Sunday 23rd June,200210860العددالأحد 12 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

في كل عدد حرف في كل عدد حرف
«هـ» هجرة العقول:
د. محمد شوقي مكي

يعرف المتخصصون الهجرة بالانتقال من مكان المنشأ إلى مكان المقصد لغرض العمل لفترة أكثر من سنة.
ولاشك أن الهجرة تؤدي إلى تثاقف الشعوب والاتصال والترابط بين بعضها البعض. ولكن الذي يعيب هذه الهجرة أن تكون هجرة متدفقة من مكان لآخر بحيث تؤدي إلى افتقار المكان المصدر للخبرات والضغط على المرافق والخدمات في مكان المقصد.
وقد عرفت منطقتنا العربية بهجرة العقول إلى بلاد الغرب من دول مثل لبنان ومصر وبلاد المغرب العربي. وتقدر الأوساط العلمية حجم هذه الهجرة بملايين البشر التي لو بقيت ووفرت لها الإمكانات لساهمت مساهمة فعالة في تطوير شعوببها ومجتمعاتها.
ومن مظاهر هذه الهجرة في بلادنا استمرار تدفق الطلاب للدراسة في الخارج للمرحلة الجامعية وما بعد الجامعية وفي تخصصات متوفرة بالمملكة. وقد قدرت بعض الجهات عدد الدارسين في الولايات المتحدة الأمريكية فقط من الطلاب السعوديين بأكثر من 3000 طالب. ولما لهذا التدفق الطلابي من مخاطر التأثر بالمفاهيم المادية التي تسود في بلاد الغرب، وخاصة بالنسبة لطلابنا في المراحل الجامعية أو ما قبلها، فضلاً عن مخاطر تعرض هذا الحجم الكبير من الطلاب للتفرقة العنصرية والقانونية المفتعلة في حالة الأزمات كما حدث للعرب والمسلمين ومن بينهم السعوديون نتيجة أحداث ما بعد 11 سبتمبر 2001م.
ولعل هذه الدروس تدفع الجهات صاحبة الاختصاص في الحد من هجرة الطلاب إلى الغرب والذين يعود بعضهم إلى بلادهم بعد استكمال تعليمهم، وبعضهم يستمرئ حياة الغرب ويبقى خارج بلده لسنوات وسنوات، أي تتحول هجرته المؤقتة إلى هجرة دائمة، مما يعني عدم الإفادة من تعليمه وخبرته اللذين حصل عليهما، بالإضافة إلى تشربه بمفاهيم الحضارة الغربية المادية. وهكذا فمن المهم الحد من عدد الطلاب المبتعثين لمرحلة ما قبل التعليم الجامعي أو التعليم الجامعي والعالي الذي يوجد ما يقابله في المملكة.
كما أن التفكير مناسب الآن للتوسع في عدد الجامعات السعودية العامة أو الخاصة وتنويع التخصصات، خاصة في الجامعات الجديدة لما يناسب العصر وبرامج التنمية، ولعل المناطق المرشحة لافتتاح هذه الجامعات منطقتا القصيم وتبوك.
وفي الحقيقة إن عودة بعض طلابنا بعد أحداث 11 سبتمبر، وفتح الجامعات أبوابها لاستقبال هؤلاء الطلاب العائدين هي خطوة رائدة، وليتها تمت قبل أن يترك هؤلاء الطلاب جامعات وطنهم والاتجاه لجامعات الغرب، كما أن على جهات التخطيط والتوظيف تطوير مجالات العمل لاستقطاب العائدين لوطنهم وعدم إعطائهم المبرر للهجرة الدائمة إلى خارج الوطن.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved