Thursday 18th July,200210885العددالخميس 8 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

كيف تصبح ممثلاً؟ كيف تصبح ممثلاً؟
الحلقة« 7»
أخلاق الممثل

كان من الواجب عليَّ أن اقطع تسلسل الحلقات الخاصة بإعداد الممثل وتأجيل تمارين استرخاء العضلات للحلقة القادمة نظراً لأهمية الأمر الذي سأطرحه الآن والذي لا يأخذه الكثيرون على محمل الجد ويعتبرون الخوض في موضوع «أخلاق الممثل» أحد الدروس الوعظية التي قد تسمع من وقت لآخر في أماكن مختلفة، إلا أنني أود أن أركز على نقاط هامة تخص الممثل أو تخص ذاك الشخص الذي يريد أن يصبح ممثلاً ناجحاً.
إن لأخلاق الممثل دوراً هاماً في تكوين شخصيته التي سيباري بها أدواره فالصدق على سبيل المثال هو إحدى المزايا المهمة جداً في حياة الممثل على صعيد حياته العادية مروراً بطريقة أدائه لشخصياته المطلوبة، وأود هنا أن اذكر تلك المقولة التي تقول: «إن أردت أن تمثل فعليك ألا تمثل» فالممثل يجب أن يكون صادقاً في تعبيراته بعيداً عن الإصطناع أو «التمثيل» بالمعنى المتداول حتى يكون ممثلاً ناجحاً وهذا الأمر يجب أن ينطبع على شخصيته الحياتية فالإنسان الكاذب قد يكذب حتى على نفسه بإيهامها بحسن الصنع.
وعلى الممثل أن يلتزم بدقة المواعيد والقدرة على الالتزام والتفاني في العمل والإخلاص له، فكما تعطي عملك أو موهبتك هي بالتالي تعطيك، ولي أن أذكر أمراً هاماً ألا وهو ألا يتخلى الممثل أبداً عن الأدب في تعامله مع الجميع، فالشيء الذي يخزي حقاً هو اعتقاد البعض بأن الممثل من حقه أن يكون سيىء الأدب لأنه فنان أو لأنه يصبح فناناً عندما يتلفظ بما يشاء من الألفاظ القبيحة بحجة الحرية في التعبير وبحجة أنه فنان يجب أن يكون حراً فيما يقول وبدون ضوابط تذكر، أعزتي ما أقوله الآن هو واقع مشاهد أراه في بعض من حولي من الممثلين أو إن صح التعبير أولئك الذين يظنون أنفسهم ممثلين، وإليكم تلك الحادثة ولكم أن تستنبطوا منها ما شئتم: منذ فترة ليست ببعيدة وأنا أدرب التلاميذ في ورشة التدريب المسرحي تلفظ أحدهم بكلام سيىء فنهرته عن ذلك إلا أنه فاجأني بقوله: «لقد جلست مع بعض الممثلين المعروفين وكان معظم كلامهم هكذا»، الممثل أعزتي قد يصبح في يوم من الأيام قدوة يحتذى بها، وأي قدوة ترجى من أنصاف الممثلين؟، أولئك الذين لم يعرفوا حقاً أن أساس التمثيل هو الصدق والاحترام وعلى كل من أراد أن يدخل هذا المجال أن يعي أخلاق الممثل المعروفة بأخلاق المسرح، علينا أن نكون نظيفين من الحقد والكره والكذب حتى نستطيع أن نكون صادقين في تعابيرنا. أنا أعترف بأن وسط التمثيل بشكل عام مليء بالأصناف المخزية من مدعي الفن، وأظن من واجبي حقاً أن أغير تلك الأفكار الخاطئة التي تدعي بأن الممثل عليه أن يكون سيىء الأدب ليصبح ممثلاً أو «فناناً» وأن أؤكد على الجانب الأهم في الممثل ألا وهو أخلاقه تلك التي لو فقدها فقد الناس وفقد محبتهم جميعاً، وما أقوله ليس بغريب عن طباعنا كمسلمين فالإسلام الذي يحثنا على التحلي بتلك الصفات.

أسامة خالد

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved