Car Magazine Wednesday07/02/2007 G Issue 10
استطلاع
الاربعاء 19 ,محرم 1428 العدد10

حين تشتت المرأة ذهن السائق
نون النسوة وراء كوابيس الحوادث المرورية

* استطلاع - وسيلة محمود الحلبي *

كشفت دراسة أجراها الدكتور فهد عبدالكريم تركستاني من جامعة أم القرى أن النساء يتسببن في 50% من الحوادث المرورية بالمملكة رغم أنهن لا يقدن السيارات في الوقت الراهن. وأبان في دراسته أن الكثير منهن يعبرن الشارع العام دون تحسب للسيارات العابرة التي عادة ما يقودها أصحابها بسرعة عالية فيحدث ما لا تحمد عقباه.

وتشير الدراسة إلى أن الكثير من السيدات يركبن السيارات (الفارهة) مع السائق الخاص الذي عادة يكون ملماً بأصول القيادة وأنظمة المرور ولكن تدخل المرأة بطريق غير مباشر في القيادة من خلال إصدار أوامرها للسائق دون إلمامها بأبسط قواعد السلامة المرورية يؤدي إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية، حيث إن بعض السيدات الراكبات في المقاعد الخلفية لدى مرورهن بالأسواق التجارية يصدرن أوامرهن للسائق بإيقاف السيارة في نفس اللحظة دون أي اعتبار لما يسببه هذا التوقف المفاجئ من حوادث. ويؤكد الباحث الدكتور تركستاني أن السائق لا دخل له في هذا الأمر؛ فهو منفذ لأوامر سيدته خوفاً منها، ويتناسى كل قواعد السلامة المرورية، فمثل هذا التوقف قد يؤدي إلى وقوع حوادث مرورية من سيارات أخرى مسرعة في الإطار نفسه أو عدم تنبؤ سائق آخر لهذا التوقف المفاجئ وما إلى ذلك.

أوامر نسائية

وقد تطرق الدكتور تركستاني إلى الكثير من التصرفات من بعض السيدات التي تسبب الحوادث المرورية، ومنها: فتح باب السيارة والخروج للتسوق دون توخي الحذر من السيارات السائرة في الطريق، أو الوقوف في الأماكن المزدحمة لشراء بعض المستلزمات بإصدار أوامرها للسائق بعدم تحريك السيارة حتى لو أدى الأمر إلى حصوله على مخالفة مرورية.

وأوضح أن من بين الحالات التي تجعل المرأة سبباً في وقوع الكثير من الحوادث تشتت انتباه السائق بالحديث معه خلال قيادته المركبة ومناولته بعض النقود لشراء بعض المستلزمات المنزلية، أو تغيير شريط التسجيل أو رفع صوت المذياع ومناولتها بعض الأوراق، فكل هذه التصرفات التي نراها بسيطة يراها رجل الأمن سبباً في وقوع الحوادث. وتشير الدراسة إلى أن اصطحاب الكثير من النساء أطفالهن وتركهم يجلسون في المقاعد الأمامية مع السائق حيث يحلو لهم اللعب معه يشتت انتباهه ويسبب له المضايقة وعدم تمكينه من السيطرة على المركبة بشكل جيِّد.

تصرفات مرفوضة

ويلفت الدكتور التركستاني الأنظار إلى تدخل بعض النساء في عمل رجل الأمن خاصة إذا عمل سائقها مخالفة مرورية، فتدخل معه في جدال، وإذا كانت المرأة مع زوجها في السيارة تدخل معه أحياناً في حوار طويل ونقاش قد يفقده التركيز في قيادة المركبة، وكذا محادثته وهو يقود السيارة بالهاتف الجوال وإخباره ببعض الأخبار أو الأمور السيئة؛ ما يفقده السيطرة على سيارته.

وتتطرق الدراسة إلى بعض التصرفات غير السوية من بعض السيدات اللاتي يخرجن متبرجات كاشفات وجوههن فيلفتن انتباه القاصي والداني معرضات أنفسهن لبعض المعاكسات من بعض الشباب الذين يتبعونهن بسياراتهم، وقد يؤدي هذا الأمر إلى بعض الحوادث المرورية التي تكون هي السبب الرئيس فيها. ويطالب الدكتور التركستاني بضرورة تثقيف المرأة مرورياً وتعريفها ببعض الأساسيات المرورية، مقترحاً على الجهات المعنية عدم تسجيل أي سيارة باسم امرأة إلا بعد اجتيازها دورة تثقيفية لتعريفها بقواعد السلامة المرورية على أن تتولى الجامعات والكليات تنظيم هذه الدورات.

دورات تثقيفية للسيدات

مجلة نادي السيارات استطلعت آراء العديد من السيدات حول هذه الدراسة القيمة ورأيهن فيها ومعرفة صحة ما توصلت إليه.. فقد أكدت هيا عبدالقاضي (معلمة) أن ما توصل إليه الدكتور تركستاني في دراسته مطابق للواقع، حيث نشاهد هذه التصرفات يومياً من النساء مع أزواجهن والسائقين، وأشارت إلى أهمية توعية المرأة بأساليب وقواعد السلامة المرورية حفاظاً على حياتها وحياة الآخرين، مؤكدة إمكانية هذا الأمر من خلال التنسيق مع الجامعات والكليات لإقامة (دورات تثقيفية للسيدات)، وأكدت استفادة المرأة حالياً من المحاضرات التي تنظمها الحملات الوطنية للتوعية المرورية والتي استهدفت المرأة في كل مكان، ولكن الدورات تبقى أكثر منفعة وإلماماً بكل القواعد المرورية وأسس السلامة، كما تؤكد ضرورة تعاون الجهات الأمنية مع الجامعات والهلال الأحمر لتكون الدورات شاملة (التوعية والإسعاف معاً) وتعطى الدارسات شهادات حضور بذلك.

واقع ملموس

وتشير (فوزية الهوساوي) مديرة مدرسة إلى أن الواقع المشاهد يومياً يثبت صحة دراسة الدكتور تركستاني فتقول: يومياً وعلى أبواب المدرسة أرى الكثير من السيارات الفارهة وفيها السيدات، والسائق المسكين تحت الطلب ومنفذ للأوامر فقط، وهنا تشدد الأستاذة فوزية على أهمية تثقيف السيدات مرورياً وتعريفهن بأمور القيادة والسلامة المرورية والإسعافات الأولية.

بينما تُعرب أم عبدالرحمن مساعدة إدارية عن دهشتها بالقول إن المرأة تتسبب في (50%) من الحوادث المرورية!.. وتعتقد بأن نسبة قليلة منهن يتدخلن في المركبة ولا بد أن تترك المرأة حرية القيادة كاملة لقائد المركبة وأن تخبره مسبقاً عن خط سيره حتى لا يقع في المحظور.

لكنها تؤيد فكرة عمل دورات تثقيفية للمرأة مدتها شهر على الأقل مع تدريبها أيضاً على الإسعافات بتعاون الجهات المسؤولة في الأمن والتعليم والهلال الأحمر السعودي فالتثقيف المروري أمر ضروري.. وهي ستكون من أولى النساء اللواتي سيدخلن هذه الدورات.

السيدة أم حسن البار قالت: أتمنى أن تعي المرأة مسؤولياتها فهي كثيرة وعظيمة، لا بد أن تتقي الله في أبنائها فهي المسؤولة عنهم، وعليها أن تعرف الأماكن التي يذهبون إليها وبرفقة مَنْ، ومتى يعودون إلى المنزل ومتى يخرجون، كما أنه عليها الإحاطة بكل شيء عنهم، فالأبناء هم شباب الأمة ورجال المستقبل، فمسؤوليتها كبيرة وعظيمة وعليها التقيد بالشريعة الإسلامية وتربية النشء التربية الصالحة وزرع الأخلاق الحميدة في نفوسهم وملء فراغهم بما يعود عليهم بالنفع. وأشدد هنا على المراقبة وأنا أتوقع خيراً من تلك الدراسة القيمة وأنصح المرأة بعدم إشغال قائد المركبة أثناء القيادة.. مؤكدة ضرورة تثقيف المرأة مرورياً وأمنياً عن طريق الندوات والمحاضرات والورش والدورات.

الرقابة الذاتية

الدكتورة فائقة السعدي تقول: حقاً.. كثير من النساء يتسببن في الحوادث المرورية بطريق أو بآخر؛ فالمرأة دائماً متسرعة في أخذ القرارات وتغيير رأيها أسرع من لمح البصر.. وهذا يؤثر كثيراً في قائد المركبة ويربكه.

وأكدت ضرورة تثقيف المرأة مرورياً لتتوخى الحذر في التحدث مع السائق وإصدار الأوامر له أثناء الطريق، وتركها لأولادها يعبثون بالسيارة كيفما شاؤوا أثناء القيادة دون اعتبار لأي موقف قد يحدث فجأة.. فنحن نحتاج إلى وعي الضمير والرقابة الذاتية قبل وجود رجل المرور الذي قد يخاف منه البعض وعلينا أن نكون كلنا رجل مرور امرأة أو رجلاً.

الدكتورة بدرية المعتاز قالت: حقاً المرأة نصف المجتمع ولا بد من تثقيفها مرورياً وأمنياً، ولا شك أن للمرأة دوراً كبيراً في وقوع الحوادث المرورية، وهذا أمر لا يمكن أن نخفيه، وأن التوعية قد تفتح أذهان الناس من الجنسين إلى الخطر المحدق بهم والسم الذي ينتشر في جسد المجتمع ألا وهو (كثرة الحوادث) نتيجة الإهمال والسرعة، ولا بد من التوعية الدائمة طويلة الأمد لقواعد السلامة المرورية.

الدكتورة مضاوي حمد الهطلاني تدعو أيضاً بدورها إلى التثقيف المروري والأمني للمرأة والأبناء والشباب، وإلى ضرورة التثقيف المروري والأمني لطلاب المدارس وطالباتها بحيث يدرج ذلك ضمن المنهج الدراسي في كتاب (التربية الوطنية) لنحصل على جيل واع يعرف الأنظمة ويطبقها وبذلك نخفف من حدة الحوادث والقتلى والجرحى والمشلولين والمصابين والمقعدين من جرائها، ونزرع الابتسامة على شفاه الأمهات والزوجات والأبناء ونقلل من الأحزان والصدمات النفسية التي تسببها الحوادث.

وتقول: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.. فلا بد من درايتها بأبنائها، وحفاظها عليهم وعدم تدليلهم وإهدائهم مفتاح السيارة؛ لأننا بذلك (ندفعهم للموت بأيدينا)، موضحة أن (الأمية المرورية والأمنية) خطرة جداً لأنها قد تشكل الوعي العام لضوابط السلامة المرورية؛ لذلك نرى من يقطع الإشارة ومن يسابق الريح في الشوارع الفرعية، ومن يتخذ السيارة للتفاخر والتباهي بقدراته الخارقة في التجاوز والتحدي وإثارة غضب شركائه الذين يستخدمون نفس الطريق.. فهم يرتكبون أخطاء في حق أنفسهم وحق الغير.. وأدعو المرأة إلى عدم التحدث مع السائق وعدم ترك أطفالها يعبثون بالسيارة أثناء السير.. وبذلك ربما نتجاوز نسبة (50%) من النساء اللاتي يتسببن في الحوادث المرورية.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة