستعراض مختلف الأجهزة المعروضة، ولفت نظري ارتفاع أثمان بعضها بشكل لا أفهم له سببا فدفعني ذلك للتنقيب عن الدواعي للتعرف على سبب هذا التفاوت الكبير في الأسعار مع علمي بأنه ليس تفاوتا عبثيا أو يمكن عزوه لتخفيضات مفاجئة وأنا هنا أتحدث عن السوق الأمريكية للحاسب الآلي فقمت بنسخ أرقام الأجهزة ورموزها كي أقوم بالبحث عن خصائصها على مواقع الشركات المصنعة. ولدى قيامي بذلك وجدت عجبا إنهم يتحدثون عن إنترنت بدون أسلاك!
أتدرون ما معنى ذلك؟ إن معنى ذلك أن يجلس الصحفي في موقع الحدث ويقوم بنقل الخبر حيا على الهواء إلى صحيفته أو وسيلته الإعلامية عبر الإنترنت إن معناه أن ترى الناس تحمل أجهزة الحاسب الآلي والكفي ويتصفحون الإنترنت في أي مكان.
ولك أن تطلق العنان لخيالك لا يهم أين تكون ما دام المصباح الأحمر الصغيرمضاء فأنت متصل بالإنترنت! لاتعجب حين تسمع طقطقة لوحة المفاتيح في أماكن لاتتوقعها فالإنترنت أصبحت في الهواء من حولنا.
كدت أصعق لهول إعجابي وذهولي وشفقتي وعجبي وطمعي ويأسي لدى اطلاعي على تفاصيل هذه التقنية! فقد أعجبت بما وصلت إليه التقنية من تقدم، وذهلت لمجرد تفكيري في ما يمكن القيام به في ظل توفر خدمة الإنترنت اللاسلكية، وأشفقت على حالنا ونحن لا نزال في مماحكات حول سعر الدقيقة للاتصال بالإنترنت عبر خط الهاتف فضلا عن خطوط الاشتراك الرقمية (DSL) التي يمثل اشتراك الأفراد فيها سرفا لارتفاع أسعارها، وعجبت من تسارع وتيرة التقدم العلمي واستبدال التقنية نفسها في زمن بسيط، وطمعت في أن أقتني جهازا من هذه الاجهزة كي أتمتع بهذه التقنية وأتحقق بالفعل من جدواها لكنني يئست من جدوى ذلك لأنني أفكر دائما في الإنترنت السعودية ولايهمني سواها عندها أخذت الجهاز الذي بجانبه وهو لايحوي سوى مدخل لسلك الهاتف حاول البائع جذب اهتمامي إلى التقنية الجديدة فأخبرته بأنني أعرفها ولا أرغب في اقتنائها وأفضل اقتناء الجهاز القديم المجهز بالتقنيات القديمة التي يعتبرها البائع أقل جدوى حاول عبثا فهم السبب فلم أجد ما أقنعه به إلا السعر فهو لايفهم لغة سوى لغة السعر فهز رأسه وأخذ بطاقة الائتمان.
ولدى عودتي للبيت بالجهاز الجديد/ القديم وجدت في بريدي رسالة من شركة الهاتف تعرض خدمة الإنترنت اللاسلكية لوصولها إلى منطقة سكني وتبين أن الخدمة قد بدأ تقديمها بالفعل في مناطق المطارات والفنادق الكبيرة ووسط المدن ومناطق المال والأعمال وما شابهها في مختلف المدن الأمريكية عندها فقط فهمت قول صاحبي الذي عاد لتوه من نيويورك متعجبا من جنون أهلها الذين يثيرون الشفقة لما أصابهم من زحامها حيث ذكر أنه رأى أناسا يمشون في الشوارع معلقين أجهزة الحاسب الآلي في أعناقهم مفتوحة أمامهم ويكتبون على لوحة المفاتيح سيرا على الأقدام لقد كانوا يعملون على إنترنت بلا أسلاك!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved