Sunday 18th August,200210916العددالأحد 9 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
لصوص الائتمان (1-2)
خالد أبا الحسن

لا يزال الكثيرون يترددون كثيرا في استخدام بطاقات ائتمانهم على الإنترنت خشية سرقتها أو اختراق أجهزتهم ونسخ معلوماتهم.
وهذا الخوف والتردد يبرره ما يرد في الأخبار عن بطاقات الائتمان المسروقة التي يسعى اللصوص لاستخدامها لقضاء احتياجاتهم ونزواتهم على الإنترنت، لكن العلم بملابسات الأمر مسألة مهمة ليعلم المرء متى يجب عليه الحذر والتردد ومتى يمكنه الوثوق بموقع ما أو جهة معينة ليستخدم بطاقته للتعامل معهم.
في المجمل، لا يمكننا أن نقول: إن الإنترنت آمنة بما يكفي لنتعامل فيها بمعلوماتنا وبطاقاتنا دون حذر أو ريب، حين يخرج أحدنا ببعض المال في جيبه ثم يدفعه مقابل ما يشتريه من أي محل، فإنه يقوم بذلك وليس في ذهنه أية تخوف أو حذر من مغبة هذا العمل لما يلمسه من الأمن على نفسه وماله وما سيشتريه بفضل الله ومنته.
ولكن حين يفكر في استخدام بطاقته، فإنه يجد بعض التردد ويختلف هذا التردد من الحذر إلى الوسواس الذي لا مبرر له.
من سبل التعرف على ملابسات هذا الأمر، أن نتعرف على طرق اللصوص في سرقة بطاقات الائتمان، من هذه الطرق أن يستخدم صاحب البطاقة أي جهاز عام في معمل أو مقهى إلكتروني لشراء شيء ما على الإنترنت، ثم يغادره ليأتي اللص بعد ذلك ويعثر على رقم بطاقة الائتمان ومعلومات المستخدم ويتسنى له بذلك استخدامها فيما يشاء.
ورغم أن غالبية المواقع تطلب من المشتري تقديم العنوان الذي يرغب في إرسال البضاعة إليه، وكذلك العنوان المرتبط ببطاقة الائتمان، إلا أن كثيرا من المواقع أيضا تكتفي برقم البطاقة تاريخ انتهائها لتقدم لمستخدمها ما يشاء من الخدمات.
ويكثر التساهل في طلب المعلومات في المواقع الإباحية وما شابهها، فزبائن هذه المواقع منحرفون ولصوص ومتمرسون في الأعمال غير المشروعة، وهذه المواقع تقدم لهم خدماتها دون تدقيق في معلوماتهم وبطاقات الائتمان التي يتقدمون بها للدفع.
ومن الطرق المحتملة لسرقة بطاقات الائتمان من أصحابها اختراق جهاز صاحب البطاقة وسرقة المعلومات منه، وهذا الأمر ينتج عند التساهل في حفظ هذه المعلومات على الجهاز، وعملية كهذه ليست سهلة كما يظن البعض رغم كل ما يقال عن الاختراق والتلصص، فليس هناك سوى قلة قليلة جدا تملك القدرة على اختراق الجدر النارية وأنظمة الحماية وهذه الفئة لا يمكن الوقوف في وجهها بالسبل الأمنية المعتادة وهي تشكل مشكلة عالمية ولسنا نقف وحدنا في المعاناة منها، وهناك فئة أخرى من المخترقين ممن لا يدري ما يفعل وإنما يملك برنامج اختراق يقوم بكل شيء وهذا المستخدم لا يدرك ما يدور وهو بهذا مثل من يملك المدفع الرشاش ويضغط الزناد وهو لا يدري كيف يعمل هذا المدفع ولكنه يحسن استخدامه.
ومن طرق اللصوص في سرقة أرقام بطاقات الائتمان أيضا اختراق أنظمة البنوك وقواعد معلوماتها وهذه عملية كبيرة وإذا وقعت لا سمح الله فإن المشكلة أكبر من أن نلتفت إلى صاحب بطاقة ائتمان لأن الأمر أكبر من ذلك بكثير، وهذه العملية ليست سهلة وتحتاج إلى درجات عالية من الاحتراف والخبرة ومهما كانت احتمالات وقوعها فإنه ليس بمقدور الأفراد تفاديها أو عمل أي شيء تجاهها.
ومهما تكن طرق سرقة بطاقات الائتمان ومعلومات مستخدميها، فإن ما يوفره المرء من أموال لدى الشراء عن طريق الإنترنت قد لا يستحق المخاطرة بالشراء من مواقع غير موثوقة، فلدى قيام المرء بالتسوق على الإنترنت، يعثر على مواقع تقدم ما يرغب في شرائه بأسعار زهيدة، لكن هل يمكنه الوثوق بهذه المواقع وتقديم رقم بطاقته إليها؟ هذا هو المحك الذي يجب أن نتوقف عنده كثيرا.
سنستمر في الحلقة القادمة إن شاء الله في مناقشة طرق اللصوص في سرقة بطاقات الائتمان وسنتعرف في الأسبوع القادم على طرق غير شائعة كثيرا لكنها لاتقل خطورة عما ذكر آنفا.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved