Thursday 20th June,200210857العددالخميس 9 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

صرخة الأبناء صرخة الأبناء
أميمة عبدالعزيز زاهد

من منا لم يتألم عندما يسمع عن كثرة الطلاق بسبب وبدون سبب وعلى جميع المستويات والأصعدة.. وكيف لا وهو أبغض الحلال عند الله.. ومن منا لا يتمنى أن تنتهي المشاكل الدائرة والمعارك الطاحنة بين أي زوجين وأن تستمر حياتهما بأقل ضرر ممكن.. فما بالكم ببعض الحالات لزوجات عرفتهن.. ورأيتهن.. وسمعتهن.. وحادثتهن وتألمت لما وصلت إليه حالتهن بدءاً من الرضا بالضرب والشتم والإهانة والانكسار والذل ومروراً بعدم الإنفاق وعدم تحمل المسئولية بجانب الاتكالية وازدواج الشخصية أو انفصامها من قبل الزوج.
ترى لمَ يحدث كل ذلك؟ ولماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ خاصة وان هذه الحالات في الغالب تتفق في كثير من الأسباب والنتائج بالكاد تكون واحدة، والأغرب طول العشرة الزوجية حتى جاءني تفسير إحدى الزوجات من خلال دموعها وهي تقول لا تستغربي استمراري في هذه الطاحونة فعندما بدأت حياتي واكتشفت واقعي الأليم حاولت الإصلاح فلم أتمكن من ذلك، وحاولت التمرد فأجبرني أهلي على الصمود والتحمل فأنا سأصبح أماً خلال أشهر وكنت أقول لنفسي اصبري واحتسبي لعل وعسى أن يتبدل الحال، وتمر الأيام وتجرها الأعوام، وكلما حاولت مناقشته يكشر عن أنيابه ويخبرني بأنه لن يتغير وإذا لم تعجبني الحياة معه بنفس الأسلوب فعليّ بالاختيار بين حريتي أو التنازل عن أبنائي ويبدأ بعدها بمساومتي في أغلى ما أملك بكل وحشية فأضطر إلى الاستسلام الكامل والخضوع التام والموت المعنوي والتهاون في إنسانيتي وكامل حقوقي حتى أصبت بالتبلد الحسي والعاطفي والاجتماعي.. نعم.. خسرت الكثير والكثير وضاع عمري معه وفي المقابل سأكسب أبنائي وأنا معهم وبينهم ولهم، سأكون العين الناظرة والقلب العطوف فكيف أتركهم لأب لا يرحم وعليّ أن أرضى بواقعي فليس لي الخيار.. أعود وأقول بأن مثل هذه الأم لا تشعر إلا بغريزتها الجياشة وأمومتها الفياضة والأكثر إيلاماً في الأمر رفض الأبناء لهذا الواقع المرير والوضع المشين خاصةعندما يسمع الابن ويرى أمام عينيه أن الأب يضرب أمه وتسامحه.. يذلها وتعزه.. يحتقرها وترفعه.. يطردها لتعود مرة تلو الأخرى منكسرة ومهانة وهو يعرف في قرارة نفسه وبطفولته البريئة أن كل ذلك الصبر من أجله فهو نقطة ضعفها وموطن قوتها في نفس الوقت.. أعود وأقول ترى أي مرحلة أنسب لحدوث الطلاق بالنسبة للزوجة أو الأبناء، ففي العشر السنوات الأولى تكون الحياة في بدايتها متقلبة لاختلاف العادات والتقاليد ولصعوبة التأقلم بسهولة ولا بد فيها من الصبر خاصة أن الأبناء ما يزالون صغاراً وتمر هذه المرحلة بحلوها ومرها، وتأتي العشرة الثانية ويكون الأبناء في طور المراهقة وهم في أمس الحاجة للرعاية والحنان والاهتمام الكامل من قبل الأب والأم معا وتمر هذه المرحلة بمرها وتأتي العشرة الثالثة يكون فيها الأبناء إما في مرحلة الاستعداد للجامعة أو للزواج وبالتالي لا بد من وجود الطرفين معاً في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة،
وعندما تأتي العشرة الرابعة وتتخذ الزوجة قرارها النهائي بعد انتهاء دورها وانتهاك قوتها وضياع شبابها يستغرب الكل ويستعجب ويتذمر ويلوم ويشجب فلمَ تطلب الطلاق الآن وماذا تريد منه؟
وهي في مثل هذا العمر فالعمر القادم ليس بأطول من الماضي وما دامت قد تحملت كل تلك المعاناة فلتكمل جميلها فزوجها شيخ كبير وعليل في حاجة لخدمتها ورعايتها ويُطلب منها البقاء بجانبه حتى لا تكون ناكرة للجميل.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved