إعداد - د. نهاد ربيع البحيري *

عندما يبلغ أطفالك عمر 9 سنوات فما فوق، ينتقل التركيز في سلامتهم بالسيارة إلى الاستخدام الجيد لأحزمة الأمان، فقد يشعر الأب بأن الأمور أصبحت أكثر بساطة وسهولة عند الاستغناء عن مقاعد الأمان المخصصة للأطفال وأنه لا حاجة لوضعها في سيارته لأن الأبناء قد كبروا.. إلا أن هناك خطوات ضرورية لا بد من اتباعها لكل من الأب والأبناء للمحافظة على السلامة.

أحزمة المقاعد

استخدام أحزمة الأمان للأطفال في المرحلة العمرية من 9-12

عند بلوغ الطفل هذه السن فمن المفترض أن يكون على استعداد لاستخدام أحزمة المقاعد، لذلك توجد اعتبارات جديدة يجب مراعاتها عند الانتقال من مقاعد الأطفال إلى مقاعد الكبار واستخدام الأحزمة. وهي:

ماذا يحدث أثناء الاصطدام؟

عند وقوع حادث ومن شدة الاصطدام يصل الطفل المثبت جيداً إلى حالة الوقوف بطريقة تدريجية في السيارة، أما إذا لم يكن الطفل مثبتاً جيداً بمقعد الأمان أو غير مثبت على الإطلاق فسيستمر في الاندفاع للأمام بنفس السرعة إلى أن يصطدم بالسيارة من الداخل، أما الأطفال المثبتين بأحزمة المقاعد فسيتوقفون تدريجياً رغم اندفاع السيارة، ويقل احتمال إصابتهم، وهذا السبب الذى من أجله يجب تثبيت الأطفال بأحزمة المقاعد جيداً في كل مرة يركبون السيارة.

أسئلة مهمة؟

هل أنت واثق من أن طفلك مستعد للتعامل مع أحزمة المقاعد الخاصة بالكبار؟

يجب أن تلتزم بتثبيت طفلك بمقاعد الأمان المخصصة للأطفال إلى أن تتناسب أحزمة الأمان مع حجمه عندما يكبر ويصل إلى سن 9 سنوات تقريباً.

ومن الضروري أن يكون حزام الأمان محكماً ومناسباً عند تثبيته على جسم الطفل، ولكي تفحص مدى ملاءمة حزام الأمان لطفلك تقدم الأكاديمية الأمريكية للأطفال الاقتراحات التالية:

* هل يتمتع طفلك بطول مناسب بحيث يجلس على مقعد السيارة مستنداً بظهره على ظهر المقعد ويثني رجليه على حافة المقعد وتتدلى ركبتاه وقدماه لأسفل؟

* هل يثني الطفل ركبتيه بشكل واف على حافة مقعد السيارة؟

* هل يمكن وضع حزام المقعد ماراً بصدر الطفل وليس على رقبته أو وجهه، وهل الحزام السفلي منخفض ومفصل على نحو مريح ماراً عبر الفخذين وليس عبر البطن؟

نصائح

* يجب أن يمر حزام الصدر بين الرقبة والكتف.

* لا ينصح أبدا بوضع حزام الصدر خلف ظهر الطفل أو تحت ذراعه، وتستطيع استخدام الأجزاء التي تساعد على ضبط ارتفاع الحزام والمثبتة بمقعد السيارة بشكل أصلي لجعل حزام الكتف أكثر ثباتاً.

* يجب أن يستقر الحزام السفلي بشكل مريح على مقاس جسم الطفل أسفل عظام الحوض.

* لبعض السيارات حزام سفلي واحد فقط في المقاعد الخلفية؛ لذا إذا لم يكن متوفراً بسيارتك أحزمة الكتف، فعليك إعادة تثبيتها مرة أخرى لمزيد من الأمان.

أنت القدوة

كن نموذجاً يحتذى به:

- يراعى تثبيت الأب لحزام الأمان له ولأطفاله كلما ركب سيارته ليكون مثالاً يحتذى به لطفله.

- يجب أن يعرف طفلك أن القضايا المرتبطة بالسلامة ليست قابلة للمناقشة، فإذا رفض طفلك ارتداء حزام الأمان فلا تبدأ قيادة سيارتك أبداً إلا بعد ارتدائه لحزام الأمان، أما إذا فك الطفل الحزام أثناء سير السيارة فعليك أن توقف السيارة في مكان آمن حتى تجذب الحزام وتثبت طفلك مرة أخرى.

- يجب ارتداء حزام الأمان مهما كانت قلة المسافة التي ستقطعها مع طفلك، فأكثر الحوادث هي ما تحدث على بعد 5 إلى 10 دقائق من المنزل.

أحزمة المراهقين

إذا تخطى طفلك عمر الثالثة عشرة من عمره فانتبه جيداً وكن مصراً على ارتدائه لحزام الأمان، حيث أشارت الدراسات الحديثة إلى أن نصف عدد الأطفال في سن المراهقة لا يبالون بارتداء أحزمة الأمان، وتعتبر سن المراهقة هي السن المناسبة التي يجب أن يعلم الأب فيها طفله المراهق عادات السلامة التي ستحميهم في الأعوام التالية، وبخاصة عند قيادة السيارة بمفرده أو مع غيره من المراهقين، وهناك نصائح مهامة تفيد الأب في الحفاظ على سلامة أبنائه المراهقين:

- يجب أن يضع الأب في اعتباره أن طفله المراهق الذي بدأ في قيادة السيارة من المؤكد أنه أقل خبرة في قيادة السيارة عن الكبار، وبالتالي فهو أكثر تعرضاً للحوادث بمقدار أربعة أضعاف من تعرض الكبار لها.

- دع طفلك المراهق وأصدقاءه يعلمون تمام العلم أن عدم ارتداء أحزمة الأمان يمثل مخالفة كبيرة للقوانين المرورية المتبعة في المنطقة وأن عقوبتها كبيرة.

- حاول تجنب جميع مظاهر التشتت أثناء قيادتك للسيارة حتى يتعلم طفلك كيف يكون التركيز أثناء القيادة ومن تلك المظاهر: الهاتف الجوال، أو النظر إلى شيء داخل السيارة، أو التعامل مع التكنولوجيا مثل جهاز السي دي، أو الشرود بالفكر لدرجة فقدان التركيز.

- انتهز الفرص والمواقف المناسبة على الطريق لتعليم طفلك المراهق أموراً تفيده كثيراً للحفاظ على السلامة.

- ينصح بتحريك المقاعد الأمامية للخلف بقدر الإمكان بعيداً عن تابلوه السيارة.

- ينصح بتجنب الاستناد للأمام كثيراً لتغيير محطات الراديو أو تغيير السي دي.

- ينصح بالجلوس معتدلاً بحيث يرتكن الظهر جيداً على ظهر المقعد.

- تعتبر الأشهر الستة الأولى في قيادة طفلك المراهق لسيارته هي فترة حرجة وغاية في الخطورة حيث يكون المراهق أقل خبرة وبالتالي أقل قدرة على الاستجابة السليمة للمشكلات.

- ينصح في تلك الفترة الحرجة بتقليل مدة قيادة طفلك للسيارة وبخاصة في الليل ومن الأفضل مرافقته أثناء قيادته في الليل.