Car Magazine Wednesday  29/10/2008 G Issue 82

الاربعاء 30 ,شوال 1429   العدد  82

 

 

في هذا العدد

 

جديد

 
بريـوس 2009 تتقدم إلى قمة الهجين

 

 

إعداد - أشرف البربري:

بعد أن نجحت مغامرة تويوتا منذ سنوات في تقديم سيارتها الهجين بريوس التي تعمل بالكهرباء والوقود، قرّرت الشركة طرح جيل جديد من هذا الطراز بإمكانيات أكبر وتنوّع أكثر.

ويؤكد الخبراء أنّ زيادة قوة المحرك في الجيل الجديد هو استجابة ذكية لاحتياجات وتفضيلات العملاء، فما دامت تكنولوجـيا الهجــين قلّلت من استهلاك السيارة للوقود بشكل عام، فلماذا لا تتم الاستعانة بمحرك سعته أعلى لتحقيق مستوى أفضل من الأداء.

والسيارة التي ستطرح في الأسواق بنهاية العام الحالي ستزوّد بمحرك سعته 1.8 لتر مقابل 1.5 لتر في الجيل الحالي، أمّا بالنسبة لأبعاد الجسم الخارجي للسيارة، فسيزيد عرضها عدّة بوصات مع تقليل الطول عدّة بوصات أيضاً.

قصة الهجين

تعني كلمة هجين أنّ السيارة تعمل بمحرك يمكن تشغيله بالوقود التقليدي مثل البنزين أو السولار إضافة إلى الكهرباء، بهدف تقليل استهلاك للوقود إلى مستوى جالون لكل 40 ميلاً وربما جالون لكل 50 ميلاّ في بعض الحالات.

وعند طرح هذه السيارات كانت شعبيتها محدودة، ربما بسبب انخفاض أسعار الوقود حينها، ولكن الارتفاعات المتلاحقة في أسعار الوقود ووصولها إلى مستويات قياسية جعل هذه السيارات الغالية ثمناً نسبياً اختياراً مناسباً للعديد من عشاق السيارات.

وعملت تويوتا على إعادة رسم خريطة سوق السيارات في العالم بالعمل على تقديم سيارة مدمجة صغيرة الحجم بالغة التطور التقني فائقة القوة والأداء، فظهرت بريوس منذ 10 سنوات تقريباً، حيث كانت أول سيارة هجين تطرح في الأسواق على نطاق تجاري في العالم، وكانت مزوّدة بالمحرك الهجين (هايبرد سينرجي درايف). وحافظت بريوس على نصيب الأسد في سوق سيارات الهجين خلال السنوات العشر الماضية، ولكن تويوتا أدركت أنّ المنافسة في السنوات القادمة ستكون أشد ضراوة، بعد أن دخلت المنافسة على سوق سيارات الهجين شركات، كبيرة مثل هوندا وجنرال موتورز وبي إم دبليو وكذلك دايملر بنز.

لذلك جاء الجيل الجديد من بريوس الذي تعتزم الشركة تدشينه رسمياً مطلع العام المقبل خلال معرض ديترويت الدولي للسيارات، أحد أهم الأحداث العالمية في هذا المجال.

الشحن في المنزل

ستزوّد تويوتا سيارة بريوس بأحد أشكال تكنولوجيا الشحن من كهرباء المنزل العادية، إلى جانب بطارية الليثيوم المؤين القابلة لإعادة الشحن، كبديل للبطارية الحالية المصنوعة من النيكل، حيث إنّ بطاريات الليثيوم أقوى وأخف وزناً.

ويمكن القول إن بريوس 2009 ستكون ثورة حقيقية في عالم سيارات الهجين، وستختلف تماماً عن الكثير من الكهربائية والهجين التي تابعها العالم خلال السنوات الخمس الماضية، كما أنّ انتقالها إلى العمل ببطارية يمكن إعادة شحنها من أي مصدر كهرباء منزلي، يعني زيادة مدى عمل السيارة بالكهرباء، وفي أسوأ الظروف لن تحتاج لأكثر من البحث عن أي (توصيلة) كهرباء لإعادة شحن البطارية ومواصلة العمل.

ويعني هذا من وجهة نظر الخبراء انطلاق بريوس إلى آفاق جديدة تماماً في عالم السيارات صديقة البيئة.

وتعترف تويوتا بصعوبة تحقيق هذه الخطوة في الدفعة الأولى من بريوس بسبب العديد من العوامل، أبرزها عدم وجود بطاريات ليثيوم قابلة لإعادة الشحن بالكهرباء المنزلية يمكن الاعتماد عليها بصورة كاملة، لذلك تشير تويوتا إلى المشروع الذي تنفذه حالياً بالتعاون مع شركة الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية اليابانية الشهيرة باناسونيك من أجل تطوير جيل جديد من هذه البطاريات لعصر السيارة الكهربائية.

الأمن والسلامة

إذا كانت الأنظار تتجه عند الحديث عن السيارة الهجين عن نوعية البطارية وطريقة الحصول على الطاقة الكهربائية، فإنّ تويوتا أعطت لعوامل الأمن والسلامة في بريوس 2009 اهتماماً كبيراً، حيث تستخدم نوعاً من الصلب عالي الصلابة في صناعة الهيكل الأساسي إلى جانب نظام تعليق متطور يعتمد على ثلاثة أجزاء مستقلة لتحقيق المرونة الكاملة للسيارة مع القدرة على المناورة.

سياج من السرية

رغم أن تويوتا تحاول فرض سياج من السرية على الكثير من تفاصيل بريوس 2009، فإنّ ما تسرّب من معلومات يؤكد أنها ستكون تحفة فنية وتكنولوجية بالفعل.

ورغم الحفاظ بالملامح الرئيسية لشكل بريوس، فقد أعيد تصميم مقدمة السيارة لإضفاء طابع رياضي عليها من ناحية، والتأكيد على تفردها في عالم السيارات باعتبارها قفزة في مجال السيارات الهجين.

ويقول الخبراء إنّ الشكل المائل للمصابيح الأمامية وزاوية الانحراف المنفرجة للزجاج الأمامي مع غطاء المحرك يعطي بريوس 2009 شكلاً رياضياً صريحاً مقارنة بالجيل الحالي. ويصل الطول الجديد للسيارة إلى 179 بوصة مقابل 175 بوصة للجيل الحالي وهو ما يعطي الفرصة أمام زيادة مساحة الصالون وحشد مجموعة جديدة من عوامل الرفاهية والفخامة فيه.

أداء عالٍ واستهلاك أقل

تصل قوة المحرك الجديد عند العمل بالبنزين إلى 100 حصان مع عزم شدته 105 لبرة لكل قدم، في حين تصل قوة المحرك عند العمل بالكهرباء إلى 60 حصاناً، وهو ما يجعل من بريوس أقوى سيارة هجين في الأسواق. كما أن السيارة الجديدة وفقاً للمعلومات المتسربة عن الاختبارات التي أجرتها لها تويوتا حققت معدل تسارع مرتفعاً، حيث تستطيع الانطلاق من الثبات إلى سرعة 96 كيلو متراً في الساعة خلال 9.5 ثانية فقط. أما السرعة القصوى للسيارة فتصل إلى حوالي 180 كيلو متراً في الساعة.

وربما تصور البعض أن زيادة قوة محرك بريوس 2009 يعني أن استهلاكها للوقود سوف يكون أكثر من الجيل الحالي، لكن المفاجأة التي تحملها تويوتا هي العكس تماماً, حيث يؤكد مهندسو الشركة اليابانية أن معدلات استهلاك بريوس 2009 للوقود ستكون أقل من الجيل الحالي بفضل تطوير المحرك الهجين الذي يعطي للجزء الكهربائي منه دوراً أكبر في تسيير السيارة على حساب الجزء الذي يعمل بالوقود التقليدي، وهو ما يؤدي في النهاية إلى خفض معدل استهلاك البنزين.

ويقول المهندسون إنه على عشاق السيارات الهجين والباحثين عن أقل السيارات استهلاكاً للبنزين ألاّ يفاجأوا عندما يكتشفون أن بريوس 2009 تسير داخل المدن وعند السرعات المنخفضة دون أن تستهلك نقطة بنزين واحدة.

الأقل تكلفة

أخيراً ستكون الضربة (القاضية) من تويوتا التي ستوجهها لمنافسيها في سوق السيارات الهجين وهي السعر المثير للسيارة الجديدة .. فالتقارير تقول إنه يمكن شراء بريوس هجين ذات دفع رباعي بسعر لا يزيد على 21 ألف دولار، وهو تقريباً سعر الجيل الحالي من هذه الفئة، بل إنها يمكن أن تكون بسعر أقل رغم كل ما بها من مزايا جديدة وتحسينات.

