على عكس ما يراه بعض الشباب، خاصة من هواة (التغبير) و(التعديل) و(التلميع) من أن السيارة غاية لدرجة أنهم منحوها الجزء الأكبر من وقتهم في (اللف والدوران) واقتطعوا من مداخيلهم (الشيء الفلاني)، (لزوم)، (الزبرقة)، وعلى النقيض مما تراه الغالبية الآن من أنها - أي السيارة - بموديلها الحديث وشكلها الأنيق ورقمها المميز جزء من شخصية صاحبها وعنوان لوجاهته وأهميته، على عكس ذلك كله كان الأوائل يرونها وسيلة عصرية لقضاء حوائجهم وإيصالهم وتواصلهم فقط.

لم ينشغلوا بالموديل واللون ولم يشغلهم الشكل والديكور كان همهم المضمون والجوهر أن تكون ذات صناعة قوية بغض النظر عن أي أشياء أخرى يستطيعون بها ومعها أن يتنقلوا هنا وهناك دونما معوقات أو منغصات أعطال، كما أشار إلى ذلك الشاعر الكبير محمد بن بليهد - يرحمه الله - وهو بالمناسبة والد الأستاذ عبدالله بن محمد بن بليهد وكيل إمارة منطقة الرياض سابقاً حين قال:

يا زين ركب الفرت لديار بعيدة

عندي أحلى من ركوب الموجفات

لا حصل سواق والعدة جديدة

والمكينة صوغ وابعد ألمبات

يا جميل أرفق عليها ولا تزيده

شف علامات الدفينه بينات

يسرحن الصبح من خشم الفريده

عقب اليكموم والممسى مرات

ومثلما اختلفت فلسفة استخدام السيارة بين جيل الأمس وجيل اليوم اختلفت أمنيات شعراء اليوم في المواصفات المطلوب توافرها في السيارة؛ فهذا الشاعر الكبير سعد بن جدلان الأكلبي يقول:

راكب اللي ما بعد كدته شركة هلا

ما يدوج بالشوارع يدور للا جار

مجهزه راعيه يبغى يبوج أبه الخلا

لا تعومس واقبل الليل واكتف النهار

أما الشاعر عوض بن مرزوق المطيري فنقتطف من قصيدة له هذه الأبيات حين قال:

شفي على جمس ما وقف بالحراجي

ما طق كبوته ولا قص بالتاجي

لا بان مع حزم الباحة وداجي

وراه يلفظ من شعوف العجاجي

ويتواجد الشاعر محمد بن هويج اليامي على امتلاك سيارة ذات مواصفات محددة في قوله:

وجودي يا بو مشعل على وارد الطرطوس

أبو تنته بيضا على شغل طرطوسه

يسوقه شجاع يرفع الراس بالناموس

ليا جا مجاله يرفع الراس ناموسه

ومن باب (كل على همه سرى) اختم بالطريف من الأبيات التي قالها أحدهم وهو - على ما يبدو (كداد) - أي صاحب سيارة للأجرة حين قال:

ياما حلا الوانيت في قلة المال

في شارع فيه المواتر قليله

هذا ولد بوتو وهذا ولد لال

وهذا رفيق تو.. جابه كفيله!!