Car Magazine Wednesday  26/09/2007 G Issue 43

الاربعاء 14 ,رمضان 1428 العدد43

 

 

في هذا العدد

 

أقلام

 
(تكفى)... كفالة!

أجزم أن أغلب الموقوفين خلف قضبان السجون في قضايا مالية سببها كفالة شراء سيارة، وسيقضون شهر الصوم بعيداً عن الأهل والأحباب، والذي يرفع هذه النسبة اشتراط بعض البنوك ومؤسسات التقسيط كفالة غارمة عند شراء أي سيارة. والحقيقة أن فينا طيبة عمياء، حيث يتصل أحد الأحباب أو الزملاء أو حتى الأقارب طالباً الفزعة، وكلمة (تكفى) ثمنها مئات الآلاف ونهايتها مأساة خلف السجون، ومن ثم تتم الكفالة بحسن نية وثقة مفرطة وموانة هوجاء.

وبعد مرور أيام إن كان المكفول (أجودي) سدّد فترة شهرين أو ثلاثة ومن ثم حط رجله أو جحد (خويه) ليبدأ المسكين في رحلة البحث عن السداد، وإن لم يتوفر تم الإيقاف إلى حين (يفرجها) ربك.

صور من كفالات السيارات:

- لقيت أحد الموقوفين في أحد السجون عند زيارتي المتكررة للسجناء قال لي كفلت ولد عمي في ثلاث سيارات وبعد سنة.. حصل بيني وبينه خلاف على إثرها أوقف السداد، وأنا الآن مسجون لأكثر من عشرة أشهر والرجَّال لا علم ولا خبر ولا كأن الأمر يعنيه، لكن حسابه عند رب العالمين.. الله ينتقم منه.

- أحد المساكين كفَّل زميله في العمل حيث تملل عنده أكثر من أسبوع قائلاً (يا ابن الجواد.. الفزعة.. وين الزمالة.. وين الرجولة وين الأخوة..) أذابت هذه الكلمات الحماسية رأس هذا الموظف وكفل الرجَّال الذي ما شافه منذ ذلك اليوم، وسدد (120) ألف من ظهره.

- وهذا رجل ثالث كفل أخوه ابن أمه وأبيه وجحده عينك عينك فما كان من الأخ الأصغر إلا أن سدد الحساب وينتظر حقه عند رب العالمين.

إن هذه المأساة.. تدور في فلك الناس والمشكلة أنه ليس عندنا مناعة من بعض المتطفلين والباحثين عن الأساليب الملتوية.. وخاصة في ميدان العمل ما بين المدنيين والعسكريين، ولماذا يصر بعض الناس على إحراج أنفسهم وإخوانهم وزملائهم واقحامهم في أتون ديون لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. ولماذا ننهزم أمام نظرات الباحثين عن الكفيل لأجل أنه قريب أو ابن عم أو من الحمولة والقبيلة؟!

لا بد من إعادة النظر من قبل الجهات المسؤولة في هذا الأمر وتنظيمه وجعله في حدود معقولة ومقبولة. ضاقت السجون بأهل الكفالات وخاصة من يكفلون لأجل شراء السيارات.. والله المستعان.

إشارة: يقول الله عز وجل:

(وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ(.

abo-anasa@hotmail.com

الصفحة الرئيسية

رجوع

حفظ

طباعة

 
 
 
بريدنا الإلكتروني
 
البحث
 
أرشيف الأعداد الأسبوعية
 
صفحات العدد
خدمات الجزيرة
الطقس
بريدنا الإلكتروني
اصدارات الجزيرة