ورغم ذلك يقول الخبراء إنّ هذا السعر لن يكون ثابتاً بسبب تذبذب قيمة الين الياباني أمام الدولار الأمريكي، حيث إنه كلما ارتفعت قيمة العملة الأمريكية أمام الين الياباني، انخفض سعر هذه السيارة التي يتم تسعيرها في الأساس بالعملة اليابانية.

الفخامة والسعر الاقتصادي

من أجل زيادة حصتها في سوق السيارات الهجين بشكل خاص والحفاظ على مكانتها الرائدة بين شركات السيارات كأفضل منتج للسيارات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الوقود، قررت تويوتا طرح بريوس 2009 على أساس قاعدة (الفخامة والسعر الاقتصادي) في ثلاث فئات هي A وB وC تختلف حسب حجم التجهيزات المتاحة في كل فئة بما يلائم تنوع رغبات واحتياجات العملاء.

ويقول مهندسو تويوتا إنهم قرروا من البداية الابتعاد عن شكل السيارة (الفان) الذي استخدم في الجيل الحالي، والاقتراب من شكل سيارة الصالون متوسطة الحجم التي تنتجها تويوتا باسم ياريس وذلك بالنسبة للسيارة فئة بريوس A. أما بريوس B فستكون أقرب إلى الجيل الحالي من هذا الطراز مع زيادة حجمها قليلاً .. وأخيراً الفئة بريوس C فستكون أكبر لكي تكون بديلاً للسيارة الهجين الأخرى التي تنتجها تويوتا وهي كامري الهجين. ويمكن القول إنّ بريوس C ستكون أقرب تجسيد للنموذج الاختباري الذي قدمته تويوتا العام الماضي تحت اسم هايبرد إكس.

ويقول خبراء السيارات في العالم، إن تويوتا تقدم للعالم كل ما يبحث عنه في السيارة، من حيث التصميم الجميل والأداء القوي وتوفير استهلاك الوقود، فجيل بريوس الجديد أسرع وأنظف وأشد صداقة للبيئة.

صديقة للبيئة

يقول مهندسو تويوتا إن مفهوم صداقة البيئة، كان صاحب الكلمة الأخيرة في أغلب القرارات التصميمية أثناء تطوير الجيل الجديد من السيارة بريوس، حيث لم يقتصر الأمر عن تطوير محرك هجين أقوى وأقل استهلاكا للوقود وإنما أيضا تم تطوير نظام جديد لتنقية العوادم الغازيـــــة الناتجة عن احتراق الوقود الكربوني، بحيــــث تقل هذه العوادم بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالجيل الحالي، وهو ما يجعل هذه الســـيارة تقترب في هذا المجال من السيارة الكهربائية تماماً التي تعمل بخلايا الوقود ولا يزيد العادم فيها على بخار ماء.

المعروف أنّ الجيل الحالي من بريوس يصدر عادماً بمعدل 65 جراماً من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر بالمعايير اليابانية، ولكن تزيد النسبة إلى 106 جرامات لكل كيلومتر وفقاً للمعايير الأوروبية. وهذه السيارة تصنّف حالياً بأنّها واحدة من أنظف السيارات في العالم، وهو ما يعني أن الجيل الجديد سيظل متربعاً على هذا العرش لسنوات أخرى مقبلة. كما يعتمد التصميم الجديد على استخدام خامات صديقة للبيئة في مختلف أجزاء السيارة مثل ألياف الكربون المضغوط والصلب عالي المتانة، مع نظام متطور لنقل الحركة يقلل استهلاك الوقود بدرجة كبيرة .

ويسعى مهندسو الشركة اليابانية إلى الوصول بمعدل استهلاك بريوس من الوقود إلى مستوى 55 ميلاً لكل جالون على الطرق السريعة و50 ميلاً لكل جالون داخل المدن.

الوفاء بالعهد

أخيراً يمكن القول إنه إذا أوفت تويوتا بكل ما تعهّدت به في تحفتها القادمة، فإنها ستحافظ على مكانتها وتحقق أهدافها وتبيع حوالي نصف مليون سيارة من هذا الطراز بنهاية العام المقبل، لتصبح بكل تأكيد ملكة السيارات الهجين.

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة