الفوضى تعني انعدام الأمن.. وإذا هاجر الأمن بكل معانيه رحلت من الأنفس والديار والأوطان كل مقومات الراحة والهدوء ليتسنى لطوابير الخوف والقلق والاضطراب أن تحل من كل حدب وصوب لهذا كانت الدول والأمم والشعوب تسعى إلى فرض الأمن بكل الطرق وبشتى الأساليب لأنه في ظل انعدام الأمن لن تقوم للحضارة والرقي قائمة. من هنا حرصت حكومة المملكة على الأخذ بكل ما يحقق مفهوم الأمن ويساعد على استمراره وتطوره.
لقد كانت ندوة (الأمن مسؤولية الجميع) انطلاقة نحو مجتمع آمن أو أمن مجتمعي وهذه العبارة تدل بكل وضوح على ألا أحد معذور في القيام بمسؤوليته تجاه أمن وسلامة هذا الوطن. حتى المرأة في منزلها مسؤولة عن أمن وسلامة الوطن ولكن بالمفهوم الذي يحقق السلامة من حيث هي سلامة. الأم مدرسة كبرى ومعلم فريد وأستاذ موقر هي الجامعة الأولى التي تغرس كل مفاهيم الأمن والسلامة عند الأجيال: الأمن العقدي - الأمن الفكري - الأمن السلوكي - الأمن المجتمعي، ناهيك عن دور الأب - الأخ - الأخت - الجد - والجدة.
الكل أمناء على سلامة الوطن من التلوث أياً كان. إن زراعة الحس الأمني في نفوس الناس من مواطنين ومقيمين وزوار لهذا البلد مشروع جبار تشترك فيه جميع المؤسسات والأشخاص والهيئات ولأن حديثنا في هذا المقام لا بد أن ينوه إلى أمن الطريق وسالكيه، فهذه واحدة من العقبات الكبار التي لا بد من إعادة النظر فيها لما ذهبت من أرواح وأزهقت من أنفس وأهدرت من أموال. نحن من أوائل دول العالم في الحوادث المميتة. لدينا مليارات من الريالات مهدرة. عندنا خلل كبير في الطرق. لا بد له من حلول وكلنا أمل أن تجد هذه الإحصاءات طريقها إلى التقليل أما الزوال فهو أمر مستحيل. أعود على بدء لأقول:
الأمن مسؤولية الجميع مع اختلاف درجات هذه المسؤولية.
إشراقة:
(لَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ(.