Tuesday 3rd December,200211023العددالثلاثاء 28 ,رمضان 1423

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

نص سردي نص سردي
المتحف
يوسف بن عبدالرحمن الذكير

صُدفٌ صدته مرتين، وتقاعس أقعده مرات جمة، عن تحقيق جولة طالما تاق لتجوالها بين دهاليز ومسارات المتحف الوطني.. صُدف بدت وكأنما الأقدار تتعمد إعاقته عن سابق ترصد وإصرار!.. فأولى المرات صادفت صباح يوم مخصص للزيارات المسبقة البرمجة، ما عاد يكر إن كان موظف الاستقبال قد قال انها لوفود رسمية او مجموعات طلابية لا يهم، فالأهم أن دخول الأفراد ما كان متاحاً ذلك الصباح ثانيها كان عصر يوم مخصص للعائلات فلا يسمح للذكور بالدخول إلا بصحبة الإناث!.. لم يشفع له تقدمه في السن، ولم تنفع محاولات الإقناع بالاستثناء، فقد رفع موظف الاستقبال في وجهه برنامج الزيارات، تماماً كما يرفع حكم الساحة البطاقة الحمراء في وجه لاعب يحاول التلاعب بأنظمة اللعبة، فمضى خارج الردهة منكساً رأسه، يتمتم بعبارات تحكيها ملامح الاستياء المرسومة على وجهه كلاعب مطرود وعلى رغم أنفه مضت شهور قبل ان تسترعي انتباهه ذات يوم ورقة مطوية، مرمية باهمال على زاوية طاولة عطور ما بعد الحلاقة وما قبل الخروج، المصفوفة أمام مرآة تصفيف العقال على الشماغ، ما ان تفحصها حتى أحيت ذكرى توقه المنسي لزيارة المتحف.
قرأها بعناية عازماً على التخطيط بدقة وعناية تكفل له التغلب على كل ما سبق وان واجهه من معوقات!.. حدد الأوقات المخصصة للذكور الأفراد كبحاً للجام تحكم الأقدار..
فاختار من بينها صباح خميس لا يقعده فيه زحام مرور مكتظ بالمضايقات، بل قرر اصطحاب صديق له تيمناً، لتجنب سوء طالع لازمه كلما زار المتحف بمفرده، على رغم كونه جامعياً جال أقطاراً وسبر أفكاراً ومؤلفات إلا ان سارح وبارح أطيار الأساطير لا تزال تجد لها عشاشاً ما بين تشابك أغصان أيكة الموروثات الخرافية!
***
صديقه كان لتوه قد عاد من حفل تكريم له في الحجاز أقامه ورعاه نادي جدة الأدبي الثقافي، فقد كان من أئمة رواد الأدب الروائي. هاتفه مهنئاً بالتكريم وسلامة العودة، ليتفق معه ان يصحبه صباح الخميس بسيارته، محاولاً تبيكر الموعد دون إثارة تساؤلات صاحبه، الذي ما كان ليشك ان الموعد لا يتعدى لقاءاتهما الدورية الحوارية حول مستجدات الساحة الأدبية والأحداث الجارية. فقد تعمد إخفاء نيته باصطحابه لزيارة المتحف الوطني خشية ممانعة متأصلة في أبناء شعوب العالم النامية عن ارتياد المتاحف، حتى الوطني منها، ناهيك عن أثار الآخرين، إذ لا تكاد ترى سائحاً من تلك البلدان ضمن طوابير ما يزورون من بلدان!.
ما أن ملأ صاحبه، مقعد الصحبة الخالي بجانبه، حتى بادر بتنفيذ أولى خطته بإحكام، ألهاه عن متابعة خط سيرهم، بسيل أسئلة عن رحلته، وتفاصيل حفل تكريمه، التي ما ان اوشك رذاذ أجوبته على النفاد، حتى حفزه على مزيد من الهطلان بسؤال مستفز: ولكن كيف تفسر تكريمك من نادي جدة ونيلك جائزة المفتاحة الأدبية في الجنوب، في ظل غياب ما يماثلها من مدينتك الرياض؟ لا بل حتى مقالاتك تعاني ما يشبه الاعقال من صحفها الرئيسة الكبرى؟! أتراها شللية، ام بيروقراطية، أم هي لا تخرج عن دكتاتورية واستبدادية رؤساء تحرير زوايا ومنتديات أدبية؟!.
ندت عن صاحبه تنهيدة حسرة، رافقتها ضحكة مستقاة من شر البلايا، مجيباً بما يشبه تعزية النفس:
- المرارة تهون إذا ما قارنتي بأحمد ابو دهمان الذي رعى الاحتفاء به في عاصمته الرياض، سفارة أجنبية على إثر ما حظيت به روايته من اهتمام وانتشار في عاصمة الثقافة والأنوار!.
زاد من استفزاز صاحبه بقوله:
- ولكن قد يكون في احتفاء السفارة الأجنبية به في الرياض ما يبرره، فقد كتب روايته بلغتها، فيما تكتب أنت لا بلغة أهل الرياض فحسب بل الكثير من أحداث رواياتك يدور فيها؟!.
احتد صاحبه كما توقع، فأجاب بانفعال: وكيف تبرر مصادرة النسخة العربية من روايته من آخر معرض للكتاب أقيم في الرياض؟!.
أنقذه من استعار حرارة الجدال وصولهما الى مبتغاه، فتلفت صاحبه وعلامات الاستغراب بادية على محياه.. لم يمنحه فرصة للسؤال بل أشار له بالترجل قائلاً:
- قبل ان تستغرب، أردت أن أفاجئك بمكان لا يخطر على بال.. تجوال ينهي الجدال ما بين دهاليز المتحف الوطني الذي أظنك مثلي لم تزوه قط.. فكم للثقافة من مدّعين؟!.
- المتحف الوطني.. والله أنك فاجأتني.
أغلقا أبواب الجدال وهما يترجلان يتفحصان ما حولهما محاولان إخفاء بسمة تشي بإحساس الشعور بالذنب!.
***
مبنى باذخ لم يبخل عليه من رعاه بنفيس.. تصميم رائع حديث تكسوه حجارة بألوان تراثية رملية.. باحة استقبال مرمرية الأرضية.. يتدلى من سقفها رايات اشرادية.. الإنسان والكون.. ما قبل التاريخ.. عصور الجاهلية.. الحضارة الإسلامية.. الدولة السعودية.. بضع من عناوين كتبت على الرايات الملونة المتدلية..
ما أن أرشدهما موظف الاستقبال الى المدخل بعد استيفاء رسم الدخول الزهيد، حتى فاجأهما حجر صلد أسود محمول على مقعد تحته لافتة تقول «نيزك وجد في الربع الخالي» التفت اليه صاحبه وعلامات الشك مرتسمة على وجه قائلاً:
- وكيف عرفوا أنه نيزك.. ربما كان مجرد حجر أسود مثل عشرات من مخلفات الحرات المتناثرة في بلادنا الشاسعة.
- يا سيدي لا يمكن أن تعرض دولة أثراً مزيفاً، ثم ان النيازك تترك آثار حفرها على الأرض، كما ان الربع الخالي كثبان رمال يخلو من الحرات والجبال، ثم لماذا تستغرب، ألم يرجع الكثير من المستكشفين عيون الخرج الواسعة الى احتمال ان تكون آثار اصطدام نيازك من أزمان غابرة؟.
لكن ما فغر فاهيهما دهشة وإعجاباً كان شاشة عرض محاطة بمرايا شبه متوازية من الجهات الأربع، ما أن تظهر صورة على الشاشة حتى تعسكها تلك المرايا بدقة عجيبة لتجعلها تبدو مثل كرة محدبة هائلة، تزيد ما يعرض حجماً وإبهاراً، وخاصة ان تلك الصور كانت لشريط سينمائي يعرض حمماً وإنفجارات جبارة تصور للناظر بداية تكوّن الكون فيما تسمع أصوات تتخللها آيات قرآنية تحض الإنسان على التجوال والنظر والتفكر في استجلاء كيف بدأ الخلق.. معجزة إلهية مذهلة.. ولكنه ما ان اسر الى صاحبه ان تلك الصور تعرض تصوراً لما يسميه علماء الفيزياء الفضائية بالانفجار العظيم الذي يخمنون حدوثه ما بين 14 - 20 مليار سنة مضت، حتى رد صاحبه باستنكار:
- ولكن الله سبحانه وتعالى قد خلق السموات والأرض في ستة أيام.. فكيف تتحدث أنت عن مليارات السنين؟!..
- يا أخي أنت متفتح ومطلع، فإن كان سبحانه قد ذكر في محكم كتابه عن يوم مقداره ألف سنة مما نعد ويوم آخر مقداره خمسون ألف سنة فما يحول دون أن يكون لله جل وعلا أياماً أُخر طولها مليارات السنين؟!.. لو ذكرها في كتابه لما فهمها قوم لا يعرفون المليون آنذاك ناهيك عن المليارات!.
***
* الصالة التالية، كانت بحق مدهشة.. صناديق زجاجية مضاءة في قلبها صخور تبهر من كل الألوان والأشكال مما لا يخطر على بال من لا يعرف عن جزيرة العرب سوى ما يغمرها من رمال!.. كل صخرة لها رقم محدد ما ان يضغط المشاهد زراً بجوار الرقم حتى يضيء مصباح صغير على خريطة تعلو الصندوق مبينة نسب تلك الصخرة الى سلالتها من الجبال.. ما بين صناديق الصخور تنتصب لوحات أسفلها صناديق تحوي أدوات حجرية بدائية عُثر عليها في مناطق متناثرة تمتد من شمال الجزيرة الى الدوادمي، صنعها الإنسان إبان أزمات حقب من العصر الحجري تمتد من عشرة آلاف الى ما قبل مليون عام!.. «مليون عام!..».. هتف صاحبه متعجباً وهو يقرأ اللوحة المعلقة أعلى أول صناديق الزجاج الثلاثة الحاوية على بعض اثار مسيرة الإنسان من مليون عام وحتى بداية التاريخ المدون، ليردف قائلاً بعد ان اتم قراءتها:
- بارك الله في الذي أزال قبة قبر حواء المزعوم.. فاللوحة تقول ان بدايات ذلك الإنسان كانت من ضمن هجرات متتالية بدأت من أفريقيا، فكيف تكون أمهم قد دفنت في جدة.. خرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان!..
كانت تلك المعلومة جرعة تحفيز وضعت بذكاء كي يدلي الزائر بدلاء حب الاستطلاع ليغترف المزيد من جب المعلومات الذي لم يكن سوى جهاز تلفاز ما على الزائر إلا ان يضغط زراً لينثال كمٌ من الرواء بالصوت والصور الملونة، فما أن سمعوا ان نصف مليون عام قد مر على الإنسان قبل ان يستطيع صنع رؤوس الفؤوس والحراب المسننة والمدببة، حتى تملك صاحبنا نفح من الخشوع، ليقول بنبرة أقرب ما تكون الى الابتهال:
* فنهره صاحبه قائلاً:
* وأنت لست منهم.
* .
مما أثار جدلاً طويلاً، فبعض المفسرين قال: إن الراسخون في العلم ليست معطوفة على اسم الجلالة بحيث يفهم منها أنهم راسخون بعلم التأويل بقدرما يعلم الله، وإنما هي مبتدأ للجملة التي تليها التي تؤكد أنهم «يقولون آمنا به كل من عند ربنا» دونما قدرة على التأويل فالراسخون في العلم يُقرّون أنهم غير قادرين على تأويل كل ما جاء في القرآن الكريم مهما أوتوا من علم، وثالثاً يا أخي الكريم ما الضرر من تذكر ما جاء في كتاب الله إن شاهد المؤمن إحدى آيات الله وأدى به الذكر الى مزيد من الإيمان والخشوع؟..
فلا لاهوت ولا كهنوت ما بين العبد وربه في الإسلام..أطفأ لهيب اشتعال الجدال، لوحة جدارية مجسمة رائعة، بما نثرته عليهما من رذاذ الاعجاب، فتعطلت لغة الكلام وخاطبت عيناهما وجنات اللوحة بلغة الدهشة والانبهار..!
***
لم تكن تلك اللوحة رائعة فحسب، وإنما تشكل مدخلاً لبداية التاريخ!.. فقد كانت تزين مدخلا لصالة عرض بداية اختراع الحروف والتدوين، فمنها يبدأ التاريخ المدون، وكل ما قبلها كان تاريخاً أثرياً يطلق عليه المؤرخون حقب ما قبل التاريخ، كانا قد وصلا إليها بعدما جلسا هنية وهم يتجادلون أمام شاشة ضخمة تعرض صوراً ملونة لقلاع وجرار وكثبان وجمال ترسخ صلة الزوار بالبيئة التاريخية للجزيرة العربية، فيما هم مستريحون ضمن رواق عصري، أقرب الى البهو منه إلى ممر.
مثار الدهشة والانبهار بتلك اللوحة الجدارية، أنها تعرض صورة مجسمة حية، لمعركة حربية وكأنما هي مازالت تدور!.. رجال عراة الصدور، بلحى أشبه بالأشورية، مترادفين على جمال يتبادلون القتل بالرماح والسهام، وعلى ساحة المعركة تتناثر أجساد لنياق تنوح ورجال تموت!!.. صورة نابضة بالحياة تعكس صراعات البشر الدمية على الأقوات والأموال.. فهل تغير الحال؟!..
ما أن ولجا صالة التاريخ المدون حتى شاهدا بذور الحروف.. صور بدائية لرؤوس ماشية وطيور وأكواخ أخصبها الفكر فأينعت حروفا مسمارية وهيروغلوفية استقام عودها في أول أبجدية عرفها البشر في (أوجاريت) الفينيقية، رأس شمر السورية، فما الفينيقيون إلا أقوام نزحوا من السواحل الشرقية للجزيرة العربية.. أبجدية تفرع عن جذعها أغصان حروف إغريقية وأرامية ونبطية وعادت الى الموطن الأصل لمخترعيها خطوطاً لحيانية وصفوية في الشمال ومسند في جنوب الجزيرة العربية، فما كان من صاحبنا إلا أن علق بزهو الطاووس وافتخار يدير الرؤوس:
- يقولون ان العرب بدو رحل لا يفقهون.. وينسون أن العرب الرحل الفينيقيون لم يهدوا البشرية أعظم هدية باختراعهم للأبجدية، فارتحلت الى أولى مراكز الحضارات في الجزيرة العربية من عران وتدمر في شمالها مروراً بالبتراء وتيمياء الى سبأ وحمير في الجنوب، بل ارتحلوا بسفنهم لينشروا أبجديتهم في أوروبا ذاتها، وهل من برهان أسطع من أن الانجليز الى اليوم يسمون أبجديتهم (ألفابت) المشتقة من الألفباء العربية؟! لكن صاحبه الوقور سرعان ما خفف من غلوائه بقوله:
- ولكن عليك يا صاحبي ألا تنسى أننا لو كنا كالمستكشفين والرحالة الغربيين ما استطعنا فك رموز تلك اللغات ولا قيمة كنوز تلك الآثار، فمهما كيل للمستشرقين من اتهامات لا تخلو من صحة، إلا أن علينا ان نعترف بفضلهم كما اعترف علامتنا الراحل حمد الجاسر رحمه الله بما علينا لهم في ذلك الميدان، فكم من كنوز خبيئة بين الكثبان لم يعرها أهلها اهتمام ولم نعرف قيمتها لولاهم؟!
احتد صاحبنا كعادته، فسحب صاحبه من يده ليوقفه أمام شاشة تلفاز تعرض قصة اكتشاف قرية الفاو الأثرية، وبلمسة أصبع من يمينه بدأ تشغيله لتسرد القصة بالصوت والصورة، وهو يقول محتداً لصاحبه:
- انظر واسمع، فدون اجحاف أو انكار لدور المستشرقين السابق ولكنك سترى بأم عينيك وتسمع خير برهان واثبات اننا ما عدنا عالة على الغرب بل ان دورنا قد حان للكشف والحفاظ على كنوزنا.
ما أن انتهى العرض حتى أصر على صاحبه ان يتفقد تلك القرية الشاهدة على حضارة العرب.. مجسمات وصور لأسواق ومعابد وأسوار ما أن استعرضوها حتى قادتهم الى صالة تعرض مآثر الغساسنة والمناذرة والتبابعة.. كندة وعبدالقيس ومضر، يزيد من شاعريتها صوت يترنم بعذوبة مردداً بيت فخار يقول:
الا هبي بصحنك وأصبحينا
ولا تبقي خمور الاندرينا
أضناهم السماع والوقوف والمسير، فهبت لنجدتهم مقاعد وثيرة في صالة مضيئة شاهقة الارتفاع، كأنما وضعت عن سابق تخطيط وتحسُّب لتعب أمثالهم من الكهول!..
ما أن التقطوا أنفاسهم واستعادوا حيويتهم حتى لفت نظرهم سلم حديدي، يبدو وكأنه لا ينتمي الى أجواء المكان.. تساءلوا عن جدواه وإن كان يؤدي الى قسم علوي آخر من المتحف أم هو مجرد يقود إلى مكاتب للموظفين؟!.. قرروا قطع الشك باليقين، فقد كان على يسارهم مصعد يكفيهم عناء ارتقاء ذلك السلم الطويل.. فكانت بانتظارهم مفاجأة أخرى..!
***
ما أن فتحت أبواب المصعد حتى كانت أمامهم لوحة ضخمة بجبل الرحمة!.. ترجلوا من المصعد متلفتين فإذا هم في صالة الحضارة الاسلامية.. أمامهم ممر طويل على جانبه مخطط ملون بطول الممر مرسوم عليه الطريق ما بين مكة المكرمة والمديدنة المنورة ومسار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه في طريق الهجرة، فما أن وصلا إلى آخره حتى انهالت على أسماعهم أصوات كغيث السحاب تترنم بأبيات خالدة تقول:
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
ما دعا لله داع
واجهتهم في نهاية الممر حجيرة صغيرة، أثارت فضولهم، ولكن ما أن ولجوا داخلها حتى أضيئت بشاشة كبيرة لتحكي خلفية وأحداث مثيرة لمعركة الاسلام الفاصلة.. «غزوة بدر» بكل خلفياتها وأعداد من شاركوا بها من المسلمين والمشركين.. مواقعهم.. تحركاتهم..
وكيف أمد الله فئة قليلة لتنتصر على ثلاثة أمثالها عدداً بجندٍ من عنده مردفين..!
خرجوا منها لتطالعهم لوحات تضيء بانتشار شعاع شمس الاسلام من أسوار الصين شرقا وعبر قارات ثلاث وصولاً الى جبال فرنسا غرباً.
منعتهم سلاسل ممتدة ما بين أعمدة معدنية عصرية من مواصلة جولتهم.. تنبيه حضاري أكدته عقارب ساعاتهم اليدوية لاقتراب موعد أداء صلاة الظهر، هرعوا إلى أقرب مصعد فهبطوا من علياء الحضارة الإسلامية، تنتابهم مشاعر متضاربة!.
. اعجاب ودهشة بما سمعوا ورأوا.. وحزن وأسى لأنهم لم يروا سعودياً واحداً يرتاد تلك الكنوز.
اقترح صاحبه أن يكتب أحدهما مقالاً والآخر نصاً لعل فيهما ما ينبه المتسكعين في الأسواق والغافلين في أحضان شاشات الانترنت والفضائيات الى التجوال في رحاب متحف يعج بكنوز بلادهم ومآثر أجدادهم، فما كان من صاحبه المشاكس إلا التعقيب بتعليق يحتمل أكثر من تأويل:
- ولا تنسَ آخرين لا يرون جدوى في زيارة متحف فهم يعيشون في متحف ذهني كبير!..
لكنه وافقه في النهاية فكان هذا النص.

 


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved