* إعداد - محمد العادلي*
عرضت تويوتا خلال معرض جنيف للسيارات لأول مرة نموذج هايبرد أكس وهو نموذج يطرح لغة تصميم جديدة للفئات الهجينة، كما يعرض النموذج تقنية مبتكرة لسيارات جيل المستقبل. ومن الواضح أن الطراز الجديد يمثل رؤية للمركبات المستقبلية الصديقة للبيئة. وهو يتلاءم بشكل واضح مع استراتيجية تويوتا البيئية في توفير تنقل قابل للاستمرارية للعوائل المعاصرة.
صممت هايبرد أكس كسيارة ذات اربعة أبواب بأربعة مقاعد مع فضاء مفتوح. وهي تمتلك أبعاد سيارة العائلة التقليدية مع طول كلي يبلغ 4500 ملم وقاعدة عجلات تبلغ 800 ملم وعرض يبلغ 850 ملم وارتفاع 440 ملم. حيث تم تصميمها من قبل مركز تويوتا الأوروبي للتصميم جنوب فرنسا. وهي تطرح حلولاً مبتكرة غير تقليدية ستصبح بنفسها بصمة لهوية هجينة معينة.
تتبع هذه المركبة القيم الأصيلة لفلسفة تصميم علامة تويوتا التجارية التي تضم عنصرين رئيسيين ثابتين هما العنصر الياباني وعنصر الوضوح النشط.
بالنسبة للعنصر الياباني فإنه يقصد به القبول المحلي والعالمي للتصميم المستوحى يابانياً والشكل الثقافي، بينما يقصد بالوضوح النشط لغة التصميم المستخدمة للتعبير عن العنصر الياباني. ومن خلال الوضوح النشط فإن المصممين سيصبغون مركبات المستقبل بهوية أصلية تماماً وبكثافة عاطفية سيمكن التعرف عليها بتفرد على أنها من صنع تويوتا.
وفي ذات السياق فإن المصممين قد ابتكروا دمجاً غير تقليدي بين القوة وخفة الوزن والعاطفة من خلال شكل البدن المستقبلي. كما أن هناك مزجا في الفكر أيضاً (تعايش بين الخارج والداخل بحيث أنك بمجرد النظر الى الخارج يمكنك تخيل الداخل بوضوح).
بيئة تفاعلية
يقول المصمم الداخلي للمركبة لورينت بوزيج: (لقد تم تخيل هايبرد أكس كتجربة متعددة الحواس. فهناك تصميم يوحي بالرسمية في شكل المركبة والمادة المستخدمة ولكن كل رد فعل آخر مرتبط بحواس الركاب المتعلقة بالصوت والنظر والشم واللمس من خلال بيئة تفاعلية).
عنصر الشكل الأقوى في التصميم الخارجي يكمن في شكلي الحرف (U) اللاتيني المشكلين بواسطة منطقة الهيكل الزجاجي العلوي الكبير ودعامتا الحرف
(A)و(C) اللاتينيان. وعند النظر إلى
المركبة من الأعلى فإن ذلك يعطي الانطباع بحرف(X) اللاتيني الضخم (ومن هنا جاءت التسمية هايبرد أكس).
بالنسبة للدعامتين اللتين تتخذان شكل الحرف(U) فإنهما تسمحان للشكل العام للمركبة بأن يحصل على نموذج ذي ديناميكية هوائية أرقى تعزز أكثر بخطوط السطح الناعمة واللوحة الخلفية المدمجة(SPOILER).
وفي ذات الوقت فإن المنطقة الزجاجية تعزز الرؤية بشكل كبير لتوليد فكرة (الفضاء المفتوح) الذي (يشكل الرؤية) في جميع الاتجاهات، بما في ذلك العلوية.
كذلك فإن أسلوب الدخول والابتكار هي من مزايا أبواب الركاب ذات المفصل الخلفي والتي تفتح إلكترونياً بكبسة زر.
أما خطوط الديناميكا الهوائية الناعمة للمقدمة فإنها لا تقطع من قبل المصابيح الأمامية التي دمجت داخل لوحة المقاييس وباتت الآن جزءًا من التصممي الداخلي للمركبة.
هذه المصابيح المصنوعة من الدايودات الضوئية (ذكية) وهي تظهر أشكالاً رسومية من خلال الأشكال المتحركة متبنية المبدأ التفاعلي لهايبرد أكس للتتواصل بمعلومات السلامة (مثل مسافة الأمان والتعجيل والكبح) مع المشاة والسائقين الآخرين.
أما في الخلف فإن مصابيح الدايودات الضوئية الاقتصادية تشكل حرف(U) آخر، يعكس بصمة التصميم للمركبة ككل.
إن الدمج بين تصميم الخارج والداخل في هذه المركبة واضح من خلال المنحنيات الشديدة للسطوح الداخلية.
وهنا تظهر الحلول التي تتناسب مع شكل الجسم البشري والتجربة المتعددة الحواس لضمان استجابة المركبة لاحتياجات الإنسان.
العنصر البشري قد تم التأكيد عليه أكثر عبر الرسم الفني المطبوع على لوحة الباب الداخلية.
ناشر عطر في المقصورة
ويمكن للسائق أن يعدل البيئة داخل المركبة عبر شاشة تفاعلية بغرض السيطرة على الحواس الأربع النظر والسمع واللمس والشم.
كما توفر انظمة الإضاءة بالدايودات الضوئية داخل السيارة إنارة متنوعة وهي تتغير بتناغم مع خلفيات موسيقية متغيرة.
وهناك ناشر للعطر يملأ الهواء بعبير خفيف ومهدئ بينما يوفر استخدام العديد من المواد والأنسجة المختلفة في السطوح الداخلية ملمساً متنوعاً.
بالنسبة لوسادة التوجيه التي تستعمل تقنية القيادة بالسلك (Drive-
by-wire) فإنها تتميز بوجود شاشة في
مركزها لتنقل معلومات الطاقة الضرورية الى السائق حول مسار انسياب الطاقة واستهلاك الوقود وموقع عتلة السرعة. بالنسبة للملاحة التفاعلية والتوصيل بالبلوتوث فإنهما متوفران بواسطة شاشة ثانية في مواجهة السائق.
هنالك شاشة لمس ثالثة في مجموعة التحكم الوسطية وهي تتحكم بإعدادات البيئة مثل أنظمة الترفيه والصوت وتشغيل الأضوية وتكييف الهواء.
أما المفاتيح الحساسة للمس على وسادة التوجيه فإنها تسمح للسائق بالتنقل بين المعلومات على الشاشات.
بالنسبة للمقاعد التي تدخر الحيز فإنها قد شكلت باستعمال تقنيات حقن المطاط والتي توفر الراحة وتقلل الوزن. وبغرض ترقية التفاعل البشري، فإن المقعدين الخلفيين المستقلين يمكن أن يتحركا بزوايا للسماح للركاب بالتمتع بالمنظر الذي يتوفر لهم أثناء السفر.
في الوقت الحاضر من الواضح أن هايبرد أكس مركبة مبتكرة يمكن أن توفر قيادة اقتصادية ونظيفة ومريحة.
وهي تعد خطوة قريبة من رؤية تويوتا لتكنولوجيا القيادة البيئية القصوى وإن تصميمها سيؤثر في مجمل علامة تويوتا التجارية وطرزها الهجينة في المستقبل.
