تتزاحم الأعمدة الصحفية المحلية بموضوعات ومقالات عديدة، وتأتي الكتابة في هذه الأعمدة غالباً بصبغة الكتابة الرسمية المهنية التي خصصت لها مساحات محددة أسبوعية أو يومية.
أما الكتابة الإبداعية «كالكتابة الأدبية أو العلمية أو الفكرية وغيرها» فنادراً ما تخترق جدار الروتين الصحفي لتحل محلها الجديرة به. ولعل ذلك عائد إلى سياسة خفية تنتهجها بعض الصحف يعزوها الكثير إلى إيقاع يفرضه العصر لإخراج الصحيفة في أقل وقت وجهد!! وتكمن خطورة هذا التوجه في أن تلتهم الكتابة الرسمية جلّ المساحات المتاحة للكتابة الإبداعية ليجد المبدع نفسه مستجدياً على أبواب المحررين، أو متحولاً عن الصحف المحلية إلى صحافة خارجية خليجية أو عربية أو عالمية.
إن نشر الكتابة الإبداعية الملتزمة بالثوابت والتراث يعزز مشاركة وإسهامات المبدع في هموم مجتمعه وقضاياه، مما يقدم أفكاراً فاعلة مؤثرة، لأن الكتابة في مضمونها لا تخرج عن أحد أمرين: فهي إما عن المجتمع أو له. لذا يجدر بمحرري الصحف أن يطوروا مقاييسهم على المنجز الكتابي حتى لا يُحرم القارئ من الإبداعات الجادة، وحتى لا يضعف مفهوم الذات لدى المبدعين، الذين يلهج لسان حالهم بوصف أحد الكتّاب الغربيين للكتابة الإبداعية ب«إنها نحن ... إنها إلهامنا ... إنها حيلتنا».
| 
