Friday 5th July,200210872العددالجمعة 24 ,ربيع الثاني 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

مكافأة نهاية الخدمة مكافأة نهاية الخدمة
أميمة عبدالعزيز زاهد

ينال الموظف والموظفة في أي شركة أو أي قطاع حكومي أو أهلي بعد انتهاء مدة الخدمة مكافأة ولو فكر بالاستقالة أيضا ينال مستحقاته عن المدة التي قضاها في خدمة مؤسسته أما في اعظم وأرقى وأهم مؤسسة في العالم وهي الزواج قد تنتهي حالة الزوجة التي كافحت وتحملت وصبرت أعواما وأعواما.. أقول قد تنتهي خدمتها بأسوأ مكافأة عرفتها المجتمعات.. وتعددت المكافآت والنتائج واحدة الذل والهوان فهي إما ان تعاقب بالطرد أو الضياع أو الحرمان من أبنائها أو بالتنازل عن حقوقها كإنسانة وقد يصل الحال بأن تحرم حتى من مالها الخاص الذي جمعته طوال حياتها واستثمرته ونسي الزوج أو تناسى بأنها كم صبرت وكافحت عندما كانت صغيرة وجميلة وقادرة على العطاء لتساهم وتوفر متطلبات الحياة لبيتها فهي تعبت صغيرة لترتاح وهي كبيرة ولكن مع الاسف ما الذي يحدث؟ تجد بأن زوجها بدأ بالتفكير بالزواج من اخرى تناسبه ان القصص كثيرة ولكن العبرة منها قليلة.
جاءتني إحداهن بقايا امرأة تحمل هموم العالم وفوق ملامحها انكسار وفي صوتها حزن دفين يرفض أن يغادرها قالت لي هل من الممكن أن ينهي إنسان حياة الآخر في لحظة وان يصدر عليه حكم الإعدام المعنوي وهو على قيد الحياة ويقطع بيده الشعرة الرقيقة التي تربطه بهذه الدنيا ويتحول بمنتهى السهولة الى ذكرى بعد أن كان يملأ البيت بأنفاسه هل من حق الزوج ان يختار الوقت المناسب لانهاء حياة زوجته وهل بيده ان يقفل ملف خدماتها الى الأبد دون مناقشة أو تبرير فقد طلقها غيابي رغبة في زينة الدنيا توسلت إليه ليعيدها الى عصمته لأنها كبرت في السن وهو بقراره هذا قد هدها وظلمها واختار الوقت غير المناسب بالنسبة لها فليس لها معين ولا مصدر رزق ولا حتى بقية عمر لتبدأ حياة أخرى لأنها في خريف عمرها.
بعدما أعطت وأنفقت وائتمنت زوجها على كيانها وعمرها وشبابها ومالها وهذا وضع طبيعي لأنها ملكته ووهبته ذاتها برباط مقدس وجدت في النهاية نفسها فجأة بلا مال ولابيت ولا زوج وهي في سن تحتاج فيها الى المزيد من الحب والرعاية لا أن يقتلعها اقتلاعا من جذورها كنخلة شاخت ولم تعد تسقط ثمار فبعد ان جنى الثمر وبعد ان استظل بظلها سنوات لم تعد تنفعه أو تفيده بشيء.
أما الأخرى فتقول بأن زوجها بعد كل تلك العشرة أصبحت لا تروق له فقد زاد وزنها ولم تعد تعتني بنفسها ولم تعد جديرة به فهو ما يزال في كامل رشاقته وشبابه وذهب يبحث عن شابة تناسبه وعندما تقدم للأخرى اشترطت عليه لكي يتم زواجها لابد أن يطلق زوجته الأولى ويطلق ابناءه معها ويتفرغ لها ولأنه رجل عند كلمته لم يتوان في طلبها وهجر بيته وفلذات كبده بلا رجعة.
تُرى من أعطى الحق للزوج بالتغيير وقتما شاء وان يضفي رونقاً جديداً على حياته بعد شعوره بالملل من طول العشرة .. تُرى من أين له القدرة على التفنن بخلق الأعذار لنفسه ولإيهام الآخرين بالحالة النفسية الصعبة التي يعيشها وبأن زوجته لا تهتم به أو انها كبرت بالسن ولا تستطيع التنقل معه كالنحلة من مكان لمكان أو انها تحمل بين ملامحها الحزينة بقايا أنثى اتى الزمن على جمالها انها معادلة غير عادلة فيها إجحاف للعشرة والألفة خاصة ان الإسلام دين الحق انصفها ولكن الرجل ظلمها لحظة سكون.
يقول رجل: طوال عمري وأنا أتمنى الزواج بامرأة بيضاء وظلت النية موجودة عندي باستمرار وبالفعل حققت الأمنية وتزوجت البيضاء والآن صار عندي امرأة بيضاء وأخرى سمراء.

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved