Sunday 3rd November,200210993العددالأحد 28 ,شعبان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

حديث الشبكة حديث الشبكة
إنهم يصدقون
خالد أبا الحسن

تحدثت في وقت سابق عن تساهل البعض في اتهام الآخرين على رؤوس الأشهاد بمختلف التهم دونما إثبات أو دليل، وتساهلهم أيضا في تناقل مثل هذه الأخبار عبر البريد الإلكتروني، والمؤسف أن البريد الإلكتروني يمثل أشد هذه الوسائل تأثيرا، كما أنه أيسرها على المستخدم، والحديث هذه المرة عن المتلقي وليس عن المرسل.
فهناك من يقول: إن تمحيص الخبر مسؤولية المتلقي وليس المرسل لكن الحقيقة أن عدم معرفة المتلقي تدعونا إلى عدم التسليم بصحة تلك الفكرة، فبعض الأكاذيب تجد من يصدقها مهما كانت واضحة وجلية، فالقليل من الناس من يكلف نفسه عناء التحقق أصلا، وإذا وجدت الأكذوبة أرضا خصبة فلا ننتظر بعدها أن يمحص أحد كلاما ليتحقق من صحته، ونظرا لأن غالبية مستخدمي الإنترنت من الشباب، فإن أعمار المتلقين قد تصل إلى عشر سنوات أو أقل، وبالتالي فإنه لا ضمان لتناسب عمر المتلقي مع محتوى الرسالة التي يعدها البعض أو ينقلها للآخرين دون اهتمام أو تفكير فيما يقوم بعمله.
والمتلقون لرسائل البريد الإلكتروني ليسوا بالضرورة على الصورة التي يتصورها البعض، إذ إن هنالك من يتصور أنه حين يبعث بنكتة أو كذبة أنها ستصل إلى صديقه أو أصدقائه على قائمة معينة وينتهي الأمر، ولذا فإنه إن اجتهد في العناية برسالته فإنه يهيئها لذلك العدد اليسير من المتلقين، لكن هل ينتهي الأمر كذلك بالفعل؟ بالطبع لا ، فهناك عدد كبير من مستخدمي البريد الإلكتروني يهوون تحويل الرسائل للآخرين، وبالتالي فإن عدداً لايمكن حصره من القراء يحتمل أن يطلع على هذه الرسالة التي ستحمل اسم كاتبها وعنوان بريده الإلكتروني ليطلع عليه كل من تصله هذه الرسالة بسبب التحويلات التي لم تكن في الحسبان.
إن على المرسل أن يضع في حسبانه أن المتلقي سيحول الرسالة إلى متلقين آخرين لايعرفهم الكاتب، ولا يدرك عقلياتهم، وعلى ذلك فإنه يجب عليه أن يتأكد أن محتوى رسالته بشكل دقيق ومناسب لجمهور لايعرفه كهذا، ولا نبرئ المتلقين من أخطائهم فمن الخطأ أصلا قيام المتلقي بتحويل الرسائل الإلكترونية إلى الآخرين مهما كانت جهاتهم دون إذن من المرسل الأصلي، وفي غالب الأحيان فإن المرسل سيطلب عدم تحويل رسالته إلى الآخرين، فلماذا يسلك هذا المتلقي سلوكا عابثا دون وعي بما يفعل؟ ولطالما وصلتني رسائل تم تناقلها بين الناس حتى وصلت إلى أحدهم ليبعث بها إلي، ولدى محاولة فتح الرسالة أجدها مرفقة في داخل رسالة أخرى، والرسالة الأخرى مرفقة في ثالثة وهكذا دواليك، وحين أصل إلى الرسالة الأصلية أكون قد اطلعت على عناوين عديدة مرت بها هذه الرسالة حتى وصلت إلي، وبهذا يمكن للمتلقي ان يتعرف على خط سير الرسالة بهذه الطريقة اليسيرة فضلا عن الطرق الأكثر دقة في تعقب أصل الرسالة.
ولحل هذه المشكلة يجب علينا إطلاع أبنائنا على حقيقة البريد الإلكتروني، ونظرا لأنه أصبح جزءا من واقعنا التعليمي أو هكذا يراد له أن يصبح، فإنه من الضروري أن يوضح المعلمون ماهية البريد الإلكتروني لطلابهم ويوضحوا لهم أهمية الاستخدام الواعي لهذه الوسيلة الحيوية كما يجب أن يهتم الآباء بتوعية أبنائهم والتأكد من أنهم يتبادلون الرسائل مع أشخاص أو جهات مأمونة الجانب، فهؤلاء الأطفال أمانة في أعناقنا، ولايجب أن نهمل ما يعملونه على الإنترنت بحجة عدم الفهم، فنحن مسؤولون أمام الله عن إتاحة هذه الوسائل لهم التي قد تؤدي إلى الإضرار بهم لا سمح الله، ويبدو أن برامج الإعداد التقني في معاهدنا وبرامجنا التدريبية تحتاج إلى إعادة النظر في طريقة تقديم البريد الإلكتروني للمستخدم وبيان أهمية وطبيعة البريد الإلكتروني وملابسات استخدامه.
فالبريد الإلكتروني أصبح وثيقة رسمية يعتد بها في القوانين الدولية، ولذا، فلا بد من رفع مستوى الوعي ليتعامل المستخدمون معه بوعي وإدراك.وأخيراً أعود لأوكد على أهمية استئذان صاحب الرسالة الأصلية قبل تحويلها إلى غيره فذلك أدب مهم ولايختلف بحال من الأحوال عن الاستئذان في نقل الكلام أو الخبر أو الكتاب المستعار أو غيرها من يد إلى أخرى، والحديث ذو شجون.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved