Thursday 29th August,200210927العددالخميس 20 ,جمادى الثانية 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

إحالات إحالات
ممارسات!!
عبدالوهاب بن يوسف المكينزي

مما يعكر صفو الأمسيات الشعرية والقصصية التي تحييها الأندية الأدبية أصوات النقد الأكاديمي التي تصر على تحويل سعة الحوار وشفافيته إلى قاعة جامعية بين طالب ومعلم تحت مظلة التنفس والسياسة الاكاديمية!! وتكمن خطورة هذا النوع من التوجهات النقدية في أنها تربط ممارساتها الذاتية بالجانب الأكاديمي الذي يقوم على نتائج البحث العلمي ربطاً قسرياً، مما يوهم الحضور أن كل ما يصدّره الناقد من الآراء هو خلاصة دراسات وأبحاث تحتكم إلى معايير علمية دقيقة!!
ولعل ضعف تأثير النقد الكتابي على الوسط الثقافي دافع لنمو النقد الصوتي المعزز بالتواجد والذي لا يني يلوي النصوص الشبابية إلى مقاصد الناقد واستنتاجاته. وتؤكد الممارسات المتكررة أن نقاد هذا التوجه يسوقون القارىء في نهاية مطاف دراساتهم وأطروحاتهم إلى تلمس جوانب العبقرية لديهم سواء في اختياراتهم للنصوص أو في ربطها بمؤثرات فلسفية غالباً ما ينتهجونها، وقد تنبهت العقلية العربية الأولى باكراً لهذه المساحة من الانحيازية فأثبتت في المعايير النقدية أن (اختيار المرء قطعة من عقله)، وبالغ بعض النقاد الغربيين في انتفاء الحيادية كالأديب الناقد الفرنسي (أناتول فرانس) الذي قال: (إنه لا يوجد النقد الموضوعي أكثر من وجود الفن الموضوعي، أما أولئك النقاد الذين يظنون أنهم يضمنون اعمالهم أي شيء خلا أنفسهم فليسوا سوى ذلك الصنف الساذج الذي يكون انخداعه أكثر تضليلاً وإيهاماً)!!.
بالطبع لست أرمي مما سبق إلى استحالة النقد الحيادي، بل أظنه ممكناً بنسب متفاوتة ترتفع إيجاباً إذا استند الناقد على المبادىء والمعتقدات الجمالية والذوقية للقارىء عبر تكوينه التاريخي والاجتماعي والفكري، وإذا تجردت أدواته من كل النوازع الداخلية والخارجية.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved