Friday 28th June,200210865العددالجمعة 17 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

شاطئ شاطئ
اصطياف في الرطوبة!
بالنيابة /سعد المهدي

يقول إنه سيصطاف في جدة. قلت له تقصد أنك ستسافر إلى جدة لتزورها بغرض قضاء وقت ممتع؟ قال مؤكدا: لا سنصيف هناك قلت له: يا صاحبي أو في جدة يمكن أن تقضي الصيف قاصدا عامداً متعمداً؟ قال: نعم ففي العام الماضي صيفنا في المنطقة الشرقية.. شعرت بالرطوبة تخنقني برغم جفاف طقس الرياض فإجاباته الغبية تنشط الربو، شرحت له الفرق بين الاصطياف والسياحة وبين التصييف والزيارة فوجدته متشبثا بفهمه الذي عرفت انه بناه على محصلة ما أنتجته ماكينة الدعاية السياحية التي جعلت كل مكان يمكن أن يكون جنة خضراء ومتعة صيفية لا تضاهى وأن قضاء ليلة في أحد متنزهات الثمامة يطلق عليه سياحة واصطياف ففكرت لو ان الجهة المسؤولة عن السياحة ضبطت الأمر وفرضت على الجهات الحكومية والأهلية مواصفات وشروط تحكم إعلاناتها الدعائية والترويجية للمهرجانات والانشطة والأماكن التي تستقطب طالبي المتعة والراحة والترفيه وذلك حرصا على هذه المهرجانات والأماكن التي يمكن ان تفقد ثقة المتعاملين معها بمقاييس وسائل الجذب عندما تصطدم بواقع الحال.
كنت في زيارة لأبها صيفا قبل أكثر من عام وتمنيت لو أن الزيارة تحولت إلى اصطياف فوقتها شعرت بأن كل ما نتمناه كمصطافين مهيأ لأن يمتد بنا المقام الشهر وأكثر. كان هذا شعوري إلا أنني عندما بحت به لبعض من الأصدقاء قالوا انه لو قدر لك فعل ذلك لتغير الحال وإن زيارة الايام العشرة هي زبدة كل شيء، أنكرت عليهم ذلك ومازلت أنكر فالاصطياف لأكثر من شهر في مناطق باردة وهادئة بوجود كافة الخدمات هو ما يمكن أن يرقى إلى حقيقة الاصطياف بغرض طلب الراحة وتبديد تعب العام وأرى أن ازدياد الانشطة الترويحية من حفلات غنائية وأمسيات ثقافية قد أضاف فرصا أخرى لقضاء الوقت الساهر الممتع الذي يبحث عنه البعض.
لست ممن يدعون للسياحة الداخلية لكنني من المتشددين في الدعوة للسياحة النظيفة وأينما وجدت فأذهب اليها. وفي انتظار أن أسمع صاحبي يقول انه سيشتي في جدة وسيصيف في الطائف أو أبها حتى يبدو الأمر منطقياً..!

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved