Monday 17th June,200210854العددالأثنين 6 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الخيانة الخيانة
أميمة عبدالعزيز زاهد

ما أسرع أن تتبدل أحوال بعض البشر وما أصعب أن يعاني الإنسان من الغدر والخداع فأنا لا أصدق بأن الحب الحقيقي الصادق الذي كان ينبض بين قلبين يتلاشى ويتبخر بهذه السرعة وبعد أن عاش قلبه مع قلبها أسعد أيام حياتهما.. فهذا الزوج لم يشتك يوما من أي تقصير منها.. ولم يكن يحس لحظة بأي نقص ولم يشعر بإهمال أو قلة اهتمام منها سواء في بيتها أو في شخصه.. ولم يحتج لشيء إلا وفعلته فدائما كان يطلب المزيد والمزيد وأن تكون في نظره دوما متجددة في جميع الأمور. وكانت تلبي رغباته حتى تنال رضاه رغم انه لم يسأل نفسه مرة واحدة إذا ما كان التجديد الذي يطلبه يحرجها ويخدش حياءها أو أنها تعجز عن أدائه.
ورغم كل ذلك شيعت حبها إلى مثواه الأخير بعد أن انتهى عمر السعادة الافتراضي، وتحولت إلى مجرد أطلال وذكرى تعيسة.. فلم تتمالك نفسها عندما علمت يخيانته ووجدت أن حياتها بين يوم وليلة انهارت وياليتها كانت تعرف لِمَ فعل ذلك؟
أقول لك يا سيدتي لِمَ!! إنها الخيانة ولا أدري لماذا يخون بعض الأزواج زوجاتهم؟ فالأسباب متعددة فقد تكون الخيانة في دمه ومن طباعه أو يعود ذلك لسوء نشأته وعدم تلقينه التربية السليمة أو انه لا يقدر أن يعيش حياته بدون علاقات متعددة أو أنه بسبب التطور الذي لحق وسائل الاعلام المختلفة ورؤيته لمناظر لم يألفها وبالتالي قد يصاب بالاثارة الخارجية المستمرة التي تساعده بمعاونة شيطانه أن يقع فريسة سهلة وينسى الخائن أو يتناسى انه قبل أن يخون زوجته فهو قد خان نفسه وخان قبلها دينه وإسلامه وأمانته.. ومهما كانت الأسباب فالخيانة هي الخيانة. صحيح انها درجات وأنواع وتختلف من فرد لآخر ومن مجتمع لآخر فلا يوجد مبرر لها سوى انها نتيجة نفسية متداخلة مريضة كامنة في أعماقه تصاحب هذه الشخصية قلة الوازع الديني وعدم الخوف من الله وفوق ذلك نجد أن هناك من يلقي بفعلته الشنيعة على إهمال زوجته.
بل وتصور له أنانيته بعد طول عشرته معها وبعد أن أفنت شبابها لتكسب رضاه وتنال محبته ان من حقه فعل ذلك من أجل أنه اكتشف عيبا في زوجته ويتمسك به كمبرر ليبحث عن أخرى حتى يعوض هذا النقص الزائف غير الموجود إلا في نفسه المريضة وكأنه خالٍ من العيوب. ويظل يبرر ويبرر بأعذار واهية وكل همه إنصاف نفسه مما لحق بها من أدران.. ولم يفكر في تصرفه الذي أغضب به خالقه لأنه لا يقيم للخيانة وزناً ولا يعتبرها تصرفا مشيناً أو منافياً لتعاليم الشرع.
لحظة سكون
هل يكون الإهمال هو الدافع الأساسي والمحرك القوي للخيانة فيظل الرجل يبحث عن ما يفتقده خارج أسوار بيته؟ وهل ممكن أن تبرر الزوجة أو تسامح في أمر حرمه الله تحريماً مطلقاً أو هل تندم على إنسان لن يلوم إلا نفسه في يوم لا ينفع فيه الندم؟

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved