Thursday 27th June,200210864العددالخميس 16 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

الوليفة المهانة الوليفة المهانة
أميمة عبدالعزيز زاهد

في قمة وصول الإنسان لذروة انفعاله تتمثل العدوانية وتنعكس في تصرفاته ويفقد سيطرته على نفسه في تعامله مع من حوله، وفي الغالب يكبت انفعاله العدواني بالضرب على جميع من حوله ويترجمه إلى أقرب قريب منه وقد يكون الأبناء أو الإخوان أو الزوجة ولنغوص ونعوم في موضوع عنف الزوج بأنواعه المتعددة على زوجته سواء كان بالقيام بضربها أو تحقيرها واهانتها أو التقليل من شأنها أو تهديدها وتخويفها بهدف ضمان السيطرة عليها في الوقت الذي هي أحق من تحتاج إلى ضبط النفس والتحكم في الأعصاب لأنها الشريكة والحبيبة والوليفة.
فلا توجد حياة خالية من المشاكل وهذا وضع طبيعي لأي زوجين أتى كل منهما من بيئة مختلفة لها عاداتها وتقاليدها وبمفاهيم متباينة حسب المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي فاختلاف الآراء أمر وارد ومتوقع من وقت لآخر وتكمن القضية في اننا لم نصل بعد إلى التفكير بأهمية ان تبقى المناقشة في حيز المشكلة الدائرة فقط دون التعرض لما حولها وما قبلها وما بعدها.. فتحطيم معنويات الزوجة دائماً يأتي بنتائج سلبية ويجعلها تقرر إما ان تنفصل وإما تستمر معه كزوجة مهانة فالعنف بأي صورة كانت يسبب الخوف والقلق لجميع أفراد الأسرة وإذا هانت أو ضربت الزوجة قد تصل إلى مرحلة الخنوع والسكوت والذل والاستسلام وقد تأتي بردة فعل عكسية وتقوم بالتمرد والعصيان فإذا ضربها تضربه ولو شتمها تشتمه وقد تقوم بتشويه صورته أمام الأهل وتصفه بأفظع الصفات وتكسب عطف الكل. فالضرب بجانب ذلك يؤثر على سلوك الأبناء، وينعكس على مستقبلهم وليس هناك أبشع من رؤية الأبناء لمنظر العنف الذي يقع على أعز ما لديهم فالأب من خلال اهانته وضربه وسبه للأم يترسب الكره لدى الأبناء وقد يتجاهلون وجوده ويتمنون له السفر والبعد أو الانفصال عنهم.وغالباً ما يقتدي الولد بأبيه ويتعلم العنف ويعتبره نوعاً من الرجولة والفتاة تشعر بالخوف من الرجل وقد تلقى الاهانة بعد ذلك وتعتبرها أمراً طبيعياً حتى لا تتعرض لما تعرضت له أمها المقهورة.
والإسلام عندما شرع الضرب شرعه بشروط وآداب ولحكمة يجهلها معظم الجلادين لعدم فهمهم له وشرعه في حالة الإصلاح كراهية للطلاق وليس في كل الأحوال ولكره الإسلام للطلاق رغم انه أبغض الحلال عند الله فقط أمر سبحانه بأخذ الاحتياطات اللازمة قبل الشروع فيه فليس الضرب خياراً متروكاً لمزاج الزوج وحسب حالته النفسية والعصبية فالدين حدد نوعه ومداه وهو مقتصر على حالة النشوز فلا يضربها بلا سبب أو يعنفها بلا تعقل ويصيبها بأذى جسدي ونفسي ويحدث لها عاهة ولا يلجأ إلى هذه الخطوة إلا بالتدرج وبعد النصح والوعظ والهجر وإذا فعل فلا يكون قاسياً وعنيفاً ويترك أثراً في الجسم ولا يكون في مواضع ضارة كالوجه والصدر والبطن لأن الضرب لا يكون للإيلام بقدر ما هو للاعلام والتنبيه.ولو اتبعت التعاليم الإسلامية كما أنزلها خالقها ولو تفهمها الزوج واستوعبها لاستحال تنفيذه إلا في أضيق الحدود وسيتعذر عليه ممارسة هوايته.ولنا في رسولنا الكريم الاسوة الحسنة والقدوة فهو عليه الصلاة والسلام قد ترفع عنه فلم يضرب امرأة قط وقال خيركم.. خيركم لأهله وأنا خيركم لأهله.
لحظة سكون
من العادات والتقاليد الطريفة في زواج أهل التبت «بالصين» ان تقعد العروس بأعلى شجرة وينتظر أهلها بالعصي الخشبية أسفل الشجرة ويقوم راغب الزواج بالصعود وراء العروس متسلقاً الشجرة تحت ضرب عصي أهلها الذين يمنعونه من الصعود فإذا كتبت للعريس النجاة من ضرب العصي وصعد للعروس يتمسك بها وهم يلاحقونه بالضرب، فإذا تحمل الضرب وتمكن من الهرب بالعروس تصبح زوجته ولا تعليق.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved