إن مشكلة ارتفاع معدلات الحوادث ومخالفات المرور بين السائقين صغار السن، هذه المشكلة، اهتم بها الباحثون والدارسون بسلامة المرور، هذه المشكلة معقدة للغاية، وتنطوي على مظاهر للفروق الفردية بين السائقين، إضافة إلى عوامل اجتماعية أخرى.

ففي دراسة تناولت السائقين صغار السن، قام بيمش ومافيتي بمقارنة مجموعتين من السائقين الذكور الذين تراوحت أعمارهم بين 16 19 سنة، وقد كانت إحدى المجموعتين تتكون من 84 سائقاً ارتكب كل واحد منهم مخالفتين مروريتين أو أكثر، وتتكون المجموعة الأخرى من 186 سائقاً لم يرتكبوا مخالفات قط.

وقد حاول الباحثان اكتشاف وجود أي فروق في سمات الشخصية بين هاتين المجموعتين من السائقين. كما حاولا الكشف عما إذا كانت هذه الفروق، بين السائقين المخالفين فقط كذلك أراد الباحثان أن يكتشفا إذا ما كانت لتلك الفروق علاقة باتجاهات السائق المخالف نحو أسرته أو نحو مجتمعه. إذ كان هدف الدراسة ابتكار وسائل يستطاع بها الكشف عن السائقين الذين يمكنهم أن يفيدوا من برامج التدريب والتوجيه.

وقد تم تطبيق مجموعة كبيرة من الاختبارات النفسية على هؤلاء السائقين.

وقد وجد الباحثان فروقاً سيكولوجية دالة إحصائياً بين مجموعتي المخالفين وغير المخالفين على اختبارات: الاتزان الانفعالي، والموافقة والموضوعية والمزاج.

لذا، استنتج الباحثان أن جماعة المخالفين:

1 لا يفكرون بصورة جيدة فيما ينطوي عليه سلوكهم سواء نحو أنفسهم أو نحو الآخرين.

2 يغلب أن يكونوا في خصام مع الآخرين بما فيهم أقرباؤهم الأقربون.

3 يتصفون بالتمرد والأنانية.

4 إحساسهم بعدم الثقة في أنفسهم والحساسية الزائدة وشعورهم بعدم أهميتهم.

يقول مارتن: يرتكب السائقون الأحداث المخالفات في قيادتهم للسيارات، لأن الحدث يعتقد أن ذلك متوقع منه.

في الختام يمكن القول إن فكرتنا عن بعض الأسباب التي تقف وراء السلوك الغريب في قيادة السيارات الذي يشيع في أوساط الصبية الصغار، قد أصبحت واضحة أمامنا الآن.