Sunday 21st July,200210888العددالأحد 11 ,جمادى الاولى 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
كلب مايكروسوفت أكرمكم الله!
خالد أبا الحسن

تلقيت رسالة بريدية من القارئ العزيز/ توفيق سليمان قال فيها:
(أحببت أن أبدي رأيي وتجربتي مع أنظمة التشغيل وبالأخص (ويندوز إكس بي)، دعني أحكي لك تجربتي مع هذا النظام التعيس: قبل مدة اشتريت جهازاً جديداً، و كان يعمل على ويندوز إكس بي - هوم إيديشين- لسوء الحظ، وقتها كنت لم أجرب إكس بي مطلقاً، لكني سمعت أنه لا يقل سوءا عن WinME فقررت أن أجربه، وبعدأن انتهيت من إعداده، إذا بكلب أحمق (الله يكرمك) يرحب بي بلهفة ويعمل حركات مزعجة، ثم بدأ يقفز يمنة ويسرة ويتخلل قفزاته عبارات إرشادية، وكأن من اشترى هذا الجهاز شخص مغفل أو متخلف عقليا ولا يعرف كيف يتصرف.
وبعد أن أمضيت10 دقائق أحاول جاهدا التخلص من هذا الكلب المعتوه، قررت أن أعمل تنظيفا للجهاز، واتجهت للوحة التحكم ثم حذفت جميع البرامج التي لا أحتاجها، ودققت النظر في خانة إضافة/إزالة البرامج، وفوجئت بأن Windows Media Player و InternetExplorer غير موجودة في القائمة ولا يمكن حذفها! أنا اشتريت النظام ومن حقي أن أتحكم به من جميع النواحي، ويجب على مايكروسوفت أن تسمح لي بحذف هذين البرنامجين وأن لا تجبرني على استخدامهما. فأنا لا أريد أن استخدمهما لأنهما في نظري عديما الجدوى ويشغلان مساحة من القرص ويوجد بديل أفضل منهما.
بعد ذلك راودتني فكرة لللتخلص من جميع أيقونات سطح المكتب لأنها تضايقني وشكلها لايعجبني، وبعدها قمت بإعادة تشغيل الجهاز، فماذا تتوقع كان في استقبالي؟ إنه الكلب الحقير الأحمق مرة أخرى! بعد ذلك أغلقت الجهاز ولم أفتحه لأكثر من أسبوعين وحاليا أبحث عن نظام تشغيل قوي وثابت وبديل لمنتجات مايكروسوفت، و أفكر في أحد هذه النظامين FreeBSD أو Slackware (وخلي الإكس بي يروح في ستين داهية).
وفي رأيي المتواضع أن نظام ويندوز موجه لعشاق الكلاب والتسلية والألعاب (يعني نظام أطفال) لذلك آمل التطرق للمصادر المفتوحة ونظام لينكس في مقالاتك مستقبلا، وتعريف الناس إليها لأنها تمكن المستخدم المسلم الطموح من التحول إلى مطورلنظام لينكس، وبالتالي نخرج مايكروسوفت من السيطرة على السوق العربي)، انتهى.
لو تأملنا وجهة نظر الأخ القارئ. لوجدناه مصيبا فيما أكثر ما ذكر، فالكلب ليس شيئا مستحبا للعربي، ولذلك فإن استخدام الكلب في نظام النوافذ يعتبر في نظري مسعى للهيمنة الثقافية وأسلوبا حقيرا تستخدمه مايكروسوفت لفرض الثقافةالغربية التي تتسيدها الثقافة الأمريكية على الأمم الأخرى، ماذا لو قامت مايكروسوفت بتبديل الكلب بغزال أو جمل أو ماعز في النسخة الدولية التي تقدم للأمم الأخرى التي لايحظى الكلب فيها بكثير ترحاب؟ ألم يكن ذلك أولى وأفضل وأكثر احتراما لأذواق وثقافات الأمم الأخرى؟ ولو رجعنا قليلا لحزمة برامج (أوفيس) لوجدنا أن المساعدة الحية يتم تقديمها على يدي قطة وكلب وماسك أوراق.
وللمستخدم أن يختار منها ما يشاء، لكن في هذه النسخة من النوافذ، اكتفت مايكروسوفت بالكلب وحسب، وتبديل ذلك الكلب في نظام التشغيل ليس أمرا صعبا، لكن مايكروسوفت الأمريكية اختارت أن لا تدع للأمم الأخرى خيارا، بل تفرض ما تراه وليس عليك سوى أن تستخدم ما يقدم إليك وحسب، والكلب أعزكم الله ليس أهم ما حوته رسالة الأخ القارئ.
لكن على كل حال، لا تعجبوا أن بلغكم أن أحدا في شرق آسيا قد قام بعض شاشة جهازه. فالكلب محبوب لديهم ليس كالثقافة الغربية، وإنما لدرجة تجعله طبقا مفضلا، وكل شيء جائز في زماننا هذا.

KHALID@ALKHARJ.COM

 

[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved