Car Magazine Wednesday28/03/2007 G Issue 17
تحقيقات
الاربعاء 9 ,ربيع الاول 1428 العدد17

سيارة واحدة.. هل تكفي ؟!

* جدة - هيفاء القريشي منى الشريف

* الطائف - عبدالكريم الشريف

الكثير من الأسر السعودية لا تكتفي بسيارة واحدة، بل تجد البعض يمتلكون عدة سيارات، وهذا فضلا عن كونه يرهق أصحابها بالأعباء المالية والحاجة إلى سائقين، فانه يسهم في الزحام الذي تشهده الشوارع في المدن السعودية.. لمعرفة أسباب تعدد السيارات لدى بعض العائلات أجرينا التحقيق التالي الذي شارك فيه الكثير من المواطنين من الجنسين من عدة مدن سعودية، وجاءت آراؤهم على الوجه التالي:

تقول بثينة شاكر موظفة في الجامعة العربية المفتوحة: إن سيارة واحدة لا تكفي بالتأكيد في ظل ظروف الحياة المتشابكة والمتسارعة التي نعيشها بين زحمة مدارس الأبناء ومسؤوليات الأب وعمل الأم إذا كانت موظفة وتعارض مواعيد الدوام، فكلها أمور تستدعي وجود سيارة أخرى للأسرة وليست مجرد سيارة وحدها بل وجود سائق لها ينظم ارتباك هذه الأسرة في بلد لا تقود فيه المرأة السيارة ومن الممكن أن تتحمل الأم في حالة السماح لها بذلك، مسؤولية إيصال أبنائها إلى مدارسهم وتوفير احتياجات أسرتها الأخرى التي قد يتهرب منها الزوج عادة ويتعذر بكثرة مشغولياته، فالمرأة في مجتمعنا للأسف تعاني من بعض النقص في حقوقها ومتطلباتها وتضطر إلى الاستعانة بالسائق وهو الرجل الأجنبي ليحقق لها الاستقرار العائلي. وأحيانا يتطلب حجم الأسرة وعدد أفرادها ومستواهم التعليمي كوجود طلاب في الجامعة وطالبات في الكليات إلى اقتناء أكثر من سيارتين فربما ثلاث أو أربع سيارات، فالشاب يفضل امتلاك سيارة خاصة به والأم كذلك والأب له بالتأكيد سيارته الخاصة وسيارة للبيت واحتياجاته ومن فيه. مع وجود مشكلات وضغوط كثيرة ليست لها حل إلا وجود السائق الأجنبي الذي يمكن أن تحل محله المرأة لعائلتها .

جاهزة للقيادة

تعول كثيراً بثينة على هذا الجانب في حل أزمة التزامات الأسرة السعودية وتأمل السماح للمرأة بقيادة السيارة للاستغناء عن السائق الأجنبي، وتقول بأنها ستكون أول السيدات السعوديات اللاتي يقدن السيارة في بلدهن، وتحاول التخفيف من الأعباء المعنوية والمالية من اقتناء أكثر من سيارة التي تحمل بالتأكيد مصروفات إضافية للزوج والزوجة إذا كانت مشاركة ولها سيارة خاصة، فشراء السيارات بأسعار متفاوتة وشرط السيارة الفارهة لسيدة الأعمال تكلف أسعارا مرتفعة لأنها تتطلب مواصفات متميزة، إضافة إلى التكاليف المادية عند إصلاح هذه السيارات العائلية عند حدوث أي خلل ما، ناهيك عن استهلاك البنزين لعدد من السيارات للأسرة الواحدة والاستعانة بالسائقين الذين يكلفون الأسرة ميزانية إعاشتهم ورواتبهم وسوء تصرفهم وقيادتهم الرعناء التي لا تتناسب عادة مع نظام بلدنا ويحتاجون معه إلى تدريب وإعادة تأهيل يضاف إلى بند المصروفات للأسرة.

وإذا نظرنا إلى رغبة الكثير من الأسر السعودية لاقتناء سيارة صالون أو فان فهي ليست كافية للأسرة الواحدة المتعددة الأطراف، فهي لن تحل مشكلة التعارض الزمني والهدف من تعدد السيارات للأسرة، وغير مناسبة لتوصيل المدارس في أوقات الذروة وزحمة السير عند مدارس البنات والأولاد، أي ليست عملية بشكل عام، خاصة أنها غالية الثمن وبسعرها يمكن شراء ثلاث سيارات تفيد الأسرة أكثر من الناحية العملية. أما الآن أصبحت الناحية الاجتماعية والمظاهر أمام الآخرين هي من أولويات الاهتمامات داخل الأسرة السعودية فاقتناء أكثر من سيارة ليس للحاجة فقط وإنما للمحاكاة والظهور بمظهر اجتماعي لائق بالنسبة للشاب الذي يواكب الموضة ويتنافس مع أصدقائه، والمرأة العاملة يهمها نوع سيارتها أمام عملائها الذي سيعطي انطباعا ينعكس على أعمالها ومشروعاتها، وحتى الرجل أصبح أكثر اهتماما من المرأة بالشكل الاجتماعي واقتناء أغلى السيارات وأندرها في البلد للتميز عن غيره.

أعباء على الأسرة

وفي ذات الإطار تقول منى الغزاوي أعتقد أن سيارة واحد تكفى لأسرة ويعود ذلك لظروفه - كما أن أكثر من سيارة يشكل عبئا على الأسرة ولكن ظروف الحياة قد تتطلب لذلك وإذا كانت الأسرة كبيرة تحتاج إلى صالون أو خلافه، أما إذا كانت صغيرة فتكفيها واحدة من السيارات الصغيرة فالحاجة أهم شيء وتأتي محاكاة الآخرين عند ضعفاء النفوس الذين لا يهمهم غير التفاخر أمام الآخرين.

أما زوجها الأستاذ خالد محمد صالح العبود فيرى أن اقتناء سيارة ثانية يكون غالباً لحاجة العائلة البحتة وذلك لمصلحة الأسرة إذا كانت تحتاج إلى أكثر من سيارة وما زاد على سيارة واحده يشكل عبئا على الأسرة ولكن عند البعض لا يشكل عبئا وفي بعض الظروف تجبر الأسرة إلى سيارة أخرى، وذلك حسب العائلة وحجمها وحسب الأوضاع ولكن جميل أن تكون هناك سيارة تجمع كل الأسرة في تحركاتها .

سيارة واحدة تكفي

وتقول جوهرة عبد الله الغامدي إذا كانت الأسرة تحتاج إلى سيارة فلا أعتقد أن هناك خلافا في اقتنائها أما إذا كانت الأسرة صغيره فاعتقد أن سيارة واحده تكفي وتستدرك قائلة : إن أكثر من سيارة للأسرة يعتبر عبئنا على ميزانية الأسرة ولكن لا بد للأسرة أن تعمل ترتيباتها في تحركاتهم وذلك للحد من الأعباء.

- ربما يكون وضع الصالون أو ما شابه يكفي ولكن في بعض الأحيان قد لا يستطيع رب الأسرة القيام بجميع مهام ومستلزمات الأسرة ومتطلبات المنزل وفعلا الصالون يحقق الغرض في جمع أفراد الأسرة في سيارة واحدة.

- وتضيف جوهرة أكيد للحاجة في الاقتناء أكثر من سيارة ولكن الوجه الآخر ربما يكون في نظره للمحاكاة وأعتقد هم قلة.

أما زوجها الأستاذ سعيد الغامدي فيقول: الاقتناء يعود لعدة أمور فقد تكون الأسرة فعلا في حاجة الى سيارة أخرى لوجود أسرة كبيرة واحتياجاتها تتطلب اقتناء سيارة أخرى ولبعض آخر لا يستطيع توفير سيارة أخرى وفي نظري ما زاد على سيارة واحدة يعتبر عبئا على الأسرة ولكن هناك ظروف وأمور تختلف لدى بعض الأسر، فمنها من محتاجة إلى أكثر من سيارة ولو أن هناك أعباء كثيرة تتحملها الأسرة طالما هي بحاجة إلى عدة سيارات.

وأضاف الأستاذ الغامدي: صحيح أن السيارات العائلية ذات الأحجام الكبيرة تفي بالغرض لأسرة واحدة ولكن الأمر يعود إلى ظروف كل أسرة.

سيارة مستقلة عن الزوج والأولاد

وتقول كريمة سندي سيدة أعمال إن سيارة واحدة للأسرة أصبح شيئا نادرا حيث تجد الآن أن أغلب الأسر تمتلك سيارتين وثلاث وربما أكثر، وإلا ستضطر المرأة خاصة سيدة الأعمال أن تخسر مواعيدها وصفقاتها بسبب عدم وجود سيارة تقلها أو ذهب بها السائق أو تنتظر وقت فراغ زوجها ليصلها بعد فوات الأوان.

فسيارة واحدة لا يمكن تكفي عائلة كبيرة متعددة الأطراف والمتطلبات، والزوجة أولا تحتاج إلى سيارة مستقلة عن الزوج والأولاد حتى ولو لم تعمل، فإذا كان الزوج مهملا بطبعه تستطيع على الأقل أن تجد السائق الذي يلبي طلباتها، وكما أن الأبناء لابد لهم من سيارة تؤمن إيصالهم إلى مدارسهم وكلياتهم، والأب له سيارته الخاصة وسيارة عمل إضافية وسائق خاص، فهل تبقى المرأة والأم حبيسة المنزل ورهينة لأوقات الرضى كي تلقى من يقضي لها احتياجاتها العملية أو اليومية خاصة وأنها لا يمكنها قيادة السيارة بنفسها، وأراهن أن السيدات السعوديات كلهن سيخرجن من البيوت ويقدن السيارات إذا سمح لهن بذلك بدون تحديد، فالكبيرة والصغيرة والمتعلمة وغير المتعلمة وربات البيوت كلهن سيقدن السيارات لحاجتهن إلى ذلك.

محاكاة ووجاهة

أما اليوم وتعدد السيارات الموجود لدينا بكثرة في المجتمع السعودي فهو لمجرد الوجاهة فقط حيث تهتم أكثر الأسر السعودية بالمظاهر الاجتماعية والمحاكاة للآخرين خاصة السيدات تحب المفاضلة في المستوى المعيشي وإظهار الترف والرفاهية على قريباتهن وصديقاتهن وجاراتهن وعلى بعضهن البعض وهلم جرا، ولو كانت تستطيع إعلانها في التلفزيون لفعلت ذلك ولم تردد. ولا تفكر في الميزانية للأسرة هل ستتأثر أم لا، فأغلب الأسر السعودية تعاني من اضطرابات اقتصادية لسوء التخطيط سواء في حالة اقتناء أكثر من سيارة أو لا، لأنها لا تحدد الأولويات وليست لها قاعدة أساسية اقتصادية قوية ومنظمة، توازن بين الصادرات والواردات للأسرة وتكثر مصروفاتها على بنود الكماليات أكثر من الأساسيات، والأسرة السعودية هي التي ترهق نفسها بنفسها بمصروفات السفر والنزهات المبالغ فيها وأخيرا تعدد السيارات وليست أي سيارات إنما الفارهة والفان والهمر، التي لا تساعد في تنظيم مواعيد الأسرة وليست عملية للطلاب وغير معقول أن تترك للسائق وحوادثه المفاجئة أو ليتسكع بها مع أصدقائه.

المستوى المالي للأسرة

وترى الخبيرة الاقتصادية الدكتورة عزيزة الأحمدي أن الحاجة لاقتناء أكثر من سيارة للأسرة ومتعلقاتها تتمحور حول وضع خطة استراتيجية اقتصادية ودراسة شاملة ووافية لإمكانات هذه الأسرة قبل أن تفكر في شراء أكثر من سيارة، وبالتالي أي نتائج ستكون مترتبة على النظرية الاقتصادية التي كونتها الأسرة على أساس المستوى المالي والقاعدة الاقتصادية لها. فمثلا هناك أسر تستطيع أن تمتلك أكثر من سيارة دون أن يؤثر ذلك فيها ماديا، عكسها الأسر التي لا تمتلك الاستطاعة المادية لاقتناء أكثر من سيارة واحدة فعليها أن تتقبل وضعها على حدود سيارة واحدة مع شيء من التنظيم، حيث إن سيارة واحدة بتنظيم الأوقات لأفرادها وجدولة الأولويات وتنسيق خريطة المواقع الخاصة بهذه الأسرة ففي هذه الحالة سيارة واحدة تكفي وزيادة، وتصور الأسرة لميزانيتها قبل الدخول في أعباء مالية يساعدها على التخطيط السليم بعد ذلك لما تريد إضافته لمشترواتها، فالأسر ذات الدخل المحدود سيرهق ميزانيتها اقتناء سيارتين مثلا، على عكس الأسر ميسورة الحال لن تشعر بأي عبء مالي، فيجب على الأسر السعودية أن يكون لديها تخطيط سليم منذ البداية وهو ما ينقصنا في المجتمع السعودي. وكذلك في وجود سيارة كبيرة مثل الفان أو الصالون مثلا سيكون ذلك جيدا ومناسبا وممتعا للأسرة إذا تم التنظيم لأفرادها. ولا ضير من اقتناء أكثر من سيارة لمحاكاة الآخرين ومواكبة التطور الاجتماعي إذا كان بمقدور الأسرة، ولكن الكارثة إذا لم يتوافر لها المال في بعض الأسر التي تحاول إضافة سيارة وهي لا تمتلك ثمنها ومصروفاتها بعد ذلك من صيانة وبنزين وغيره، إضافة إلى أن الدخل المادي لهذه الأسرة يكون ضعيفا فتقع في ضائقة دائمة وإرهاق لميزانيتها وهذا ما نسمع عنه، وهي كارثة ليست للأسرة وحدها بل للمجتمع حيث تحاكي الأسرة غيرها من الأسر والأسرة الثانية تقلد الثالثة، ويؤثر في مستوى الأسر سلبيا داخل المجتمع ككل ويضعف مستواها الاقتصادي. فأتمنى من الأسر السعودية أن يكون لديها نظام تنتهجه في حياتها يعتمد على التوازن والتوفير، ليكون باستطاعتها شراء ممتلكات إضافية سواء سيارة أو منزل أو حتى استثمار عقار أو مشروع أو غيره.

هذه أسباب السيارات

ويقول مصطفى إدريس موظف في الخطوط السعودية إن الحاجة تفرض علينا اقتناء أكثر من سيارة خاصة عندما تكون الزوجة موظفة والأبناء في الجامعات إضافة إلى المدارس وبعدها عن المنزل، كما أن وظيفة الأب تجبره على عدم الوجود في المنزل خاصة في أوقات ذهاب أو انصراف الأبناء من المدارس، هذا كله من الأسباب التي تدفع الأسرة إلى اقتناء أكثر من سيارة، وهو ما يشكل بالتأكيد عبئا إضافيا على ميزانية الأسرة فمثلا لو حسبنا راتب السائق ومصروفات الصيانة، مما يشكل ضغطا على الراتب خاصة إذا كان رب الأسرة هو الموظف ومصدر الدخل الوحيد للأسرة، حيث يقتطع حوالي 20% من دخل الزوج إذا كان راتبه حوالي 5000 ريال.

أما في بعض الأسر لا يشكل لهم عبئا على ميزانيتهم إذا كان مدخولها المادي مرتفع، ولا أرى أن اقتناء فإن أو صالون كافيا لأن الأسرة لا تتنقل بشكل جماعي في ظل ظروف الحياة الجارية، فالأب مشغول بعمله والأبناء يرغبون في قضاء وقت فراغهم في المنتزهات والأسواق، هذا التضارب في الحياة العصرية سببا من الأسباب التي تؤدي إلى ضرورة وجود أكثر من سيارة، كما أن سهولة شراء سيارة يعد سببا آخر، حيث إن أسعار السيارات لدينا معقولة، مع وجود التسهيلات من البنوك ونظام التقسيط الذي يمكن أي شخص من اقتناء سيارة، وهذا غير متوافر في بعض الدول لارتفاع أسعار السيارات.

مظهر اجتماعي

ويحدد رجل الأعمال إبراهيم الأحمري اقتناء أكثر من سيارة يكون في بعض الأسر للحاجة والضرورة التي تفرضها متطلبات الحياة، ورغبة عائلية عند البعض الآخر، وقد يكون تملك أكثر من سيارة مظهرا اجتماعيا، مما يشكل عبئاً ماديا مرهقا للأسرة إذا كانت غير قادرة، ولا يكفي اقتناء سيارة كبيرة فإن أو صالون لوجود الضروريات اليومية كالمدارس والأعمال وبعد المسافات في مدينة كبرى ومكتظة كمدينة جدة مما يشكل صعوبة التنقل في سيارة كبيرة لقضاء الاحتياجات والأغراض المطلوبة.

الحاجة والتغيير

ويقول عمر عبد الرحمن ويعمل في بترومين، أن التفكير في شراء سيارة إضافية للعائلة يكون للحاجة مبدئيا لطلب الراحة وسهولة المواصلات وتنظيم أمور الأسرة، ثم تنتقل الحاجة عند بعض الأسر إلى رغبة في التغيير وحبا في امتلاك الجديد والمثير خاصة إذا كانت قادرة ماديا، حتى إذا لم يفدها ذلك عمليا فقط لمجرد التغير من الرتابة بشكل سيارة واحدة. وهذه الأسر لا يسبب لها الإكثار من عدد السيارات ضغطا ماليا على حساباتها وإلا لم تتجه إلى التنويع في السيارات الصغيرة والفخمة والصالون وغيرها لتناسب كل احتياجاتها داخل المجتمع وفي الرحلات الطويلة، ومن أراد الزيادة مع الاستطاعة فهذا حقه وليس هناك ما يمنع من اقتناء أكثر من سيارة بل هو أمر منطقي، والغريب والصعب في الوقت نفسه أن تستخدم أسرة كبيرة سيارة واحدة، فبالتأكيد أنها ستقع تحت ضغوطا كثيرة وستعاني كثيرا من التزامات الحياة والله يكون في عونها.

ويقول عواض محمد الشافعي رجل الأعمال شراء أكثر من سيارة يرجع للحاجة لكون الأسرة أو غالبية الأسر لديها أكثر من عنصر رجالي أو نسائي يعملون بوظائف تتطلب منهم الاستقلال كل على حدة بسيارة خاصة ولا سيما إذا كان كل موقع بعيدا عن الآخر، الذي يصعب معه الاعتماد على سيارة واحدة.وأرى أن اقتناء أكثر من سيارة لا يشكل عبئاً لتفاوت الطبقات الاجتماعية ماديا، فهناك أسر غنية وأسر دخلها جيد تستطيع أن تقتني أكثر من سيارة، ومن الطبيعي أن الأسرة الأقل من المتوسط من المستحيل أو الصعوبة امتلاك أكثر من سيارة إلا إذا كان أبناؤها يعملون لذا نستطيع أن نقول إنهم ينفصلون عن الأسرة لاستقلاليتهم وظيفيا وماديا عن الأسرة، واقتناء سيارة كبيرة لتحل المشكلة ليس كافيا للأسرة ويعتمد على أن يكون غالبية أفراد الأسرة من الإناث ومرتبطين بأسرتهم والأبناء الآخرون مستقلون عن أسرتهم قد يكفي الأسرة في هذه الحالة الفان أو الصالون.

فوزية بخاري: سيارة واحدة لا تكفي

تقول السيدة فوزية بخاري: سيارة وحدة لا تكفي خاصة بوجود أبناء، فاليوم المرأة تعمل والأبناء في مدارسهم ورب الأسرة أصبح يعمل لفترتين وربما في وظيفتين بحكم متطلبات الحياة الصعبة وبالتالي الأم تحتاج لمواصلات تصحبها لعملها والأبناء بحاجة لسيارة أيضا لاصطحابهم لمدارسهم، ولا يمكن لسيارة واحدة أن تقوم بأكثر من مشوار في وقت واحد لأسباب كثير منها توقيت الدوام المبكر للمدارس ومعظم الوظائف وكذلك تقارب نهاية المواعيد في نهاية الدوام وغيرها من الأسباب الكثيرة.

وتضيف سيدة الأعمال عليا القحطاني: أنا كسيدة أعمال ومن واقع تجربتي الشخصية أجزم بأن سيارة واحدة لا تكفي فأنا اضطر لإتمام من ثلاثة إلى أربعة مشاوير يوميا فترة الصباح بين دوائر حكومية واجتماعات وغيرها لمتابعة أعمالي، وكذلك زوجي الذي يخرج في الصباح باكرا ليعود في المساء منهك القوى وبالتالي لا يمكننا أنا والأولاد أن نطلب منه أن يرافقنا أو يصطحبنا إلى أي مكان لقضاء متطلبات الأطفال مثلا؛ لذا أصبح للأسرة سيارة مستقلة لقضاء متطلبات الأولاد ولمتابعة أعمالي أيضا وسيارة زوجي.

وحول إذا ما كان اقتناء سيارة أخرى يشكل عبئا على ميزانية الأسرة تقول السيدة مروة مالكي: هناك من تشكل لديه عبئا وهناك من لا يشعر بعبئها، ولكن نظام التأجير والتقسيط سهل على الناس اليوم اقتناء أكثر من سيارة للأسرة خاصة بمساعدة المرأة العاملة لزوجها اليوم، فأغلب الأسر المتوسطة الحال أو متوسطة الدخل تجد أن السيارة الأخرى من راتب الزوجة لتوفر متطلباتها ولتعين زوجها في آن واحد.. وتضيف السيدة فاطمة بركاتي: مع مستجدات العصر هناك تسهيلات وفرتها شركات بيع السيارات كالأقساط المريحة وغيرها ساعدت الأسر على ضبط ميزانيتها لاقتناء سيارة أخرى.

وعن نوعية السيارة المناسبة للأسرة تقول سامية بركاتي: القضية لا تكمن في حجم السيارة بل في كثرة المشاوير.

بدرية باخشوين: لو افترضنا أن رب الأسرة يمتلك فان وينطلق من الصباح ليصطحب زوجته إلى عملها ثم أبناءه كل إلى مدرسته ثم يذهب هو إلى عمله ثم يضطر للاستئذان من عمله ليصطحب زوجته وأبناءه إلى المنزل ثم يرجع إلى عمله ثم إلى بيته ثم يقضي مشاوير للبيت أو مشاوير أخرى خاصة بزوجته وأبنائه أو لقضاء متطلبات أخرى وهكذا، إذن لن يصل الرجل إلى عمله في موعده أبدا ولن يلتزم بساعات دوامه ولن يتحمل متطلبات أسرة كاملة خاصة أن متطلبات العصر اختلفت واتسعت كثيراً.

الحاجة أم لمحاكاة الآخرين؟

السيدة القحطاني: هناك من النوعين فهناك بعض الأسر التي ليس لديها أبناء والزوجة تعمل وتقوم باقتناء سيارة لمجرد التباهي بأنها تمتلك سيارة وسائقاً، وهناك من هم فعلا بحاجة ملحة لسيارة أخرى للأسرة، اليوم أصبحت السيارة الثانية ضرورة وحاجة ملحة.


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة