شاعر أصيل يعتز بلغته إنه حاضر وإن كان مسافراً

يحتار المرء ويتلكأ القلم وتجبن الكلمات وتتعثر الجمل عندما يحاول الإنسان بث بعض ما يجول بخاطره عن فئة من الناس تتطاول في قيمتها وتتدانى في تواضعها، وتأسرك بحبها وتجبرك على احترامها.
إن تلك الفئة وإن كانت نادرة عدداً إلا أنها كبيرة أثراً وتأ ثيراً، فالعبرة ليست بالكم ولكن بالنوع، كل في ميدانه ومجال اختصاصه، وهناك من يبدع في غير مجال ويتحفك في أكثر من فن، وكلما زاد تمكنهم زاد نفعهم وتعمق تواضعهم وخيل إليك أنك صاحب الفضل عليهم.
من هذه الفئة شاعر أصيل طبع شعره بلون هذه الأرض الطيبة وطرزه بأخلاق يفوح منها شذا الشيح والخزامى، وذلك ليس بمستكثر على من هو سليل أسرة علم وفضل، أحب بلده فأحبه واحترم بني جنسه فبادلوه ذات الاحترام والتقدير، عف لسانه عما يشين فدانت له الكلمة الخجولة والوقورة معاً.
لم يركب موجه التسارع المؤدي إلى نبذ الموروث أو الانتقاص منه ولم يتنكر للغته الجميلة بل حملها على عاتقه رغم قلة المعاضدين فأجاد، سافر في فضاء الكلمة ليختار برؤية الواثق ما يناسب المقام والمقال.
إنه شاعرنا المبدع الأستاذ/ أحمد الصالح.
لقد ترددت كثيراً في بث ما أشعر به نحوه بمناسبة الحديث عن فكرة تكريمه الذي أرجو أن يتم قريباً وهو تكريم مستحق، ومبعث ترددي أنني مهما حاولت فلن أجد الكلمات التي تعبر عما أكنه ولكن عذري أن هذا جهدي ولا يلام المرء بعد اجتهاده.
وفي الختام أرجو لشاعرنا طول عمر معه صحة، وتوفيق يصاحبه قبول، ليستمر العطاء.