Friday 21st June,200210858العددالجمعة 10 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الحكم فرحة ولو على.. الحكم فرحة ولو على..
أميمة عبدالعزيز زاهد

في صراعات الحياة العملية قد تصادفنا شخصية معقدة مصابة بإعاقة نفسية لا تستطيع أن تخفي نواقصها الكامنة في أعماقها فتظهرها في أسلوب الحوار وفي الإدارة التي تجنح بها بعيداً عن الحدود المتعارف عليها شرعاً وخلقاً لا تحسن استخدام الكلمات ولا توظيف المعاني وتحاول إظهار القوة والقدرة على الأمر والنهي كل ذلك نتيجة شعورها بالنقص وتعتقد أن بإمكانها التحكم فيمن يعملون معها.
إن واجب الاحترام والتقدير مطلوب وكل من تربى تربية صحيحة يعلم ذلك ولن يتغير نتيجة نفس ضعيفة أو تغيره أوامر أو محاولة فاشلة لإذلاله.من يواجه مثل تلك الشخصية فعليه أن يظهر معدنه الأصيل ويقابل الإساءة بالإحسان ويتعامل بالحب مع من يسيء إليه وينطلق في طريقه ولا ينتظر الرحمة من أهل الجفاء ولا يتوقع المشورة من المستبدين بل عليه أن يدعو لهم بالشفاء ويطلب منه سبحانه أن يعافيهم من شرور أنفسهم.وكما يقولون إذا رغبت أن تختبر معدن إنسان فأعطه «سُلطة» ثم اخبره بألا يمارسها.. كيف ستجده لحظتها ستلح عليه نفسه في كل موقف كي يزاولها في وجه من يخالفه الرأي مجرد الرأي وسيكون ناقماً يحاول أن يرد الصاع صاعين، ويجهل الكثير بأن السلطة لا تعني بالضرورة استخدامها فقد يكون في أحيان كثيرة عدم استخدامها هو القوة بعينها.
وكلنا سمعنا عن المثل القائل: «لو دامت لغيرك لدامت لك» ويا ليت بعض البشر تشعر وتتعظ ولكن لهم أعين لا ترى وآذان لا تسمع والأدهى قلوب لا تبصر فهي والعياذ بالله تعمى القلوب وليس الأبصار وكم كنت اسمع مع السامعين والمقهورين عن الدسائس والمكر والأنانية وعن كثرة الشكاوي التي لا تنتهي في محيط كل من يعمل وفي أي جهة كانت وكنت أظن أن ذلك الأمر يخالطه الكثير من المبالغة وسوء الظن وترافقه قلة خبرة في التعامل الإنساني ووجدت بالممارسة أن الواقع مرير فما تكاد الموظفة تستحوذ على الكرسي حتى تقبض عليه بيديها وأسنانها وتجلس فوقه تنهى وتأمر وتطاع وبعد أن كانت لا تعرف من إدارة العمل شيئاً وعِلْمُها به كعلمها بكيفية دوران الكرسي الذي تجلس عليه فجأة تتحول إلى طاووس رافع الرأس ونافش الريش في الظاهر أما الباطن فهي مازالت في طور النمو ولو تجرأ من حولها لمناقشتها أو إبداء الرأي والذي يكون لصالح العمل فستحبط كل محاولاتها، وترمقها بنظرات نارية وتحط من قدرها وتتهمها بتجاوز حدودها على من هم أعلى منها مكانة ولم لا؟ فهي تظن بأنها امتلكت المصلحة فقد كانت من ضمن قائمة موروثاتها.
حقيقيُّ أنها عيّنة تستحق الشفقة عيّنة تعتقد نفسها وصلت القمة ونسيت انها وصلتها على أكتاف ومجهودات غيرها فكل من حولها مُسخّر لها فهناك من يفكر بدلاً عنها وهناك من يخطّط ويسجّل وينفّذ ويقرأ لها فلماذا التعب والإرهاق ما دامت تملك تلك الشخصية المتعجرفة المتسلّطة والمسيطرة بدون بذل الجهد الفكري وبدون امتلاك نفس لوّامة.
وكم.. وكم من المرات قلنا بأنه لا عمل بدون محبة وكم قلنا بأن إدارة الأفراد فن معظمنا يجهله ولكنْ حقيقيٌّ أن المثل القائل: «الحكم فرحة ولو على» ينطبق على العيّنة سالفة الذكر.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved