Sunday 23rd June,200210860العددالأحد 12 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إضاءة إضاءة
العلاقة بين الأسرة وأخصائي التدخل المبكر
سامي السقا

ليس الهدف من هذه النشرة التأكيد على أهمية التعاون بين الأسرة وأخصائي التدخل المبكر فذلك أمر يدركه أولياء الأمور والاخصائيون على حد سواء. وقد بينت عشرات الدراسات والمقالات الفوائد المحتملة من هذا التعاون بالنسبة لكل من الطفل والاسرة والمركز. وهذا ليس صحيحا بالنسبة لمراكر التدخل المبكر فقط بل هو لا يقل أهمية بالنسبة للمدارس عموماً فالتربويون يجمعون على ان المدرسة التي لا تعمل بفاعلية مع الأسرة هي مدرسة ضعيفة.
ولما كان الأمر كذلك فإن الهدف من هذه النشرة هو تحديد العوامل التي قد تحول دون هذا التعاون ووصف الطرق الممكنة للتغلب على هذه العوامل. وبما ان الحديث في هذه النشرة يدور حول الاطفال الصغار في السن الذين يلتحقون ببرامج للتدخل المبكر بسبب مشكلات أو إعاقات يعانون منها فلابد من الاشارة أولاً الى أن برامج التدخل المبكر تركزأساساً على الاسرة بوصفها وحدة التدخل. وبذلك فمراكز التدخل المبكر تختلف عن رياض الأطفال والمدارس العادية والتي ترى في الطفل وحده فرصة للتدخل وإن كانت لا تغفل أهمية دور الاسرة.
والحقيقة التي نود التأكيد عليها هنا هي أن مراكز التدخل المبكر تدرك أن الاجراءات التربوية والعلاجية التي تدعم الاسرة وتطور مهاراتها وتزيد مستوى معرفتها هي إجراءات تترك تأثيرات غير مباشرة على النمو الكلي للطفل.
وبالرغم من ذلك، نجد أن أولياء الأمور والأخصائيين على حد سواء قد يتبنون اتجاهات ويحملون توقعات تحول دون وضع هذا المبدأ موضع التنفيذ. فأولياء الامور قد ينظرون الى انفسهم على أنهم عديمو الحيلة بالنسبة لتربية طفلهم المعوق وان الاخصائيين وحدهم يعرفون الطرق الصحيحة والاساليب المناسبة. وقد يعتقد الاخصائيون ان الأسرة غير قادرة على استيعاب المعاني الحقيقة للاعاقة، بل ثمة من يظن أن الأسرة غالباً ما تكون مسؤولة عن مشكلات طفلها بسبب عدم معرفتها بمباديء التربية والتدريب.
إن عملية تربية الطفل المعوق عملية تشاركية بين المنزل والمركز ولكن دور المركز يختلف عن دور المنزل، ولكل من الطرفين دور يقوم به وعمل كل منهما يتمم عمل الآخر، فالمركز ليس بديلاً للأسرة ولا هو أكثر أهمية منها والأسرة هي المعلم الأول والأهم للطفل، وعلينا أن نتوقف عن اتهام الأسرة بعدم الاكتراث فالمطلوب هو تطوير شعورها بالمسؤولية.
وذلك يتحقق بالتدريب والارشاد والاحترام المتبادل، وبالمثل فإن على الاسرة ان تدرك أنها تؤثر بشكل حاسم على نمو طفلها وأن مسؤولية تربيته لا تقع على عاتق الاخصائيين فقط، كذلك فإن على الاسرة ان تعي أن بمقدورها التغلب على الصعوبات الناجمة عن إعاقة الطفل وتأثيراتها على النمو والاجراءات التصحيحية والتعويضية الممكنة للحد من تلك التأثيرات، ومن الواضح أن المركز يلعب دوراً حيوياً في هذا الخصوص من خلال المحاضرات والدورات التدريبية واللقاءات المفتوحة وتوفير المعلومات والارشاد الفردي والجماعي وغير ذلك اضافة الى ما سبق، ينبغي على أخصائيي التدخل المبكر تفهم الحاجات الحقيقية للأسرة على مستوى فردي، والتقييم الموضوعي، والاصغاء باهتمام واحترام لآراء أولياء الأمور والنظر الى مشكلات الطفل بعيونهم هم، وعدم تحويلهم من أخصائي الى آخر دون أن يكون للتحويل مبررات حقيقية. وينبغي على أولياء الأمور أن يثقوا بالاخصائيين القائمين على رعاية أطفالهم، وادراك حقيقة الاعاقة وأنها ليست حالة قابلة للشفاء فهي ليست مرضا بالمفهوم التقليدي وعليهم أن يثقوا بأنفسهم وبقدراتهم على التأثير إيجابا على نمو طفلهم.
وأخيراً.. فإن على الاخصائيين وأولياء الأمور أن يثقوا بقدرة الطفل على التعلم وبقابليته للتغيير إذا استخدمت الأساليب والوسائل المناسبة والفاعلة في تربيته وتدريبه.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved