Car Magazine Wednesday01/08/2007 G Issue 35
أقلام
الاربعاء 18 ,رجب 1428 العدد35

المرور السري تجربة ناجحة
ناصر بن محمد الحميضي(*)

مع ازدياد عدد المخالفات المرورية المرتكبة يوماً عن يوم ومع التزايد المستمر في أعداد المركبات والسائقين وما ينتج عنه من اختناقات مرورية مما يستوجب تواجد دوريات المرور بشكل مستمر على مدار الساعة دعت الحاجة إلى إنشاء ما يسمى بالمرور السري ليكون مسانداً وعوناً لدرويات المرور الأساسية بألوانها المعروفة.

والمرور السري فكرة رائعة جديرة بالاهتمام والتشجيع، فقد ساهم في الحد من ارتكاب العديد من الحوادث والمخالفات المرروية مثل السرعة وتجاوز الإشارة الضوئية فهاتان المخالفتان ترتكب عادة بعيدة عن أعين المرور وهما من المخالفات الخطيرة المسببة للحوادث ولكن بتواجد المرور السري أصبح بعض السائقين المخالفين يحسب للمخالفة ألف حساب فقد يكون المرور السري خلف سيارته مباشرة من حيث لا يدري ليتم إيقافه وتسجيل المخالفة عليه لتكون رادعاً له في كل مرة.

ومما لا شك فيه أن فكرة إنشاء مشروع المرور السري الذي أعلنت عنه الإدارة العامة للمرور قبل فترة لم تأت من فراغ أو لمجرد التجديد في الأساليب والوسائل؛ فالفكرة مميزة وتستحق الدعم والتشجيع للأهداف التي ترمي إليها حتى ولو كان ذلك عن طريق إخافة السائقين بنوع من العقاب الخفي الذي لا يظهر علناً في صورة شرطي مرور أو دورية متحركة؛ فالكثير من السائقين لديهم التزام بتطبيق النظام المروري شكلاً ومضموناً وقلباً وقالباً أمام أعين رجال المرور ولكن بمجرد غيابه عن الشوارع تزداد المخالفات المرورية، سواء من ناحية تجاوز الحد الموضوع للسرعة أو لحالات مختلفة من الضوابط المرورية، ومثال ذلك أمن الطرق الذي يراقب السرعة لا يجد البعض بداً من تهدئة السرعة عند رؤية الدورية أو أضوائها وبعد تجاوزها وتجاوز عين المرور المراقبة تزداد السرعة وكأن المسألة مرتبطة فقط بوجود دورية المرور أو شرطي المرور ومرهونة فقط بالمخالفات التي سيطبقها لو شاهد المخالف دون الاهتمام بدور هذه العقوبة وهدفها كحفظ للنفس والمال من الهلاك التي سيتسبب فيها الشخص بتهوره وسرعته وعدم التزامه بالقوانين وهي الفئة التي قد استهدفها المرور السري لتطبيق العقوبات بشأنها وإلزامها على تطبيق النظام أمام المرور النظامي العلني أو المرور السري غير المعلن لعل هذه الفئة ترتدع وتلزم بالنظام حفظاً لأرواح مرتادي الطرق.

وقد تم تجهيز سيارات المرور السرية بكافة المعدات التي تحتويها الدورية العادية من حيث أجهزة الرادار الخاصة وذات منبه مخفي غير ظاهر للعيان وإضاءة مخفية.

إن فكرة المرور السري وغيرها تحتاج من المجتمع إلى وقفة جادة واحترام متجدد لروح وهدف النظام من أجل الرقي والرفع بمستوى الوعي المروري لدى المجتمع وبخاصة النشء وهي مسؤولية جماعية وليست فردية لا بد من المساهمة في ترسيخها وتعميقها بين أفراد المجتمع كافة فالنظام المرروي بدءا من دور الأسرة والمدرسة وفي محتوى جميع الممارسات التربوية يجب ألا يكون عملاً أو واجباً فقط يؤديه الفرد تحت ضغط ورهبة رجال المرور وإنما يجب أن يؤدى من منطلق إيمان كل فرد من أفراد المجتمع بضرورة الإلتزام بقواعده وضوابطه حماية وحفاظاً للسلامة العامة وتطبيقاً لأهدافه الموضوعة لحماية المجتمع كما يجب الابتعاد عن نظرية التطبيق الجبري المرتبط بدفع غرامات لمن يخالف أو إيقاع العقوبات لمن يرتكب المخالفات لأن ذلك أمر صعب في مضمون التربية السليمة التي أوكلت إليها تربية النشء وطريقة التعامل مع النظام أياً كان والذي وضع لتنظيم حياة المجتمع وحفظ أرواح الناس وممتلكاتهم.

إذاً.. يوماً بعد يوم يثبت لنا مدى نجاح هذه الفكرة على الرغم من قصر مدتها ففكرة تواجد المرور السري لم تطبق عبثاً وإنما بعد عدة دراسات وبحوث مرورية تمخضت عن إنشائها ولو أن أفراد المجتمع لديهم وعي مروري وإحساس بالمخالفات وخطورتها ورقابة ذاتية على النفس فعندها لن نحتاج إلى تواجد المرور السري أبداً وهذا ما نطمح إليه ويطمح إليه كل شرطي مرور، فتحيّة إكبار وإعجاب وتشجيع لهذه الفكرة وتحية إلى كل فرد من أفراد المرور ولهم من الجميع كل التشجيع.

(*) باحث إعلامي nssori777@hotmail.com


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة