Car Magazine Wednesday22/08/2007 G Issue 38
تقارير
الاربعاء 9 ,شعبان 1428 العدد38

(الميني).. قادمة!!

بعد أن كانت أول الشركات الرائدة في إنتاج السيارات الاقتصادية تحقق شركات السيارات اليابانية المزيد من الإنجازات مرة أخرى مع تصغير الحجم عبر ما يعرف بالسيارات المصغرة minicar ويقصد بها المصغرة والرخيصة وذات الاقتصاد الفائق في الوقود هي من حيث الأساس عبارة عن محركات بحجم محركات الدراجات النارية لكن على أربع عجلات. ففي العام الماضي بدأت تظهر السيارات المصغرة ضمن نظام المبيعات في اليابان وهي تقدر الآن بحدود ثلث عدد السيارات الجديدة التي تباع سنوياً هناك. وفي الوقت الذي لا تتوفر لدى مصنعي السيارات خطط فورية للتصدير الكمي من هذا الصنف إلا أن بعض المحللين يتنؤون بأنها قد تزدهر في الاقتصادات النامية مثل الهند والصين.

الفقر السبب

السيارات المصغرة في اليابان محصورة في تلك التي تصل أحجام محركاتها إلى 660 سنتمتر مكعب - أقل من نصف حجم محرك هوندا سيفيك - وهي مقيدة بقانون يمنعها من أن يزيد طولها عن 3.4 متر طولاً و1.5 متر عرضاً (11.2 قدم طولاً، خمسة أقدام عرضاً).

ويعود الظهور الأول للسيارات المصغرة إلى أزمة الفقر التي ضربت اليابان عقب الحرب العالمية الثانية حيث ظهرت تحت اسم السيارة الشعبية؛ لتكون متاحة لأولئك الذين لا يستطيعون اقتناء سيارة (حقيقية). لكن هذا النوع من السيارات لم يكتب له الانتشار، غير أنها عادت إلى الأضواء مرة أخرى مؤخراً، وبشكل رئيس بسبب التطورات التقنية والتصميم والقيود غير الصارمة على حجم السيارة. إن جيل اليوم من هذه السيارات يمد حدود الهندسة والتصميم ليصل إلى إنتاج سيارات رياضية بدفع رباعي مع نظام الملاحة عبر القمر الصناعي والمكابح المضادة للانزلاق والشحن الفائق.

يقول كرت سانجر محلل صناعة السيارات في معهد أبحاث ماسكواري في طوكيو: (لقد كان من المعتاد بيعها كسيارات رخيصة الثمن، أما الآن فإنها حقيقة سيارات لائقة بمحركات كادحة).

ضريبة أقل

في اليابان بدأت تتصاعد مبيعات هذا النوع من السيارات منذ العام 2004 وقفزت بنسبة 5.2% لتصل إلى 2.02 مليون مركبة العام الماضي. والشيء المذهل أن الشركات الكبيرة المصنعة للسيارات مثل تويوتا ونيسان لم تركب الموجة لكن الشركات التي تأتي في المرتبة الثانية هي التي قامت بذلك مثل سوزوكي ودايهتسو وميتسوبيشي. ويبدو أن السعر هو العامل الأهم فالسيارات المصغرة تبلغ أسعارها تقريباً 10.000 دولار وتحصل على حسم ضريبي من الحكومة اليابانية لتشجيعها. فضلاً عن ذلك فإن هناك اقتصاد الوقود الذي بلغ 47 ميلاً لكل جالون ? في بلد وصل فيه سعر الجالون إلى 4.75 دولار. وهذه المركبات منتشرة في المدن المكتظة بالسكان لكونها سهلة الركن وتتوفر بنسبة أقل في المناطق النائية حيث لا تتوفر واسطة نقل عامة.

أحد الأسباب التي جعلت من هذه السيارات شعبية في اليابان يكمن أيضاً في أجور التسجيل والضرائب الأرخص التي يدفعها مالكها مقارنة بالسيارة العادية، كما يقول ماسا أوجاوا، المدير الإداري لشركة باور أشيا باسيفيك لاستشارات صناعة السيارات. حيث تبلغ ضريبة السيارة المصغرة بحدود 96 دولاراً سنوياً مقارنة بأكثر من 830 دولاراً للسيارات ذات الأداء العالي.

وحتى الآن فإن هذا الصنف قد حصل على أقوى دفعة لتوسيع شعبيته في عام 1998 عندما سمحت الحكومة بتخفيف القيود على أحجام السيارات المصغرة لتزيد طولها إلى 3.4 متر وعرضها إلى 1.5 متر مقارنة بالأبعاد الأصلية التي تبلغ 3.3 متر طولاً و1.4 متر عرضاً. وقد ساهمت الأبعاد الإضافية هذه في الحصول على مقصورات قيادة فسيحة وهياكل أكثر متانة.

سوزوكي الأولى

إن سيارة سوزوكي المصغرة المعروفة باسم واجن آر لم تكن أفضل السيارات اليابانية المصغرة مبيعاً على مدى الأعوام الثلاثة الماضية فقط لكنها كانت السيارة الأكثر مبيعاً في البلاد حتى مقارنة مع سيارة تويوتا الشهيرة كورولا. وكنموذج لتصميم السيارات المصغرة العصرية فإن واجن آر تبدو كسيارة فان مصغرة minivan بأربعة أبواب تم تصغير حجمها، وهي متزنة على عجلات وبارتفاع غير متناسق مع طولها. وبالنسبة لمقصورة الركاب فإنها تغلف تقريباُ هيكل المركبة بينما ضغط غطاء المحرك على شكل الأنف الأفطس كي تدخر المزيد من الحجم.

وعلى ما يبدو فإن هذا النوع من السيارات بات يغير حتى النظرة إلى السيارات عموماً، إذ يقول كينتارو ناكاتا المتحدث باسم جمعية تجار السيارات اليابانية (إن تفكير اليابانيين حول قيادة السيارات قد تغير كثيراً فلم تعد المسألة علامة على الحالة المادية بل باتت أقرب إلى كونها ينظر لها كوسيلة للتنقل من مكان إلى آخر).

ويتنبأ بعض المحللين بأن السيارات المصغرة ستجد لها في نهاية المطاف أرضاً خصبة في الاقتصادات النامية مثل الهند والصين أو حتى أن يتم تصنيعها هناك. فسوزوكي مثلاً تصنع أصلاً سيارات أكبر قليلاً في الهند مقتبسة من تقنية السيارات المصغرة. وقد قامت بتجريب تصدير محدود إلى بريطانيا للسيارة الرياضية كابوتشينو في التسعينات من القرن الماضي لكنها أخفقت في ذلك إلى حد كبير. لذلك يقول المتحدث باسم شركة سوزوكي يويشي كوجيما: (ليس لدينا خطط لبيع السيارات المصغرة كما هي عبر البحار).

وحالياً فإن السيارات المصغرة تباع بمعظمها في اليابان ويعود السبب في ذلك لكون هوامش الربح منخفضة جداً ولذلك فإن شحنها إلى الخارج ليس مربحا.

من جانب آخر فإن الفرع الألماني لشركة ديملر كرايسلر أي جي يأمل أن يبيع سيارته المصغرة ذات المقعدين الصغيرين سمارت كار في الولايات المتحدة. لكن بعض المراقبين يشككون فيما إذا كان السائقون الأمريكيون المعتادون على الحجم الكبير والطرق السريعة مستعدين لمثل هذه الثورة المتطرفة من حيث الحجم والقوة الحصانية. يقول أوجاوا: (إن السيارة المصغرة أقل مرة إلى مرتين من السيارة المضغوطة الحجم compact ولذلك فإن المستهلكين الأميركيين قد يستقبلون السيارة المصغرة على أساس أنها نوع من الألعاب!).


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة